عبد الله السَّفر
جذبتها من شعرها، وضعت فمي
على شيء رخو
لم أتعب نفسي في معرفته.
هل كان سقوط العظماء!!
يتبولون ويتغوطون،
يسيرون في الطرقات يتقدمهم
رأس مقطوع.
أتشبه بهذا الوجه
أمدُّ له لساني وأنفي وعيني ويدي
وكلَّ منافذي،
لم أنل غير بصقتين وثالثة.
قص أذنيه.. واحدة خبأها في
درج طاولته الأسفل،
والأخرى ألقى بها في صندوق الزبالة.
ارتفع الدخان
دقَّ في أنفي رائحته. ميزتُها. هكذا
أعرف طريق عودتي.
تنغرس أظافري.. ينغرس فمي
ينغرس وجهي..
طبول بعيدة تقرع، تقرع..
وأنا أنتشي، أنتشي..
تابعتُ جدران وسقف الغرفة
تأكدت من أنّها بحجم بصقه،
ياألله سبع سنوات وانا أقيم في بصقه.
آخر الوقت،
أختلسُ دقائق لـ: "دفتر التحضير"
أتركهم يغادرون طاولاتهم
يبرون الأقلام ويخططون.
تجتاحني الصَّرخة مرة أخرى
أفرُّ. أنقض الأثاث.
لا شيء. أتمدد على السرير، أفرد أطرافي.
أبارك كلَّ هذا البصاق
وكلَّ هذه النظرات،
فقط ننحني ونبتهل لهذه الظهيرة الميتة المميتة.
منذ زمن بعيد
أسمع خطواتٍ تأتي
لكن لا تصل.
عبد الله السفر
فتحت حلقومهم واحداً واحداً
أشرتُ إلى التسلخات،
نطقوا: "فَسَدَ" وارتدت آذانهم إلى الجدار.
وآخر يحدِّق
أنهض إلى المرآة،
أسوّي ماهاش من شعري
أحدِّق في فمي. أحدق.. أحدِّق.
أريد أن أبكي البكاء المرَّ
سمعت به كثيراً هذا البكاء المرّ
أردت أن أجربه الآن،
لكنني لم أستطع القبض عليه.
لست شمشوناً ولا أنتم دليله
هاتوا رأسي،
دعوني أرجع إلى المفصلة
أمارس الرّعب معها مرّة أخرى.
كان الوجه منتفخاً. هل ينفجر الآن؟
بدا كقطعة بطيخ.
ضربتها الشمس ودقـَّها العفن.
تسمّرتُ إلى أبوابهم، عذّبني الطَّرْقُ
وضعت أسئلتي
تحت الأعقاب وانتظرت.
تسلل إلى صدري انتفاخ مقيت
جزعتُ. فتلمست أقدامهم
وجلست عندها أغني.
تبادلتُ مع الخطيئة شارة
الهجس
وانسكبتُ إلى الجذور.
قفزت للوثن، أمسكت برقبته
قال لي: "الآن"
قلت له: "الان" وبصقت في وجهه.
حملت جثتي، فتحت الباب برفق
أسندت الجثة إلى الباب
ثم خرجت.