ثمة من يزعم بأن الترجمة هي بمثابة الخيانة للنص الأصلي. وثمة من يستدرك ليخفف وقع التعبير فيقول: لكنها خيانة جميلة. ولكن في جميع الأحوال ستكون الترجمة هي الطريق الحميم بين البشر. في فضاء الانترنت ستكون الترجمة، ليست ضرورية فحسب، ولكنها ستصبح فجأة واحدة من بين أجمل أشكال الاتصال الإنساني بفعل التسارع الهائل لحاجة الكائن للاتصال بالآخر. خصوصاً إذا تعلق الأمر  بمسألة الحوار الحضاري في حقل الإبداع. هنا ستكون الخيانة هي ضرب من تبادل أنخاب ذهب القلوب وهدايا الحب. لأن اللغة في هذه الحالة هي الجسر الوحيد الذي لا يخذل الانسان وهو يطلقها من القلب إلى القلب. فليس من الحكمة التردد عن البوح عندما يتعلق الأمر بالحب. فإذا فشل الحب سوف تفشل اللغة. ولكي لا نترك للعكس أن يحدث، سوف نعتبر دائماً بأن ما يسمـيه الآخـرون خيـانة، سنراه في جهة الشعر خيانة ذهبية نفتح لها الأفق على آخره. في هذا الملف سيكون لكل مترجم ملفه الخاص.  ولكل ترجمة مكانتها ومكانها اللائقين. نرحب بما يقترحه المترجمون ويسهمون به في جهة الشعر، لمعالجة المسافة بين لغات الكتابة بعناقات بين القلوب.