نجيب المانع - الشذرات الكافية

انه لم يكن معنيا بالثقافة على نحو ذهني وتأملي منظم. إذ كانت شذرات منها تكفي لاستحثاث وجدانه وعندما اقرأ لبعض النقاد، وخصوصا من هم خارج العراق، أن ثقافة السياب كانت غزيرة، استغرب لهذا الحكم فالسياب لم يكن مفكرا، بقدر ما كان شاعرا جيدا

لم يكن الفكر يحتل عنده مكان الصدارة، إذ لم يشكل عن العالم رؤيا منهجية أو موقفا تأمليا خالصا يتناول الملامح الواعية من الوجود المنهج و النظام لديه حسيان فقط، وميدانهما شكل القصيدة. وهذا أمر لا يجب أن يكون عيبا فهناك شعراء عظام، ثقافتهم بسيطة وأبرزهم بطبيعة الحال شكسبير، الذي هو أكبر شعراء الإنسانية

المقصود بالثقافة ليست القراءة وحدها و إنما التأمل المستند على القراءة و التجربة، ولم يكن السياب ذا أفكار كثيرة بل كان يمتلك حساسية شعرية فذة كانت قراءات السياب في الشعر بالدرجة الأولى وكان أسلوبه في الحديث انطباعيا وليس أسلوب المناظر الطويل النفس المستند إلى كشوفات وبناءات ذهنية

الكلمة- العراق- السنة الثالثة عدد 2 كانون أول 1970

 

رجوع