ما أقوله لي:
من يقوله ؟
لمن يقال ؟
انطونيو بوركيا
عن منشورات بابل للمركز الثقافي العربي السويسري صدرت الترجمة العربية لديوان الشاعر الألماني توبياس بورغارت ( دفتر السفينة ) في مائة وأربع صفحات من القطع المتوسط وقدم له الشاعر العراقي علي الشلاه مترجم الديوان بالتالي..
فيما يشبه التقديم
تعد تجربة الشاعر الألماني توبياس بورغارت من التجارب الشعرية المختلفة حقاً عن نتاج أقرانه من الشعراء الألمان، فقد اختار لنصه ان يكون مرتبطاً بعلاقة وثيقة مع الشعر في أمريكا اللاتينية حيث أقام في مقتبل عمره في الأرجنتين، وتوطدت علاقته مع ذلك الأدب عبر ترجمة عشرات الشعراء الناطقين بالأسبانية إلى الألمانية حتى صار وزوجته المترجمة الأرجنتينية يونا بورغارت جسراً ثقافياً مرَت عليه أهم أسماء ونصوص الشعر المعاصر بين اللغتين الآنفتين.
ولذا فلا غرابة بأن يمسك المتلقي في هذا الكتاب بعدسة بورغارت وهي تتجول في جغرافياً عدة بلدان في أمريكا اللاتينية لتصور أدق التفاصيل المكانية والروحية التي تنبض بشاعرية كبيرة ظلت منطقة بكراً أمام القارئ العربي، كما ان حرص الشاعر على الكتابة بالصورة تتطلب ذكر عشرات الأسماء والأماكن التي لم تذكر عربياً من قبل، وقد حرصنا في الترجمة على الاقتراب مما أراده الشاعر بأقصى ما نستطيع وقد غيرنا بعض أسماء النباتات والزهور تقريباً لها من المعجم العربي المتداول بالاتفاق مع الشاعر نفسه.
انها نصوص تحملك إلى آفاق متعددة وتغامر معك وبك من أجل اكتشاف الإنسان المتعدد بروح واحدة لا تعترف باللغة الا بصفتها وسيطاً جمالياً له قداسته الخاصة التي لا تحوله إلى جدار فاصل بل إلى هوية تضيء جمالية التجاور الملون.
من قصائد الديوان
وصلة ليلية من سان تلمو*
هدأة الريح تستبق موتاً ما
نحن فقط نتمشى طوال الأزقة
ونعرف: إننا لن نتآخر,ئا بعدنا
رغم ذلك هناك شيء آخر ,
يتركنا
انه الألم والحاضر والنسيان
يتبقى مثل ومضة
وفجأة تتشمم زخة مطر معتمة
في كل اتجاهات التيه
كل حياة تطيل الحلم.
وصية سائق أجرة
كدتُ ان أولد على مقعد سيارة أجرة
في زاوية على الجهة الأخرى من الأطلنطي ,
بدون ماء (راديتر) , ولا مطبات بحرية
حيث حركت رياح تشرين الثاني
شفاه ورق الأشجار الأصفر ورقصت تانغو مع صحيفة مهملة.
ومضى السائق في حي آخر للطفولة.
كل مكان يمكن ان يكون مكان الانطلاق الأول ,
وكذلك مكان الرحيل الأخير
واللحظة لا تمحو الآثار ولا الأوراق مطلقاً.
في قطار النسيان
الأعمى يحلم أيضا عندما يزوه الحلم
لكنه لا ينام أثناء ذلك ،
نهاراً يراقب أحلامه
وشموعها تضيء الرؤية الواضحة .
بالعدسة البطيئة:
ضوضاء عجلات القطار، سر الوداع، عودات دون ذهاب،
تحايا المتفائل، كاميرات بطيئة، ضياع أو ابتعاد، تقريبانفسه.يء،
لتكون في مكان ما ولا تتنقل بالقطار في كل مكان في الحين نفسه .
دفتر السفينة
هذا السرير سفينة الرحلات
الرحلات القادمة قد دونت.
لم يمت عليه أحد
هذا ما أكده بائع الأثاث المستخدم جارلس ايفس،
ولا أحد يستطيع نفي ذلك،
ولكن ربما ولد أحد هنا أو وقع حب بحري، حلم ملاحي،
اجتياز فُلك عبر الطرق البحرية القديمة،
في كل مكان يموت احدهم.
وكذلك الآن تأخذ السفينة اتجاهها ثانية.
يذكر ان لوحة الغلاف للفنان التشكيلي العراقي مؤيد محسن وخطوط الغلاف للفنان السوري مؤمل عكرمة.