الفرات أنت و أنا الخطوة الخائفة معصورة بدموع القحط الطفل و ركضات حوافر أعوجية تدقّ دقاً خطى ثقيلة كالإثم ترسم في الرمضاء كمال الغد و تنقش في الجبين الأسمر النديّ آيات الحكمة اقرأ باسم ربك الأعلى اقرأ في جبهة النهر و القحط و الخيل و الليل و الأخضر المقصوف في الكفّ المسورة بحمرة الماء اقرأ و لك أن تقرأ فزعاً يتراكض نحو بوابات العشق و الماء يصلي.. و ينكفئ يرسم في الرمضاء كمال الغد و يرسم العشق و الحكمة توسدت صدر النهر فأعطاني دعوة الخروج يا صدر النهر تخللني إني تغزوني ضحكاتك فلها نشوة الفجر و جنون الصحوة لها و وهج الفراشات. هل لي أن أدخل أنملتي في صدرك و أهتك سر الذبيحة ؟! اصعدْ بي العرش لأرى فان لي بقايا خيوط خضراء و لفائف حيدرية و زنجيراً من آل أحمد و وشائج قربى و لك الوردة تدعكها و لك القفل و الباب و زرقة الأمكنة هل أتاك حديث المذبحة الأولى ؟ قالوا : كانت مسروقة الساقين تتذرع بالعبث المجنون على عتبات الطواف و من بين الذعر المنسوج تستل اسمه . ماؤكم المتشققة ضاقت بي من يقرأني ؟ يطفئ ماء إشاراتي يشتق اسمي من غموض الظل الضوئي ليقفز مبتهجاً. الكنز في الزجاجة و الزجاجة ملقاة في اليم من يلقها أمنحه سماوات جارية و أنهاراً أعلى. تقدموا خذوا رمالكم إنها لا تنبت بذاري ! تقدموا هاكم رمالي طهروا بها عيونكم الفجر يركض بين مسافات الحروف المتهمة و شبح يهرول....... رحماك.يا فجر.... رحماك ..... لا تطبق حروفي هاتف: يا أيها الفجر من علّمك أن تخلع جلدك المضئ لتصير ملكاً ؟ ذلك الشئ الذي لا يمسك الشيئ ذاك..... لا يمسك ككرات صغيرة ضوئية ملونة تتراقص أمامي تشحن رقصاتها أمامي يغادر.....
و لا يمسك يتمدد كالوقت في ذاكرتي لكنه لا يمسك تبقى آثار تموجاته في الفضاء بيني و بينه تضمها عيوني و يغرد بها قلبي و تفتت وراء جدرانها بذوري. الحصير الجديد يُطوى و حين أسرعت أخبر أبي بأن الحصير الجديد يُطوى نَظرَ إليّ..... بأن أسكت لكنني صرخت : إن هذا الحصير جديد و جدتي لم تنم عليه و قلت له بأن العجوز سرقت الخاتم من إصبع جدتي . ....... كان أبي يبكي و كنت ملتصقة بعمود الطوب أحدّق في جسد جدتي الذي ينبض بعنف و صوت امرأة يأتيني: عليك أن تشعري بالحزن يا صغيرتي و حين قلت لأبي بأن جسد جدتي المهيأ للسماء ينبض نظر إليّ.. بأن أسكت ينبضُ وسكتَّ يا قلب جدتي ؟ قلب جدتي ينبضُ و صوت امرأة يأتيني: غافلنا الوقت و كانت اللحظة الغامضة. بين الليل و الفجر خيطٌ أسرى عليه الى جدتي حاملةً معي مقعدي و بعض خوصات أنسج بها حصيراً جديداً لجدتي. |