محمد الحرز
عندها تذكرتُ أنني البارحة
نسيتُ أن أحزم هذا الكيس
وأدفعه إلى رجل
يشبهني في آخر اللّيل.
تلك العصافير المتوارية في أعشاشها
تثقب الآن
جدار يديّ المتعبتين.
هذه السُّمرةُ للعابرين الذين
تركوا نظراتهم على العتبة كحذاء
يلِّمع ذاته في الفراغ.
وثمة أيام
آويناها من التسكع في الطرقات
وأعدنا لها ذلك البياض.
وهناك سأفتح باباً واحداً لجنازتي
قبل أن أهجر
هذا الباب وراء حنجرة فاسدة.
يحدث، أحياناً، أن أتجاوز العتبة
فيما قدماي تتعثران بكيس
يحوي ذاكرة تسقط سهواً.
بعد ذلك..
تأملت قليلاً كيف تسقط
أسمائي القديمةُ من على المقعد.
كي لا يتثاءب الباب
ويغفو،
يمسكون اللّيل من قفاه مثل
مخلب لا يخطئ.
أعلم أنهم سيرمونني قارباً
في النّهر..
فأقول: ينبغي أن أصنع أحذية
للبحارة والصيادين.
لا أذكر تماماً
متى سقط ظلي في العتمة
كقطرة ماء.
لا تندهش كثيراً
اذا اعترضك البابُ كرتلٍ من الكلمات
فالنوافد تعرف طريقها إليك.