ابراهيم الحسين
سأخرج الآن هابطاً درج الدار
سأحدق طويلاً هناك
لأرى أيُّها أكثر أثلاماً.
أتملّى ظلَّ أصابعي في الشارع
قبل أن أرفعها بتحية كبيرةٍ
ليست لأحد.
سأصغي جيداً إلى هدير
أوّل سيارة قادمة
حتى يخفَّ ويتلاشى.
ليست ضوضاء مياه الساكنين أسفل منك
مايدفع عنك النَّوم،
لكنه قلبك الذي رفعته اليوم
فألقيت الترابَ تحته رطباً تماماً.
ستكنِسُ الفرشاة فمك بصوتها الأليف
وستسرع النفاياتُ
نحو ثقوب الحوض السوداء.
هكذا بدات يدي
تفاجئني بوجودها فوق جبيني
هكذا أدركت أنني
أتمتع بجنوني.
بشدة سأبسط راحتي
في ضوء الشمس
وسأنتظر قليلاً لأتملاّها.
ما الذي يحدث
اذا ما استغاثت عشبةُ بقلبي
وآويتها؟
مرّة، وقفت عند ثقب
اعتدتُ أن أنظر خلاله..
كلّما غادرت السرير.
كلُّ عضلةٍ قرأت تاريخها
قطعت أمرها في غدها
ماالذي تبقى يالعنة اللّه؟
اصبر واصطبر وصابر وترفق
إنَّ هذه القناني
مملوءة بالخيول والخرائط.
تستمع إلى صوت انفتاح نافذتك
عندما يكون الصبح
قد علّق غباراً خفيفاً وتدلّى.
حدّد الطفل غربته
بالتفاتة كبيرة،
وحقيبة في مقعد خلفي.
منتصف اللّيل يبدأُ،
أقبض على منشفة كبيرة
أمسح نوافذ المدينة كلها.
ضحكت كثيراً
ارتفعت يداي
وخطّت خطوطاً في الهواء.
أستيقظ، أرفع أغطيتي
أهبط،
أفرك صدري بالشمس الجديدة.
سأسقط هذا الرأس بعيداً جداً
وأبدأ الكلام
حتى أصل إلى صدر حجر.
ها أنت تمضي
كمن يجرجر عنوةً خرافاً
معاندة.