إعداد وترجمة وتقديم: خلات أحمد
(سوريا)
ظهرت في الآونة الأخيرة أكثر من أنثولوجيا للشعر السوري تجاهلت الشعراء الكورد بامتياز متعمد, ليس فقط الذين يكتبون باللغة الكوردية بل وأيضًا الذين يبدعون بالعربية.
في محاولة متواضعة، أحاول في هذا الملف أن أترجم عدداً من الشعراء الكورد السوريين ليكون المشهد الشعري السوري في كماله المتعدد .
شعراء مميزون تمكن كل واحدٍ منهم من أن يكرس تجربته بما يدل عليه, ولأن الترجمة في الأصل خيانة فإن من الممكن ان لا يظهر هذا جلياً في القصائد المترجمة, علاوة على أن اختيار قصيدة أو أثنتين لكل شاعر لا يمكن بحال أن تعبر عن تجربته ككل.
الملف لا يشمل بالطبع كل الشعراء الكورد في سوريا, فمنهم من يكتب بالعربية ونتاجهم جدير بالتعريف بهم , ومنهم من لا يزال في الأرجوحة المتنقلة بين الكتابة بالعربية والكتابة بالكوردية / وأنا منهم / وهؤلاء أيضاً لا تقتضي ضرورة التعريف بهم سوى الإطلاع على نتاجهم بالعربية فظلال كل من اللغتين تلقي بنفسها على النتاج المكتوب باللغة الأخرى, وهناك أيضاً شعراء في الوطن لم يتمكن لي أن أطلع على نتاجهم أو الاتصال بهم وأخص هؤلاء بالإعتذار لهم على رغبة أن يكون لي فرصة مع نتاجهم في فترة قريبة, ولهذا سأعتبر هذا الملف جزءاً أولاً سيتبعه بالتأكيد ما أتمكن من ترجمته لاحقاً.
* ليس لترتيب الشعراء في الملف أي اعتبار سوى تتالي وصول نتاجهم إلي, على أن في الملف شعراء من الجدير ترجمة دواوين كاملة لهم وأخص منهم الشاعر " أحمد الحسيني" المشهود له بجهد مبدع في تطوير اللغة الأدبية في اللهجة الكورمانجية منذ بدء الحداثة فيها, بعد مرحلة الشعر الكلاسيكي التي ارتبطت باسم الكبير" جكرخوين" .
وثانية ً لأن الترجمة خيانة ولأن لكل لغة جمالياتها الخاصة بها ولكل تراث صوره ورموزه وإيحاءاته التي قد لا تعطي ذات المقصود في ترجمتها إلى لغة أخرى, فقد حاولت في تقصدي للترجمة أن أكون شاعرة بما أنا متمكنة منه في اللغة العربية يعينيي في ذلك انتمائي الى الشعر الذي أنا مقدمة على ترجمته في ميثولوجيته الكوردية.
اللغة الكوردية لغة شعر أصلاً, لغة ٌ لم يتمكن شعراؤها المعاصرون على الرغم من محاولاتهم إلى الشعر أن يوفقوا في اكتشاف براعتها وزخمها ورقتها إلا في القليل النادر من الأمثلة حتى الآن. شعراء وإن كان لدى كلٍ منهم ما يميز تجربته قليلاً أو كثيراً إلا إن اختلافهم ليس بالقدر الكافي الذي يسمح بالقول بتشكل مذاهب متفردة في القصيدة الكوردية.
والشعر الكوردي كغيره من الآداب العالمية موزع على مذاهب شتى, وهناك أيضاً الخصوصية التي تمكنها كل شاعر لنفسه, فهناك من أشتغل على اللغة حتى أُشكلت عليه الصورة, وهناك من أغرته الصورة فأسلس لها حتى أفلت منه الإيقاع وأسهب على حساب كثافة الشعر الأنيقة, وهناك أيضًا من برع في جدل الصورة بلغة ٍ رشيقة ٍ منسابةٍ كالماء, وهناك من أخذ من حنينه مدخلاً لفلسفة إنسانية راقية, هناك من ألتقط من اليومي صورة ً باذخة ً في مدلولاتها الإنسانية وتمكن من القبض عليها في قصائد تشبه الومضة.
تبادل الشعر والنثر المواقع بين شاعر وآخر وأعتمد تقسيم الأشطر على طريقة الشاعر في الإلقاء أو إحساسه الشخصي بالقصيدة / في تخميني/ إلا في استثناءات قليلة انحاز فيها التوزيع على صفة فنية تقصدت الإنزياح في المعنى القابل للتأويل في أكثر من وجهة.
*****
نوستالجيا
حبيبتي......
الدوامة اليافعة الشاردة, تنبثق من خيال الفلاة,وأمام العتبات المهترئة لقلبي تهب غبارها لجدث الذكريات.
ليلة ٌ حالكة تملأ جوانحي برائحة الحناء وعطر البابونج. أتعلم التحليق من عش الأنين برفقة النافذة المشرعة بعينها المتضورة, الزهور التي من ذبولها تتهاوى وأجنحة الموت.
نعم يا حبيبتي
ها أنا
في حضن الحِداد الصعب,بين يدي إله ٍ جبار, أرتعش كمُريد ٍ مذنب. أمسك بذراع تعبي في ومض الزمن وأسجد بعنق ٍ منحن ٍ. أروض في حدقتيّ الصعاب والسهرات النزقة,بلا مَساند ولا قناديل. أنا الكائن الهش مقوض الحلم في وخز الموت الموحش.
من أي وجهةٍ سأغرق نفسي في تدفق أنينكم ؟
تحت أية سماءٍ سأختار لي تراباً بارداً لينعم جسدي بيرقات العتمة والصمت ؟
كنت أتأمل
كيف تمرّ الحياة
كيف وبصمتٍ فسيح يأتي الموت
حيواتنا جداول
تمازج نفسها بالبحر
البحر أيضا موت
غورغي مانريك ( 1440 - 1478)
أي قمرٍ سأزرعه في جنازتي آن الرحيل, لتختنق ملائكة البكاء في انهمار الموج حفنة ً حفنة , برعماً فبرعماً,جهنماً جهنماً,وفي انتفاضة عطش الفتنة ؟
حزين ٌ يا حبيبتي
دورة هذا المساء عالقة ٌ في أوشحة غناءكِ الطويل, لا الطفولة ولا الأحصنة المترددة بقادرةٍ على إيداع وهج هذه الأناشيد في جدول الزمن.لا الغبار يقارب هارمونيا القبقبة, ولا حجلان السواد تلوذ بأول التحليق.
أخمّركِ تحت لساني/ أشعلك ِ في موقد أضلعي/ في غمد اللحظات,في مهد الفراشات,في تدفق الحوريات, أهدهدكِ / أزين جدائلكِ بالتمائم ,بمواويل الهجرة والمنافي, بالمحطات والعتبات, بالمخيمات, بالشرايين , والأشهر العمياء.
" كل الألوان العتيقة لها إضاءة حزينة في قلبي, أهي في الطبيعة أيضا هكذا, أم أن في عينيّ مرض "
فان كوخ
رونو:
على عتبة تلك القارة المغبرة, كان لون قدرنا يُحلب من ضرع الدوامة.كلما اندلق معجم الألوان في تل "شرمولا " المنهك,سال لون القهوة نقطة ً نقطة, من السنابل والوريقات,ومن قلق الأرانب والقطا.
إنه لون القهوة, لون طفولتنا المختزلة.في البرية محمية الغبار تلك, عندما يولد التراب والأنين,عندما تفطم القناديل من نهد الوجع,سيرتب الأموات شوقهم للأحياء. لكن كيف سينسى الأحياء لون القهوة في عيون الأموات؟.
صباحات بنفسجية
آن أسدلُ خيالك ِ
على عينيّ
أحصي ثلاث مئة ٍ وخمسة ٍ وستين
صباحاً بنفسجياً
على أصابعي
أضمها في وهج الروح.
مئة ٌ أسميهن باسمكِ
مئة ٌ أندّيهن من عينيك ِ
مئة ٌ وخمسة وستون حصاناً
بزينة ٍ ذهب ٍ
بأسرجة ٍ قشيبة
أرحّلها من قلبك.
ابتسامة الأناشيد
خطوات القطا
أصوغها أليفة ً في دفء جوارحكِ
يا توأم الروح
ومن أوكسجين رحم العشق
من أوردتي
أُحييها.
قوس القمر العاشق
في حكايتنا
يصبح خاتماً
طوقاً
ساعة
يصبح حناءً برية
على أكف حوريات الجنة
يصبح حلوان المًُباركة.
النهار كان طيباً
نَفَسُها أحيا نَفَسي
سأل الزمن
ترى.....
فقط في شتاء ضحكتها
يبتهج النرجس ؟.
إعتذار الفرح منّا
غنج همساتكِ
أباركها كحجارة " لا لش " المقدسة.
كؤوس خمر التفاح
من أثداء الجُمَل
من النظرة المُسبلة
من عمامة الصبية " البرازية"
من البطاقات المسائية
تعبر .
كحل العيون العسل
آلت بمهادناتنا
إلى جدول ٍ يتمازج فيه
كلا الدمين
واليقين الأول.
أنفاس قافلة الأحلام
في فصل الحب هذا
على حدود الشوك
خطوتها بهذه الأقدام.
مثل الإسكندر ذو القرنين.
يذوب البرج الثلجي
أمام شمس أمنيتي,
عالمكِ من الشرق إلى الغرب
مكّن يداي من قفير البراعم
وباليد التحية
فتحتِ لي
زنزانة الحوار.
في العشاء المتأخر
على مائدة القلب
من أطلالها
طوقتْ " زين زيدان " وجهكِ
بالنرجس والأقحوان.
بصليبي
وطاووسك
كنتُ " سالار"
على تراب " ميديا "
أشرعت ِ الصدر والأحضان
فتبرعم الزهر على الشفتين.
وجه القمر الأبيض
الكلمة التي ألِفتْ
سماع اسمك
القلم الذي بين الأصابع تلك
ذو أسرار وعجائب
الحروف الثملة من خمر لسانك
احترقت أجنحتها
من نار موقد القلب .
المفاصل
والأغصان العالية لأسرار العشق
أسرار الحبكة
دَوَرتنا في شِباك بعضنا.
القش الذي أحضرناه بمناقيرنا
على حافة الجدار
جدلناه بالرحيق .
باللحظات المخملية
في الحضن النارنجي
كان عشنا ينطق بكل اللغات
طوال النهار.
أزحت ُ الخصلات عن الوجنتين
أحاطتني النجمتان بالوميض والوله
تململ الفم
هوى اللسان من قامته
تلعثم
حتى الألف والباء استعصت
تلكأ بلفظها
واستغاث ب " زند أفستا " المقدس.
إدراك رسائل الأنبياء
هوبيان تميمة الحياة
من الخطوة الأولى
حين رعت نطفة آدم الأب
في رحم أم الحياة
من صراع الذكر والأنثى
ومن لحظة الخلق الأولى
نُقشت أسماءنا في لوح الحياة.
داهمتنا الحمى والرياح
حررنا أمانينا من الحناجر.
متقاربين
نحن العراة
صارت أوراق الشجر ثيابنا والكساء.
البعض ألقوا بنا في السجون
البعض نهبنا
والبعض
ومع يوسف النبي
رمونا في الجب
كلما أرتفع الدلو عن أفواهنا
نحن الفراخ
أمعّنا في اللهاث.
الليل الملتف على قاماتنا
اللحاف الذي مغطى بالعسل
في طياته
كنحلتين
أجنحتنا ملتفة على بعضها.
هكذا.........
2616 عاماً
عمر لقاءنا أنا وأنت ِ
ما انفصل جسدانا
ودفق أحاسيسي في روحكِ
تشارف المغيب.
تشظى اسمك أربعة أحرف
قصمتْ الحدود
بعزيمتي
في الظل الوراف
بالقبل الخضر
البيض
الحمر والزرق
ألملمها.
تحلق العنقاء
وأنا وأنت
في خرائط الندى والضباب
عشاق الورد
عشاق الحياة
احرارٌ
بالحب
ودفء المشاعر .
في غياب يديك ِ
العشب الذي
منذ خافقينا
في ذروة الطلِّ
بيننا
يتسامق
ما عاد يصحو
على صباحات صوتكِ الحرير
وهديل الحمام .
النوافذ الباكرة
التي من أول الزقزقة
من أول الناي
من أول الأغنية
من أول ندى
العناق
والقبل
من أول "إينانا " الحب
الإله
الأنوثة
والمُطارحة؛
النوافذ الباكرة
التي مددتُ يديّ خللها
إلى فاكهة قامتكِ
ما عادت تحتفي
بوقع أقدامك
في المطر.
ال"الديلوك"
المتبرعمة
من ذاكرة الماء
ومن الأجاصة على شفا جرحي
التي كل صباح
قبل سلام المرايا
كنتِ تدللينها
بنهدك الذي أُريد
ما عادت تعرف
اللهاث الذي
كان ينضج على نهديكِ.
القهوة
القهوة التي بيني
وبينكِ
وبين هذا الصباح الذي
من خميلة ٍ متأخرة
لحن ٍ متأخر
جرح ٍ متأخر
أيد ٍ متأخرة
ما عادت تروي حضورك ِ
تغني بتلات يديك ِ
تتلمس
يديكِ
اللتين كل صباح
ننضج بهما لوقت
النوافذ
وأوانُ خطى الريحان.
ومضاتُ حلم ٍ هارب
دموع
من أجل عينيك ِ
فقط من أجل عينيك
ينهض هذا العشب
للرقص.
الغياب
غياب النوم
يقاربُ التشظي
ومع ذلك
يلثم هذا العشب
ربه.
بلى
فقط من أجل عينيك
بالموج المتلألأ
لنظراتكِ
أحيط بنفسي
وفي عينيك أيضاً
أتلاشى .
الدمع
عن مقلتيك
العسل
أبعديه.
في
وجع أنينك
يم الذكريات
أغرق.
لا تذريني
وحدي
في ليلة ٍ مهترئةٍ
بسماءٍ حزينة ٍ
فقط شفتاي
أومأي لهما بالنهوض
لقبلتكِ .
فقط
لعينيكِ
هذه الروح
تضحك تبكي.
لا
ترمينني
بعينيكِ
اللتين
في عيناي
تنغرسان.
على قلبي
كلماتكِ
تتخدر.
مطرٌ دافئ
أزهر فيه
دمعكِ .
الدائرة
الحزن
الليل والصمت
انتفضوا
أشعلوا الدمع الأصفر
تلبسوني
تلبسوكِ
من المحطات المجهولة
خارج الزمن
حمراء
حمراء
تنتشي الرجفة
بَدْلّي متاهة حضورك
أود
لو صوتك , صوتي
أحنيهما
للنظرات المتمعنة
عاشقٌ أنا
وصوتك يا حبيبتي
مُلمٌ بجهاتي
بظلك
أربتُ على المدن
أناغي رسائلك
وفي ضحكتكِ
السماء والرقص
يثملان.
شمال القلب والقطب الآخر
فيض
نشيش قلبي
في الصمت
كالقهوة في الركوة
على جمر حبك
كلما أمعنتُ في الوقت
أتكاثف
ولا أعرف
أيٌ من الفصول
أنجبتكَ قطارات أحلامها.
فلتكن ضيفاً على زمنكَ
تُجالس جمركَ
تتحول فنجاناً
لأفيضَ إليك.
الأخضر الأحمر
كالمطر
سأهدم جدارنكَ
التي من طين
وعلى قدكَ
في أطلالها
لأجل هذاالقلب
سأرفع حجرات ٍ من حب
ومن السماء
أختلس الأخضرَ الأحمرْ
وأُسدله على قامتي .
القلب
ذروة ٌ من المشاعر
في تنور الحياة
يترامى
بابهُ
مفتوحٌ على آخره
حارس ٌ هو
لنفسه على نفسه
لكنه
ليس غطاءً
لكل ضيف.
الكلمة
خطوط ٌمن الحُلي والخرز
في جيد آلهة الحب
زينة اللغة
تتبرعم بالأزاهير
حيناً
وحيناً تصبح
قيداً ورسناً
تطوق العنق
وتجرجر خلفها
صاحبها.
الجهات المنهوبة
جهاتنا بلا عتبات
قادتنا أيضاً
بلا فرمانات
لا نعرف الجهات
فمن أين إذاً
سنلملم ريح الصبر
مهاجروا الشرق
أضحوا بلا عتبات
في المحنة الدائرية
القادمة من الغرب
نُهبت جهاتنا .
شمال القلب
شمال قلبي هو
في عينيه
أخمّر
عسلَ علقم الحب
شمعة لياليّ
في سهرات الوحدة
في أول أيام الخريف
أنتشت الأرض بالمطر
فقدتهُ
بلا وداع
هناك
في شمال القلب.
القطب الآخر
عندما
كما جدول
أنحدرتُ عكس جهنم
كنتَ تبني لنفسك القِبلة.
عندما من شرقي
أرتفعت الشمس
غرباً
في أفق العتمة
كنت َ تنصب الفخاخ
خلف الأماني
لم تكن أنت
حين إلتقينا
قريباً من نجمة الصبح
على درب التبانة
كنتَ تلملم النجوم المندلقة
متى ستُفطم.....
وتترك إلتقام صدري
لن نهمي
إذا أنتَ لم تصبح
القطب الآخر.
فرار
مشي ٌ سراب
يمتزج ببعض السلوان,
نشيدٌ فيض في سهل قلب ٍ تائه عن ذاته
يتشهى.
بأية مدائح ٍ يكون لهذا الرحيل رنين,
بأية ألحان ٍ يتزين ؟
ماء ٌ أنتظار
يخالط منسيات زوارالفجر
في خفوت الأصوات, في انهياراتها
وعلى عتبات الموت
يهب الخضرة
لظلال الحياة.
كيف ستتجسد الأصوات إذا أفُرغت من وردها وأحلامها؟
ماذا ستجسد ؟
يا سرابي الحلم :
الخطى, بإيقاعها ونبضها ليست ذات الخطى
الماء, في انهيار كينونات الأرض ليس هو ذات الماء
يا حلميَّ الخطى :
الورد, في انتصار الرحيل يجدر بالمدائح
القلب,في العشق الباهت يحترف الإنتظار
يشرع أوراق الذين أندلقت نجماتهم.
لا أحد بقي إلى ذاته
أو داخل ذاته
ليرفع أنفاس الحلكة
عن وميض تصالح ٍ مع الذات.
غريب ٌ عن نفسي
في نهب النرجس هذا ,
غريب ٌ عن نفسي .
إلى متى
سأستعيد أعمار منسيات ما قبل الإنهدامات
بدعاء وتمائم الجدات ؟
في هذا الفرار اللامتناهي
كيف سأنثر قبضة ً من سماءٍ في وجع الغياب
على ضريح حياتي ؟
كيف أوقّع خطوة ً من ماء,على هذا الرحيل السراب ؟
قبضة ٌ مني
ستارة
لتنجلي آثام البشر
خلق النهارات
لإخفاء آثامه
أسدل ستارة الليل
لعظمته
تبدت آثامه نجوماً
تبرق في الليل.
إنه .......
قبضة ٌ مني
عندما أناوقبضة ٌ مني
نخاصر عينيك
أدلف إلى مشاعري
باتجاه سر ٍ
وموت.
أنا وذاتي انبثاقٌ ما
عندما أنا وقبضة ٌ مني
نخاصر عينينك ِ.
أسرارك ِ
بيني وبين أسرارك ِ
أدثر أشياءً صغيرة
وطناً....
حريقاً....
وفي النهار المتأخر
أبحث عن حبة ٍ مني
أنقب عن أسمائي
فيّ
وفي اسرارك ِ.
ها أنا أحيا
ها أنا أحيا
في لغة مائي وهوائي
أؤسس لهجراتي
أحيا في أغاني تداعياتي وأسراري
وأغتنم بعضاً مني
تفور من سمائي رائحة حجارتي
أنا الأمير في خضرتي.
لنُصب ومدائح الرحيل
أكون النشيد
أحيا في الموت
وأكون أمير أضرحتي.
مرة أخرى
مرةً واحدة
كانت مرةً واحدة ً فقط
هويتُ من بين أصابعي
مرةً كانت
نصبت ُ لنفسي تمثالاً
ولمرة واحدة
أسقي عظامي في المقابر.
مهاجر
مهاجرٌ أنا
والشمس وجهتي
أتعثر بوجهي على الأرصفة
أحصي مفاصل ضياعي
مهاجر ٌ أنا
أغتسل في مياهي العكرة
أنفض نفسي في الوقيعة
وصوتي على ذروة صدى صوتي
ينهار.
أمشي
أمشي وعليائي تسبقني
أهوي من رؤاي ومن نفسي
أمشي وفي السراب, تتحول الرقع أماكن
أمشي وتنأى عني قامتي
أمشي ويداي
في الفراغ
ترفرفان للريح
تحلقان .
عاشقٌ أنا
عاشق ٌ
وهنا , في هذا المكان
سلة ٌ من شهوة سمائي.
بين ظلي وهذا المكان
أنسج دمي.
العشق أسرار ٌ و
أشياء أخرى.
نجمة
النجمة التي تشير إلى سطحنا
تتجاسر بالعتمة
آن حضورك
تندلق سراً.
الحضور
أنا آت ٍ, أغني عطشي
والشرق لي دوائر.
آت ٍ
والجروف ألعاب فيضاناتي
أحمل حجارتي في روحي
وسيفي المكان.
آت ٍ
تجتاح الحسرات رئتي
آمل تعلم انبعاثي.
أنا ميدان ٌ لعشقي
تتقصى الخضرة أثري.
آتٍ
نوراً لليالي النجوم
واعداً بالخصب.
تناهدي إلى قبلة
قبلة
1
من غابة صدري
مع شجرة السرو ....
تهادي
بلا وجلٍ
تناهدي إلى قبلة
لا تجزعي
فلا ليث ٌ سيتدفق من فمي
ولا بازٌ
سيخفق من شهيقي.
2
حيث تتوهج قُبلتي
لا مرج ينمو
لا ورد يتبرعم
لا مدينة تُبنى.
حيث تُلامس قبلتي
تنبثق الينابيع والأنهار
تتحدر
لحريق الشمس.
حلم
1
رويداً,رويداً
يرفع الفجر سلسلة النهار
تنهض الشمس
كلما علت
تعرت رعشة حلمي
من المساء الفائت.
2
آهٍ
لو أعرف
لما يتكاثف صوتي
حينما أرى نهديك السافرين
وعصفورٌ بريش ٍ أصفر
يخفق بجناحيه
وفي وجهي
يطعن نفسه .
أهلاً بكم
إننا نرحب بكم
على الرأس أنتم,وتشبهون أوراقنا
ما أسعده جوارنا بقدومكم
مباركٌ
يليق بالصلاة
أثركم
أهلاً بكم
يا أطفال الأزقة.
لولا
لولا لهيب شغافي
ما أقمتُ المصائف
أرضاً, فأرضاً
ولا كنتُ تكبدت القصائد.
لولا لهيب شغافي
ما كنتُ أطفأت
جمري
في شفتيك ِ.
آخر الليل
آخرُ الليل ِ
يدلقُ الفراغ َ
في جوانحي.
الصمت
ينهب الأحلام مني
وأنا
أعلق على كل نجمة ٍ
ذكرى
كنت ُ قد أخفيتها.
ميلاد
البارحة
أطفأت ُ الشمعة الثلاثين
البارحة
قطفت الزهرة الثلاثين
البارحةأيضاً
نصبتُ الشاهدة الثلاثين.
أعذريني
العطف لا يبهج قلبي
ولا الإله
لا تحاميهما,شفتاكِ
أنت في مدينتي
التي قد بنيتها
بشفتيّ
وعالياًَ,عالياً
رفعتها.
كلما
كلما أشتهت أن تقبل شفتي
قالت :
ألا قرأتَ
لي
قصيدة .
تنبأين عصافير نصينين
نداء
أيها الهاربون للخراب
تعالوا
عودوا إلي
وحدي
أمنح أحلامكم العاقرة
خصوبتي.
هذه المرة
هذه المرة
آن أصل للقاءك
قبل أن
نُغرق في أجنحة الوجع
قبل أن
نتوه في الأسئلة
أومأي إلي
بقبلة.
إحتراق
لا أنت موشكة ٌ
على التحرر من الغرور
ولا أنا متجاسرٌ
على هلع الحدود
أنا هنا
أنت هناك
كمثل ملاكين حزينين,
كمثل لفافتي تبغ ٍ مشتعلتين
نحترق بالحنين
نصير رماداً
دون أن نضئ المكان.
بلا دبيب
الأيام
تدور على العمر
بلا دبيب,
اللحظات
كنحلة ٍ دائخة
تتخدر في أذني,
والفصول
بشكل ٍ ما
تلف ذيلها على الأفق.
وأنا الذي
أترنح في الخصام
دون أن يحك سؤال ٌ أنفي
تجف روحي
كجسد ٍ ميت ٍ
على أرض ٍ ملح.
أنت ِ
1
الوحدة
في ثمالة الليل
أنت ِ توقدينها
تهزين الأحلام الرضيعة
في أرجوحة الأمل
ها أنت
تشعلين تبغك بأطراف الذكريات
مع رفرفة حجل ٍ علىالحدود
تبدعين الأخاديد لجداول " هليليكه"
في استقبال الضيوف
تفرشين الحي
بالبنفسج والأقحوان
وعلى لحن الحفل
تنبأين عصافير نصينين
للمأدبة.
2
ها أنت قد كبرتِ
كبر الحلم معك ِ
وأسئلة الطفولة
الآن
تجرأين أن تمرريها
لما بعد المحارس,
خوف الحدود
وحقول الألغام.
الآن
دعيها تطير
أسرار الزهور والفراشات
مع الحسرات
جهاراً.
ها أنت قد كبرتِ
في عشب الجرح
وتويجة زهرة الحب.
منفضة
شفاه الليل
متخدرة ٌ على حافة الكأس
والساعة
ترفع عقاربها لوهج الفجر
غبار الحديث
وأطراف الكلمات
في المنفضة
يباركون القلم.ْ
سيصلني صوتكم طيباً
بيتي وما أملك
لي غرفة ٌ صغيرة
تتسع أن تحتضنكم جميعاً
رغيف ٌ واحد
لكل واحد ٍ منكم قسمة ٌ فيه
كأس خمر ٍ واحدة
لكل ٍ منكم أن يجرع منها شفة
لي قلب ٌ
يكفي محبتكم جميعاً
لا تتركوني وحيداً
في أزقة الغربة.
يا أنت ِ
يا مجنونتي
لاتُردفي: لتبقى ليلتكَ طيبة.
أبقي
حتى يختفي القمر تحت جناح الغيم
القمر الخجول
يجف حلقه لقبلاتنا
يمضي ليرشف الماء
ويعود لسهرتنا
لا تُردفي : لتبقى ليلتكَ طيبة.
بالله عليك ِ
لا تغمضي عينيك على القمر
سيختلس القصائد من أحلامك
أفديها قامتكِ,
لا تنامي
حتى يدوخ القمر
يثمل
ويومئ لنا:
لتبقى ليلتكما طيبة.
ضريح
أي حبيبتي
لأن عُدتِ ضريحي ذات صباح ٍ باكرٍ
أشربي قهوتكِ قريباً من رأسي
ادلقي فنجانك لحجارتي
سأقرأه لك ِ
لا تؤاخذيني إن أنتِ
لم تسمعي صوتي
يقيناً
سأشم رائحة قهوتكِ.
أي صحبي
إذا أنتم أتيتم مرة ً
لسهرة ضريحي
و كان لديكم ما يفيض عن زجاجة الخمر
وتبغكم
أحضروا لي وردةً حمراء
ضعوها قريباً من رأسي
وأقرأوا لي قصيدة
لاتؤاخذوني
إن أنتم لم تسمعوا صوتي
أنا على ثقة ٍ
أن صوتكم سيصلني طيباً.
التي بترت شعرها
1
يا التي بترت شعرها
جمعنا النبيذ والهذيان
ومنذ أن بتنا خِلاناً
تَنَهنَه جنوننا
وتأنق
وَهَبَنا النأي نبيذاً أبيضاً
ودمعاً مُزلزلَ القلب
أحترفنا أنتظار القمر
واللقاء.
والنبيذ الأبيض
أضحى الأحلام البعيدة
للتي بترت شعرها.
التي بترت شعرها
2
لأسمكِ
والنبيذ
كل ليلة ٍ تنتفض الذاكرة
أنى داناها النبيذ
أيقظها اسمكِ
كمحارب ٍ رشيق
وتأجج حطب القلب كله
فيضاً واحداً
لذكراياتكِ.
التي بترت شعرها
3
لو
لمرة ٍ واحدة ٍ فقط
ثمل الإله
لكان غسل القمر
بالنبيذ الأحمر
نصب قلبكِ مكانه
ولكانت كل الليالي
نّواراً.
على الجانب الأيسر لصدري
مدينة
ضيقة ٌ هي الدروب
على قدر أمانيّ
في هذه المدينة
التي يذوي فيها الحب والورد
ألف مرة ٍ
كل لحظة.
طور
لا شئ على ترابك ِ
لي
سوى
ذلك الطور الذي مرة ً
أودعت ُ ظله
حلماً مستحيلاً.
جدتي
شجرة الرمان
على الجانب الأيسر لصدري
كانت تعلو
إذا ما أعترفت على نفسها....
على أي نحو ٍ سيضمكَ الهواء ؟.
أمام الباب
لازال
علىالتراب أمام الباب
منقوش ٌ أثر صوتك َ
بالكاد أفتح الباب
وتنعش قبلتك وجهي
تترك عليه
قطيعاً من دموع ......
12 أيلول
قادمة ً لزيارتكَ
بيننا شاهدة الضريح
لو أنك ترى عينيّ
بأي غبطة ٍ
ستضمني إليك ؟ .
حارتي
هنا
بعثرتُ حجارة طفولتي
عن خطوط الألعاب
هنا
في مقبرة
أنضجت ُ ما تبقى من العمر
هنا
في ريح ٍ غريبة
سلمت ُ أسرارك َ.....
وودعت ُ نفسي.
كأساً
أهديتَ وجعي كأساً
أهديتكَ
شهقة ً ووردة وحيدة
لتذبل لها .*
بكاء جبلي
في خريف العمر
مُخادَعة
تنصب فخاخ الأسر
لقامة ذاكرتي
وحدود القلب.
مجنونة
في خميلة القلب
تدير نزهة ً عارية
ومن ينابيع الحنين
ترتشف قطرات باردة
بشفاه ٍ قانية.
في خريف العمر
طلٌ ناعم ٌ
ينسدل علىالأحاسيس البكر
والأطلال المتعبة
برقصة ٍ حارة
لكنه لا يؤثث لإنوثة الأرض
ولا يطلق أيائلها لترعى بيسر
في السهول الجريحة.
في خريف العمر
قطرات دموع ٍ دافئة
من العيون المنتظرة
تَسَلَقن الخدود الباردة
مارسن الوداع
سقينه ببذور الندم
لا الغيم الحالك
لا القلب الفارع
لا الكلمات الطيبة
تصبح ضيفة على بوابات الأماني.
لا " مم " المنتظر
لاالبلبل العاشق
ولا الشاعر الحزين
يغزلون لحبيباتهم القصائد.
في خريف العمر
شقائق النعمان
بخدودها الحمر
في النوم المُغرِق
تتلاطم في الموج.
ومض العيون
تحت رزح الندم
تنسدل من الأفق الذي بلا أمل
على الشفاه المرتعشة
وتدخل النوم.
في خريف العمر
الطفولة في حسرة الحنين
تتبدى إمارة
يقطفها سيف الكِبر
من حضن الإله.
شموس الربيع
الجبال النار
تخاف من أمواجها
فقط وسن ٌ من عين العمر
يجعلهم يرتجفون بالدمعة ....في خريف العمر.
زهرة حمراء
ضحكة ٌ صفراء
على ضريح مؤرخ
قبلة ٌ حارة
على شفاه عازف ناي
دمعة ٌ ناعمة
من قلم شاعر
عتاب ٌ أخرس
من عيني عاشق
تذكرني بمذبحة حلبجة.
بكاء جبلي
في حضن صخرة ٍ متعبة
يجمع بين ذراعيه
معنى لقاء ٍ قريب.
ماذا ؟
كلمة ٌ متعبة في جسد الحكاية
تسدي جرحاً كبيراً.
نغمة ٌ معقوصة
في لحن أغنية حب
تنهك وتر الطنبور.
حزنك ِ
والوجع الفسيح
يتقلب في الوقيعة.
رعاية الحرية
تخدر صفحة الأمل.
النظرات المعاتبة
في استفحال الحسرة
تفقد المعنى.
في مديح الحدود
لملميهِ
نحول الأحلام المغدورة
ليغشى لهيب الزمن الدموي
وإلى عرش الله الموقر
انسج ِ تمزقات روح الكون
في اندلاع فجاءة البارحة
أسرفِ لفحولة غابة الخوف
مترعة ً صارت تقاسيم الوردة
عارية ً
سافرة ً
ومُؤرخَة.
آن يعلو صوتكِ المحاصر
من أمكنة شغب طفولتي
كاللهيب
أنا,قربان الحدود المتأخرة
مستمراً أغني لمهد أمي
مستمراً أدندن لغريبي
أدندن
أدندن
أ دن دن.
لئلا يصلَ للتراب البارد الثقيل
في انتعاش الغفوة
أسيلُ
قطرةً ,قطرة
موجةً موجة
في خطى الرؤية الصواب
لكنما ليست رؤياي.
في المرآة المؤطرة
في دوامة الآفاق المندلقة
للأقدام الحافية
أجوب عن كائن
أجوب عن روح
عن إله ٍ عاهرٍ
أهِبُهُ ضحكات هذا اليوم
والأيام القادمة
كيما يعيد إلي بكاء الأمس.
من سقامة ضوء الزمن الرعديد
ليصبح الرعب خامداً
لا بغبطة ٍ
لا بحداد
تواصل تعاسة القهوة المرّة
دورانها حولنا.
من البعيد المترع بكاءً ونهنهة
في خفايا الخطايا
في ليالي الصبر المحكم
متشبثٌ أنا بجيد الخطايا المقدسة
وأنتِ
تلفنينني كتبغ " خورس"
تحرقينني بأنوار السهول الممنوعة
بأكمام الحدود الطويلة.
ما أنا بمدمن ٍ على تعذيب ذاتي
لكن ثمت بيننا عسكرٌ وبنادق
حيث تخاطب الحدود الحدود
حيث تسآل الحدود الحدود
وتطبع أختامها على جدث لحظاتي.
لازالت رائحة " العندكو " تفوح من بعيد
لازالت آثار الملائكة جلية على الثرى
يعلو ترتيل القرآن بالكوردية
" عين ديوار عاصمة ٌ يا نوفا "
لا
اعذريني يا نوفا
اليوم فجراً,مع الآذان, أمام الأفران
علت همسات النساء, في انتظارخبز الصغار
" يا مبتورة الجدائل ,هل رأيتِ أنت أيضاً هيرودوت,
كيف توارى عن أعين العسكر
الرجال أيضاً
أبصروه في مسجد " قاسمو"
يصلي على المسجى الملفوف بالبيرق
وتلاميذ مدرسة أرض الخراب أقسموا أنهم
منحوه أقلامهم ومحابرهم
ليعيدَ تدوين اسم مدرستهم صحيحاً "
لكنها حزينةٌ
الكتب والأقلام
على بوابات المساجد
لأسْوَدِ الحسناوات في أحضان قامشلوكى
قامشلوكى عاصمةٌ اليوم
قامشلوكى عاصمة ٌ غداً
الجنة أشرعت أبوابها
في قامشلوكى.
رسائل الليل الندية للنصائح الكسيرة القلب
بدموع الثأر المقيد
على الأرض
بين ذراعي الأم
بلا سبيل
ولمرةٍ واحدة.
في فيض خفقان مناديل الأمهات
أغلق عينيّ على نفسي
لئلا أرى دموعي في مرآة المدينة
وأنا مدينةٌ مزروعةٌ بطوفان
الأحزان,التنهد
والأحلام
أودع الأحبة
في استقبال الأحبة
يؤسسون لاسمك في المدارس الكوردية
أتعرف ؟؟؟؟؟؟
كورديتكَ
الكسيرة
شهدٌ
على قلبي.
دمكَ سماءٌ مشرعة
أبيضان
يداي وردتان للأعلى
فوح الشمّام ألهب أناملي
عصفوران أبيضان
نائمين في عشهما
طارا ليديّ
هواءٌ صباحي
أنعش شجرتي
والعصفوران حطا دِفْأهما
بعيداً عني.
حين أنتِ
ذراع....ذراعان من النظر , هل تكفي لقامتكِ؟
حين تناهى إليّ حضوركِ إنساب حراس حصن " بلك" مني.
باقةٌ.... باقتان من القُبل , هل تكفي يديكِ ؟
حين تناهى إليّ صوتكِ اخضرّت أبوابي وتكسر زجاج يدي.
ليلة....ليلتان ضباب, هل تكفي لإستدعائك؟
حين شممتُ عطركِ, أنهمرت غيومي باقات وردٍ على ليلكِ.
موسى عنتر
الأفق
يفتتح مسالكه عبر عينيك
وأنتَ بتاريخ ٍ محروق تمسد الحجارة
قلاع الحروف هذه
جعلت قلبي غابة من " الجنار"
هَمُكَ الحريق لم يكن الدمع الأخير
ودمكَ سماءٌ مشرعة, مرّت في عينيك.
ليلى قاسم
ميزوبوتاميا تبحث عن ابنتها
وأنتِ امرأةٌ من نور
حين يحترق الحبل حول عنقكِ
تلتف الريح بجسدك
وتراب الشرق ينهل من أنهاركِ.
لحظة الزهرة
موج الصدر ينهل البحر
وأنتِ تقرأين الزهور
الزهر, رواية أجنحة الليل
حافة اللحظة
وزهر اللوز يمشي.
في فجر الرمل, يغتسل الجسد بالشعاع
تُلِمُ الملائكة بالرغيف الأسمر
وأنت تأولين المطر إلى الخمر
وتعصرين وشاحكِ الأحمر من ثمل الزهر
أتكون هذه لحظة الإزهار؟
حيث يدون الحقل لحواء حكاية آدم في ثنايا الأرض
وأنتِ لا تخفين قصيدة الزهور
تسيل الزينة
ينهمك الحصى في مديح الرعشة
أهذه الحصى ترتعش ؟
حين في شمس الأزاهير تختمر السماء
تغزل الفصول أسماءها
كل فصول الحريق ترتعش
وأنت تعاتبين الزهور
وهي تقرأ ابتساماتها عن وجهكِ
تنقر ذكرياتها
لماذا ننسى الذكريات في لحظة الإزهار؟
ويمسي الصمت خيال الوقت
الفراغ وجه ٌ عارٍ
والشهوة دبيب ٌ يملأ الهواء
زهرة اللحظة
زهرة الفراشة
زهرة الأصابع
بالأحلام
بقامتكِ الريانة
بأعيادك ِ المعطرة
" يلجون الرقص يميناً ويساراً ".
قبل طلوع الفجر, في مياهكِ الحلوة.
ليلةٌ فضة
لو كنتُ أعلم أن عصافيرك باتت تطير
ما أحصيتُ أزراركِ
لو كنت أعلم أن أزاراكِ خفيفة الوسن
ما طيّرتُ الفراشات عن أساوركِ
وأصلاً
لو كنتُ أعلم أن هذه الليلة طويلةٌ هكذا
لما صَلَيتُ نفسي
منذ المساء
***
ريحٌ أنثى
غير مبالية بكلام ربها
ظلت تتلاعب بشعركِ
أطفأي الأنوار كلها
إلا ضوئيكِ
ابتداءً منهما
سأبحث عن سبيلي
بنفسي
***
لم ينم نهداك
لفرط حيائهما
هي المرة الأولى
التي يستندان فيها إلى مخدة عارية
ولحافي
أضناه السهر
هي مَرَّتُه الأولى
التي يفتح فيها صدره
لأنين أنثى
ها سفينتي تلج مياهك المالحة
إن وصلتُ شواطئ الجزيرة
لاتنسي
أزيحي سمكتيكِ الفضيتين عن النبع
ليغتسل بحّاري للمرة الأخيرة
قبل طلوع الفجر
في مياهكِ الحلوة.
***
كلما علت موجة شهوتكِ
تسيل النجوم إلى أصابعي
من نهديك الأملسين
حين تنحسر
تختمر قطرة حليبي
على أنينكِ.
***
صَلاهُ الظمأ بين يديك
دعيه
ليلهو في النبع
قليلاً
***
كنت أقول لك:
لا تتركي أصابعك المشاغبة
تسبر مغاوري.
كنت تقولين:
من يوقظ المردة
يعرف في أي مهدٍ
يهدهدها.
لا تنبشي ترابي
إن كنتِ لا تشعرين بالبرد
لاتنبشي ترابي
أخاف أن أنطفئ
أخاف
أن تبرد يداك عني
ولا أشتعل من جديد.....
إن لم تكوني راحلةً
لا تنبشي رمادي
لا تقلبي فنجاني
قد لا أكون قابلاً للقراءة
وقد تستعصي عليكِ
دروب الطالع
فلا تعودين......
إن كنتِ لا تنشدين موتي
إن كنتِ لا تصدقين
أني كنتُ تراباً
أني صرتُ تراباً
لا تنبشي ترابي
أخاف
أنه أنا.......
لا توغلي في المعاني
لا توغلي في المساء
هذا النهار المتحامل
هو على وهلة
لينهمر عليكِ
ويشتل دوار الشمس
لقامتكِ.....
لا توغلي
في المساء
هو على وهلةٍ
هذا النهار المتحامل
قد يشيح
ويسحب بهجة نوره
عن قمحكِ
قد يشيح ثانية
ويحصد ذهبه من شعركِ.....
***
لا توغلي في الحِداد
هذا الأزرق الحزين
في عينيكِ
هو على وهلة
ليقتل نفسه
و ينسكب غير مغسولٍ
على وجهكِ.
الأزرق حزين
وهو على وهلة
فلا تمعني في الحداد
***
لا توغلي في الرحيل
دفء البكاء هذا
في حنجرتي
على وهلة........
رأس سنة الحنطة
عرائس المطر
كن لازلن عذارى
يعقلن أحصنتهن
في سماء ضيعتنا
وفجراً
على ركبهن
يجنحن الضباب
يطلقن حجلانهن لصيد الهواء
ينثرن طقوس الفِلاحة والحصاد
علىالبيادر
حين يرفعن رؤوسهن
يلمعن كالجليد
نهودهن
حين يرفعن رؤوسهن
كما الشفق يهفهفها الهواء
شعرهن .....!
البعض قال:
هي ابنة القمر
تحني أصابعها مرة في العام
تسرق أساور أمها
وتمضي إلى النوروز.....
البعض قال:
هي ابنة الإله
تشمس نهديها
أيام الأربعاء
أوتغسل جدائلها بالتراب الأحمر....
لكن
الذين كانوا يروضون الحنطة
لم يقولوا لأحد
هن عرائس المطر
لازلن عذارى
يعقلن أحصنتهن
في سماء ضيعتنا
وغداً.........
سيمضين.
تغيير
1
كان يوم مولدي
مررتُ بالمرآة
رأيته......
كان هو بذاته
الذي قبل عام
أطفأ شموعه و......
مرّ بالمرآة
2
قبل عام أيضاً
كانت ضيعتنا هنا
مررتُ من هذا الزقاق, وكانت رائحة الطين تنهال من البيوت
لمحت عيناي هذه القطة السوداء, وهذا الطفل كان في السابعة.
كانت دارنا هنا, أبوابنا مشرعة, ووالدي يصلي الظهر,ثوب والدتي كان أخضراً
قبل عامٍ أيضاً
قُتِلت صبية
وألتحق شابٌ بالجبال.
كما لو أنه اليوم,أذكر!
مات هذا العجوزوحفروا قبره في ثلاثة أمكنة, وكل مرة كان يظهر قبرَ ميتٍ آخر.
قبل عام أيضاً
كنتُ أكتب هذه القصة
وكان عنوانها " تغيير"
قبل عامٍ أيضاً
.......
3
الأخوين الذين قتلا بعضهما العام الماضي
إلتقيا في السوق الكبير
كان مشتاقين كثيراً
وكانت فرحتهما باللقاء أكبر من وطن
قبل أن يتوادعا
لشدة فرحتهما
قتلا بعضهما
وذهبا........
!!!
للثلج والجليد
حين الصيف لايزال رياناً
لا أدري كيف كدتُ أنسى
أنت تذكرين
كان الصيف لايزال رياناً
والليل على أبواب المدينة
يقف متعباً على قدميه
على كل حال كانت تلك الليلة
هي الأخيرة
الآن أتذكر
أيام الصيف تلك, الريانة
كم كانت طويلة
لا أدري كيف كدت أن أنسى
آنذاك
كان مجانينك ومنذ المساء
هائمين في الأزقة
يوزعون خطاياك على مساجد المدينة
ومنذ المساء لم تتوقفي عن خلخلة الهواء
أماسي الصيف الريانة تلك
كم كانت حارة
أنت تذكرين تلك الليلة
كنتُ خائفاً
وأقول:
يا مجنونة
الصيف لايزال رياناً
ومجانينك تخدروا على أبواب المساجد
أتركي هذه الليلة بلا خطايا
ترحل عن المدينة
لكن
الليلة ذاتها كانت قد أتت
كالحة ومثقلة بالخطايا
الآن أتذكر
كيف هفهف ثوبك الشفاف
كورقة من دخان
وأختفى....
ولمع جسدك بالملح والعتمة
كنهر فضةٍ
من أواخر الصيف
نهداك بالثلج والجليد
طيّرا ألف فراشةٍ
من بين أصابعي
أنت تذكرين
كيف في حضنك
ارتعشتُ
أنهمرتُ
استحلت ماءً أخضراً
واندلقت
على حقول البابونج.
كفراشةٍ ثملة
الليالي الثملة
نأى النوم
أمست العيون حراس ليل
وأنتِ, ضيفتي الغائبة
تُثملين ليلتي
آراكِ, حين بنعاسٍ شهي
تُقَبِل أهدابك بعضها
كفراشةٍ ثملة
تطوف روحي بكِ
تتنصتُ أحلامك
تذود عنك عتمة الليل
وتتمايل على ترانيم قلبكِ.
آن ترتوي رموشك من القُبَل
وينفرج جفناك
تضحك فيهما " أفروديت"
وينحني " أهورا" لنور عينيك.
ينبلج الفجر
تنّور الشمس الحياة في بحر عينيك
وآن تضحكين
تزهر بساتين " إرم"
ويتنزه في عينيك الإله
وأنا ؟
حارس لياليك
ناعساً
أستجير ببحر عينيكِ.
وجود
شغب الرغبة
القلق المترنح
وخمود ابتسامة ساقيات الخمر
في نبيذ عينيك
تنهب بسمة النور.
وهن شقائق النعمان.
معاتبات " خجي" التي لجبل " سيبان"
صدى الحفلة الدامعة
وخيانة " سيامند "
سَلَمَ الليالي الرعناء للخراب الأرعن.
بومٌ مشؤوم
يتحول زعيقاً في تأملات " خلات"
وعلى غرة الليل, تجدل النجوم الوقيعة
تصير الدموع تعويذةً
تدثر جرح الأمنيات
في لوعة الكلمات أجدلكِ حكاية
ألفعك بدفء الشمس.
ملاحم اندهاش عينيكِ
وسُكر القلم
يبرعمون الورد الأحمر
في قلب الموت.
بشهيق حسرتك, فردت نفسي ناراً
وهذا الليل
يهدهد أنين منفانا.
إنها تأملات الوصال
يقرّبكِ النأيُ
والسهرات الطويلة ناقصةً منا
تترنح في الوحدة.
البكاء الصامت
يجعل الوداع يسهو أخرساً
هزّيها أرجوحة السراب
فضباب خاصرة الجبل
يزرع الأمل في قلب الحجر.
تراتيل الموت مدائح هذا الصباح
أية وردة تهزّ تأملاتك؟
وحراسة الغامض
تقيس ندم كأسينا
والليل البائس ينتظر هبوب الفراش.
إنه الخريف
صون الوعد
ينسج المعاهدة الحافية للعجائز الشمطاوات.
نعاس أسطورة الوعد
يصفنا مشانق.
ليحتسي كل شئ من دوخة السُكر!
وأنا, سأبرعم نفسي وردة في مرج قلبك
زهرة الثلج في برودة لامبالاتكِ.
على أمل الربيع , أشاغل الشتاء
أطفأيها تلك الشمعة.....
فليكن وداعنا
دفئاً لبرودة الثلج
وزهرة الصباح تنشر الندى في الكلمة الأخيرة.
أفق الفراق يسند حلم اللقاء من جديد
إلى البعيد
في سماء مترعةٍ بالبكاء
حبلى بأحلام المنفيين.
هذا الليل
إجهاضٌ للحلم
يملأنا لهيباً بالذكريات
يَصْلي آفاقنا
يُترع أراجيح الأطفال بالمشانق
في قلب الوجود
في عالم ٍ حامل
نودع الرحيل
وننتظر الإنبعاث الجديد.
قامشلو, استغاثتك تدندن أرجوحة غربتي
انهمري من قلب الفجر
انبثقي
اجدلي سلاسة الكلمات التي لم تولد, على جسد القصيدة الكسيرة.
كان فراقنا
بداية أرقٍ مطلق,استمراراً للموت
وطوفاناً على أطلال النهب
مزنراً بالخوف الداجر كنت
يلتهب بدني من برودة قلب النار.
كنت ُ أشاغل لياليك المدلهمة بأحلام اليقظة
وفي رقصة العشاق الذين لا تتحقق أمانيهم
كنا قد دفنا الحب.
بشهيق ربيعكِ
أثنا عشر غرةً ملوية صارت قامة انبعاثك
أثنا عشر جدولاً من الآذارات الكسيرة
أثنا عشر وردةً من آذارات الإشراق
أثنا عشر قطرة دم من آذارات الأعراس.
من قلب ذلك الجبل انبثق آذار القوس قزح
ودخان قلبك التف على شقائق النعمان
هي جدائل عشاقك, قدسية هذاالصباح
تزين بالأحمر إرتعاشة الحلم
من أية حسرةٍ,
من أية وقيعةٍ,
من أي طوفان دمٍ,
من أية هولير,
من أية آمد,
من أية مهاباد, يصير هذا الصدى استغاثةً يا قامشلو؟
فرسانكِ يجدلون من غرر الهزائم
حلم الولادة.
هم بشارة الربيع, تلك اللآلئ الأثنا عشر على وجه عرائسك
هذا الصُداح ينقش جمالك في قلب الوجود
صباحياتكِ يستقبلن آذار بزينةٍ آمدية و هوليرية
اليوم اثنا عشر لوناً جنوبياً, شرقياً,شمالياً يتزين بصباح قامشلو
الرصاص الغدر يُهيل الورد غدقاً من الجروح اليانعة
قناديلك تبث النور لهولير
نيرانكِ تزين الربيع.
انفضي حياء الهزائم عنكِ قامشلو
أبداً كنتِ بشارة الحلم
في زاغروس كنتِ زهرة البنفسج
في بوتان كنت ِ تقودين البيشمركة
وفي أزقة مدينة الحب, أنت الحب قامشلو
حريقاً, حريقاً
هشيماً,هشيماً
والورد الزاحف من صباحك يتفتح في سراب غربتي
و يتسامق الورد في أثر دمدم
يعبق الهواء بزغاريد الأمهات
أهذه رائحة الحريق, أم نشيد عطر الربيع؟
دندني غربة غربتي يا قامشلو
دندني.......
غاليتي
غاليتي
لا تهزيّ المهد بعد
أدور, مستمراً أدور
قطرات المطر
تصفعني
وحيد انا
مثل قطراتك يامطر
لا أتململ ولا أنهمر .
أوتار الطنبور لا تصدح
الخلان هاجروا مع الثلج
والطور الجبلي ما عاد أبلقاً
شهور
والثلج يلتهم مشاعري ؟
جروح الثلج أيضاً باردة ٌ
غاليتي.
كفيّ عن مضغ ذاك الوشاح
عن غسل تلك الصورة بالدموع
ليلة البارحة
استمع ذئب الى نايّ
حين مضى, ترك لي دمعتين
الاولى أمل
والأخرى, ضياع أمل
آثار ذاك الذئب
كانت تنحو إلى حبيبته القتيلة.
أي غاليتي
أعذريني
سنين عمري ثقيلةٌ عليّ
وأهازيج هذه الحياة
فارغةٌ ولا طعم لها
فقط ظلالي
تآلف عينيّ غاليتي.
أي غاليتي
عندما زرتيني في الحلم
بقى الليل مندهشا ً
والكوكب
نفض الحِداد عن حسناواته
من نوركِ
صوتكِ
لونكِ
فَفد حارس العتمة أنيابه.
أي غاليتي
عندما عشقتك ...
أحصيت أناملي
قرأتُ خرائطها الملطخة بالدم
حكاية الإنسانية الحاملة
مستقبل هوياتٍ ميتة
غزلُ خيوط حبٍ ممنوع
لكن ملامحنا
دائماً
نورٌ لمكانٍ لا يتغير.
أمضي غاليتي
وحين تمدين يدك للوداع
ودعي الأمل
.......
.....
غاليتي.
*********