ملقاة، كنت
ألقيت نفسي. كنت
ألقيت نفسي. ذات مساء
سيتحدث عنّي،
سيقول: للاسف، لأني
لم ألتقِ بها أبدا،
وسيحتسي النبيذ الفرنسي
ناسيا، مرة أخرى،
حياتي.
سيضحك، وهو يتحدث
عن كتب أخرى، عن النساء التائهات
في المحيط.
لن يبكيني أبدا.
أنا التي كان بإمكانها أن تبدّل
حياته.
تجاهلني
ببساطة.
قَلَبَ بسرعة
الصفحة جانبا
(وجهه حانق)
مغلقا بعصبية
الكتاب الثمين
حيث ولدت.
لفضلت أن لا أكون أبدا هناك
لفضلت أن لا أكون
هناك أبدا.
في الرياح التي تمتدّ أمامي
(الذي يتبعني)
الني تصبح، مثلي،
شيئا لم يُمسّ
غير ضروري.
ومع ذلك لاستطعت تغيير
قصته. ارتجالها.
في داخلي الفرح، الاكتفاء
الساحر الذي ينقذنا،
في داخلي رغبة
الانتظار (في داخلي)
في داخلي قصتنا.
في داخلي.
في داخلي الفرح،
الطريق الصامت
الذي من دون باب.
عليّ أن لا أرحل، أن لا أرحل.
لم يكن ما كان...
لهذا كنت تحلم بي
لهذا كنت تحلم بي.
حلمت بي ممددة
مثل امرأة قبل
العناق. أكنت أنا
الحب؟ أكنت أنا الانتظار؟
في كلّ مرة كنت تشعر
باختلافي إلا أنك تناديني
بالاسم عينه.
كنت بيت المؤونة،
انحدارك. حياتك،
موتك، ما لم يحسم.
هكذا كنت تستيقظ صباحا
وأنت تدافع عن مصيرك.
ضد علاقة المفاتيح
ضد الأبواب التي كنت تفتحها
وتغلقها، ضد زملائك
الماكرين. كنت تتركني إلى الجهة الأخرى.
مثل رواية مضجرة
مثل سرقة قلب
الآخرين. إلى الجانب الآخر.
مثل شيء.
مثل شيء
مثل شيء.
كما أشياء
العالم التي تبقى
أشياء. أشياء مجهولة
ووحيدة. صامتة.
كنت تعرف ذاك منذ البداية
باني لم أكن هنا
بل في ألم
الأشياء، أشياء العالم
التي تبقى أشياء. لم أكن هنا،
لأن الألم
موجود في الصفحة المليئة
بالأشياء، الأشياء المجهولة
والوحيدة. الصامتة.
كنت تعرف هذا منذ البداية
بأني لم أكن اسم
الأشياء، في الصفحة
اللامحددة والمنغلقة
على نفسها، مثل شيء.
كنت تعرف ذلك منذ البداية
بأني كنت هنا، كنت الحياة
المنغلقة على نفسها،
الحياة الأليمة.
أيمكن؟ أيمكن أن أصبح هو؟
أيمكن؟ أيمكن أن أصبح هو؟
أن أصير
ما يتخيله.
لكن لو كنت هذه الصفحة!
أنا هذه الصفحة فقط.
هذه الصفحة التي تقول
إني هذه الصفحة.
هذه
الصفحة.
هذ الصفحة التي ترغب
في أن تخرج من هذه الصفحة.
الخروج من هذه الصفحة...
من دون أن أتظاهر بعدم الفهم.
الخروج معناه
الدخول.
أن أكون آخرا
لا يكتب.
مثلي (لا تتظاهر
بأنك لا تفهم).
الخروج معناه
أن نصبح.
أن نصبح ما يتخيله هو..
(ما معنى أنا).
أيمكن الخروج، أن أصبح
÷هذه الصفحة؟)
أيمكن؟ أيمكن أن أصبح هو؟ (...).
السفير
17 يونيو 2011