نرى في كل أشكال الوسائط والبرمجيات والتقنيات الجديدة في عالم النشر
والاتصال و التعبير الالكتروني هي ضرب من المحاولات الإنسانية المتسارعة
التطور والموغلة في التحقق المادي لأحلامنا في حقل اختزال الزمان
و المكان.

هذا الاختزال هو في العمق سعي الإنسان (والعقل البشري بطاقاته
التي تستعصي على الاحاطة والوصف) الى معالجة المسافة الفيزيائية
بشتى تجلياتها. ففي هذا العلاج سوف يكمن السر الإنساني وقدرته
على الذهاب الى المستقبل بأعلى ما يمكن من درجة التأهل الحضاري
(في الموهبة والمعرفة)، والتخلص من العوائق التقليدية التي تحول دون
تحقق الحضور الإنساني في الكون بوصف الإنسان هو الخالق الأول لأحلامه،

وهو بالتالي الباني الأول لتكل الأحلام.

علاج المسافة، إذن،  هو الملف الذي سيحاول أن يقترح على زائر (جهة الشعر)
كل الطاقة المعرفية، بكل أشكالها، نصوصا ومعلومات وتجارب ومواقع وفعاليات ووسائط متنوعة العناوين مختلفة الاجتهادات، لكي يجد الزائر نفسه على مقربة وفي حضرة وبين يدي الكون في لحظة كونية واحدة.