[ أردت، في هذا الفيلم ان أفسح المجال لتدفق الزمن وجريانه. ان أعيش تلك الدقائق التسعين كما لو كنت أتنفس فحسب.. شهيق وزفير. تلك كانت المهمة الفنية الوحيدة.
[ ليس ثمة ماضي أو مستقبل في التاريخ، تماما مثلما ليس ثمة أي ماض أو مستقبل في الفن.. هناك الحاضر فحسب.
[ لا أظن ان التفاصيل التقنية ذات أهمية للمتفرجين. ليس ثمة ما هو استثنائي في ذلك، ولا ينبغي للتفاصيل التقنية ان تلفت الانتباه.
[ كنت شغوفا بالأدب منذ الصغر، وكنت مولعا أيضا بالدراما الإذاعية. اذكر ذلك الأداء العظيم، في تلك الدراما، والذي يقدمه ممثلون كبار كنت أغمض عيني ثم أشيد عالمي المتخيل داخل العمل الدرامي. لم أتخيل أبدا أنني سوف أصبح مخرجا، في عائلتي، لم تكن لأحد من أفرادها علاقة مباشرة بالفن. لم يشتغل احدهم بالفن لقد ولدت في قرية صغيرة في سيبيريا، والتي لم تعد موجودة.. فقد شيدوا هناك محطة طاقة تعمل على توليد الكهرباء من الطاقة المائية، وبالنتيجة دفنت قريتي الصغيرة تحت الماء. وإذا رغبت الآن في زيارة المكان الذي ولدت فيه، فيتعين علي ان استأجر قاربا واذهب إلى حيث المياه وانظر إلى قطاع البحر.
[ كنت دائما اشعر بأن الانتقال إلى الإخراج وتحقيق الأفلام هو طريق طويل جدا، ولم احسب أبدا أنني سأكون قادرا على اجتيازه. بوجه عام، لكي تصبح فنانا يتعين عليك ان تحصل على التربية الأساسية، هكذا كنت أفكر ولهذا السبب كان منطقيا بالنسبة لي ان أتخرج حاملا شهادة في التاريخ التحقت بأكاديمية الفيلم بموسكو في قسم الإخراج.
[ تعلمت الكثير من العالم الحقيقي المحيط بي تعلمت أحيانا من أناس لا علاقة لهم بالفن على الإطلاق هم مجرد أفراد عطوفين، صادقين، كرماء وثمة جوانب جميلة فيهم لكن من أهم المعالم بالطبع هو تشيخوف.
[ اغلب الأشياء التي افعلها تأتي من خلال الحدس أبدا لم ألتق بأي شخص ساعدني على تنمية نفسي وقيمي الروحية.
[ الفن هو العمل الشاق الذي تؤديه روحك ان تاريخ روح الفنان تاريخ حزين هذا انه عمل شاق جدا، وبغيض أحيانا.
[ في كل أفلامي أحاول فحسب ان اخلق نوعا مغايرا من الحياة الواقعية، مختلفا عن ذلك الذي يوجد هذا ينطبق حتى على أعمالي الوثائقية.
[ أنا لا أتعامل مع الفيلم الدرامي والفيلم الوثائقي على نحو مختلف الفارق الوحيد الذي أراه بين الدرامي والوثائقي هو ان الفنان يستخدم أدوات ووسائل مختلفة لخلق صورة ما، أو لنقل، لبناء بيت ما في الدراما، يستخدم المخرج قوالب حجرية أكبر حجما في البناء في الأعمال الوثائقية، البيت عادة ذو بناء شبيه بالزجاج، شفاف وهش أكثر.
أنا لا أحاول ان أحقق الأعمال الوثائقية بوصفها نموذجا واقعيا من الفن لست مهتما بالصدق الواقعي ولا أظن أنني قادر على فهم الواقع جيدا.
[ أنا لا أصور لوحة مادية للطبيعة، بل اخلقها، إني اهدم الطبيعة الواقعية واخلق طبيعتي الخاصة.
[ إني انطلق من المشاعر، وأظن ان ما يثير اهتمامي دوما هو فقط تلك المشاعر التي لا يستطيع اختبارها إلا الشخص الروحاني: مشاعر الفراق والانفصال أظن ان دراما الموت هي دراما الانفصال.
[ الفيلم ليس وسيلة للاتصال، بل حياة اخرى.. حياة تتألف أمام أعين الناس.
[ كمخرج، لدي على الدوام رؤية واضحة عن ما اخلقه، عادة أنا أغير كثيرا الأساس الأدبي إضافة الى السيناريو في مرحلة الإنتاج أحيانا، حتى معنى حوار معين يمكن ان يتغير تماما.. ومعه يتغير معنى المشهد.. إني أحاول ان اخلق وأعيد الخلق المرة تلو الأخرى. من المهم ان تكون باستمرار في حالة حركة. الفيلم الفعلي يمكن ان يبدو ساكنا تماما، لكن الطاقة الموظفة في تحقيق الفيلم ينبغي ان تكون ديناميكية جدا.
[ أنا لا أعطي الجمهور الفرصة للتعود على أسلوب معين خاص بي نحن نحاول بفعالية ان نحقق أفلامنا على نحو مختلف في كل مرة، لهذا السبب هي تصبح مختلفة عن بعضها البعض.
[ الصور بمثابة الساحتين، والصوت بمثابة الروح على الصوت ان ينطلق بذاته ومثل العشب في الحقل، عليه ان ينمو لوحده في فيلمي »الأم والابن« استخدمت الصوت حسب نظام دولبي لكنني لم أحبه لأنه تجاري كان علينا ان نقاوم التقنيين لأنهم كانوا دائما يريدون من الصوت ان يكون أكثر علوا، في حين كنت أريد الصوت أكثر خفوقا. الصوت جزء هام جدا في عملي. أحاول ان انظم عملي بحيث يكون الفيلم عملا على مستويين. لذا فان فيلمي »الأم والابن« هو فيلمان مختلفان جدا. احدهما بصري، والآخر صوتي وينبغي ان يكونا قادرين على الوجود منفصلين عن بعضهما. وإذا أصغيت إلى الصوت فلابد ان يكون كافيا بذاته.
[ ولدت ونشأت، إضافة إلى اكتساب هويتي الذاتية، في ظل نظام شمولي استبدادي بالنسبة لأفراد ذوي شخصية وخلفية سيكولوجية، كان هذا يعني ان تبدأ بملاحظة الواقع والأشياء بجدية تامة. كنت على الدوام اقرأ الكلاسيكيات الروسية، التي كان لها تأثير هائل في وقتها لم استمع أبدا إلى البيتلز أو أي موسيقى معاصرة غير روسية كنت متأثرا بفاجنر وسكارلوتي.
ذلك كان شأني وكنت أركز أكثر على الأشياء الجادة.
[ حتى عندما لا تحصل على تفسير كامل من السلطات، فان بإمكانك ان تقرأ بين السطور المشاكل التي واجهتها مع المؤسسات السينمائية الحكومية لم تكن مبنية على أرضية سياسية، إذ أكن مهتما باستجواب ومساءلة النظام السوفيتي، وبالتالي لم اقلق نفسي بنقده كنت دائما مدفوعا بجماليات بصرية، جمالية مرتبطة بروحانية الانسان والتي تقرر قيما أخلاقية معينة. واقع أنني كنت مستغرقا في الجانب البصري من الفن جعل السلطات تميل إلى الريبة طبيعة أفلامي كانت مختلفة عن أفلام الآخرين. وهم رجال السلطة لم يعرفوا حقا لأي سبب يعاقبونني، وذلك التشوش سبب لهم سخطا كبيرا بالطبع هذا جعل الأمور أكثر صعوبة بالنسبة لي، لكن أيضا أكثر سهولة عندما ألتفت الآن إلى الوراء أدرك كم كان الأمر متناقضا ظاهريا من جهة، الأفلام التي حققتها منعت من العرض على الجمهور ومن جهة أخرى، كانت أفكاري الجديدة مقبولة دائما، أظن انها مفارقة أي نظام شمولي.