عن نادي المنطقة الشرقية الأدبي بالسعودية صدر العدد الثالث والعشرون من مجلة دارين؛ الفصلية الثقافية (صيف 2011). وقد جاء العدد يحمل بصمة الفنان عبدالله المرزوق من حيث الغلاف والرسوم الداخلية، وهو تقليد بدأت المجلة تطبيقه ابتداء من عددها السابع عشر، ممّا أعطى بعدا جماليا بصريا للمواد المدرجة في هذا العدد والتي توزّعت على النقد والشعر والسرد والتشكيل والعمارة والأمكنة، بالإضافة إلى الحوار والترجمة. وفي المقدمة توقيع لرئيس النادي محمد بودي عن "ملتقى دارين: أفق ثقافي جديد" الذي من المقرر انعقاده في شهر أكتوبر القادم.. وفي افتتاحية العدد يكتب محمد الدميني، مدير التحرير، عن "الندية الأدبية.. الديمقراطية الظالمة" وفيها يتناول الخمس السنوات الأخيرة من عمر الأندية الأدبية في المملكة والسعي الأخير إلى تشكيل جمعياتها العمومية واستخلاص أعضائها الجدد من أعضاء مجلس إداراتها.
في باب النقد نقرأ لسامي جريدي "خطاب الجسد الأنثوي في الرواية السعودية" حيث يقارب الكاتب كيف استطاع الروائي السعودي قراءة الجسد الأنثوي بصريا وبخصوصية تثبت ثقافة المجتمع السعودي في رؤيته للجسد الأنثوي على مستوى الواقع قبل أن يصبح جسدا لغويا في نص سردي.. ويكتب الدكتور عبد السلام المساوي "قراءة النص الشعري في ضوء المناهج الحديثة" وذلك عطفا على المتغيرات الاجتماعية والفكرية والجمالية التي عرفتها المجتمعات العربية تمهيدا لدخول عصر الحداثة.. وتتوقف هويدا صالح عند "القصة القصيرة ورهانات التجريب" كما تتجلى لدى بعض كتابها في مصر.. ويتناول سعود السويداء "قصائد منفية حتى من النثر" في وقفة نقديّة مع مقولات أساسية وردت عند عبدالعزيز موافي في كتابه "قصيدة النثر من المرجعية إلى التأسيس"
وفي باب العمارة ويقرأ الدكتور مشاري النعيم "مظاهر استشراقية للعمارة العربية.. قراءة نقدية لمعارض الإكسبو 1851 ـ 2010" حيث يعبّر معرض العمارة العالمي "إكسبو" عن فكرة المدينة المؤقتة التي تتمثّل خلالها كل الأفكار الجديدة التي اُتّفق عليها عالميا في وقتٍ ما.
وفي السرد والشعر نقرأ في هذا العدد: عن جزيرة تشبه الهديل لعبد المحسن يوسف؛ نصوص: لو ـ قبلة ـ كمين لمسفر الغامدي؛ سرب الأوزات لعبدالله الهمل؛ السلطانة لزكي الصدير؛ الحياة متعبة سأتركها اليوم في البيت وأخرج وحدي لنور البواردي؛ من أجل أقدم الأشياء لماجد العتيبي؛ لنقش قناديل وقتك لفاروق بنجر؛ هواجس بائتة لجاسم الصحيح؛ وردة وضفاف لمحمد إبراهيم يعقوب؛ الألم يتعافى بالألم لفجر الكوني؛ الطيور المهاجرة.. هدهد سليمان لخالد المجحد؛ لكن لنصار الحاج؛ يوما ما سأتقن المجاملة لهدى المبارك؛ وإن قتلني لعبدالله النصر؛ أنثى الميزان لرذاذ اليحي؛ ونصوص قصيرة جدا لعبدالله المتقي ووليد الكاملي ونورة الشرواني
ويكتب عبدالله العقيبي نصّاً سيريّا عن مدينة "جدة.. من الشمال إلى الشمال" في رحلة الدخول والخروج منذ أن عبر إليها أجداده قادمين من الشمال إلى باب الشمال فيها "باب البدو" وأقاموا هناك ممتزجين بالمدينة وبالتحولات التي مرّ بها الجميع ومنهم الكاتب العقيبي نفسه.
ويضم العدد حوارين موسّعين؛ الأول مع الشاعر والكاتب الساخر حسن السبع (أجراه عبد الوهاب أبو زيد) والثاني مع الشاعر والناقد محمد الحرز (أجراه زكريا العباد).
ملف التشكيل في هذا العدد يكتبه أحمد سماحة عن تجربة الفنان عبدالله المرزوق تحت عنوان: فنان يحمل قوس قزح في صحراء، ويعرض في هذا المقال لتجربة المرزوق التي وعتْ أبعاد وأهمية ومعنى العمل التشكيلي ووظفت إمكاناتها المعرفية إلى جانب خبراتها وموهبتها في إبداع أعمال اقتربت كثيرا من إيقاع العصر وفنيّات اللوحة دون أن تنسلخ كليّا عن تأثيرات المكان بأبعاده المختلفة الحسيّة والمعنويّة.
في باب الترجمة نقرأ قصة "اكتئاب زيدان" للكاتب البلجيكي جان فيليب توسان (ترجمة بندر الحربي).. وقصة "القماط" للكاتب الياباني يوكيو ميشيما (ترجمة خلف القرشي).. ودراسة نقديّة بعنوان "مبادئ التأويل الاستعاري" لجون سيرل (ترجمة طارق النعمان). كما نقرأ ترجمة المقدمة التي وضعها د. بنعيسى بوحمال لكتاب في اللغة الفرنسية عنوانه "سان جون بيرس.. الشاعر والناقد" لعبد الحق بلخضر.
وتستعرض المجلة عددا من الكتب ، يكتب محمد خضر عن نصوص "التعليمات بالداخل" لأشرف فياض؛ ومحمد البشيّر عن رواية "مريم الحكايا" لعلوية صبح؛ وهايل الطالب عن ديوان "بياض" لأحمد قران الزهراني؛ وعبد المالك أشهبون عن مذكرات "خارج المكان" لإدوارد سعيد؛ وعبد الحليم البراك عن ديوان "18 يناير" لعبدالله فهد؛ وسمير الشريف عن "موجز النشرة" لفوزية العيوني.. ويقرأ أثير السادة قضايا الصورة عن رولان بارث: الفوتوغرافيا في درجة الصفر.