أنطوان أبو زيد
صرت أفهم الآن،
كيف عليَّ أن أدق الباب فحسب
أن أدق دون أن أنتظر جواب أحد.
ولا يتبقى لي سوى أن أقطن وردة
وأفركها بعينيَّ أولاً،
ثمَّ بصدغي،
وأخيراً بيدي وصدري.
بيني وبينكِ ما لم يكن بين الفَعَلَةِ
ونسيم الصباح،
وبين السمكة وآخر فأفأة لها.
حين يفاجئني
أقفل النوافذ كلّها،
وأضمّ الغسيل الأبيض إلى قميصك البيضاء.
وجدت الأصحاء يفعلون
نفس الشيء،
ينزلون إلى الخليج
كاشفين عن عظامهم للموجة الأنعم فالأنعم
بلا كلام.
إذا كانت الشقوق بعدد أيامي
لا تقل لي،
إذا أخذ البحر آخر باب
لا تقل لي.
فأنا أقرب ههنا وأّخَفُّ
وأقلُّ نبلاً من
الذوبان،
ههنا، أيّها السَّيدُ
أنا لهاث كلّي.
خذوا معكم منديلاً لصاحب
الهدهد
وخيطاً لي من أجل القهقهات.
أنطوان أبو زيد
حين أخذ المعماريون آخر سقالاتهم
تذكرتُ كلمة أحدهم الأخيرة عن الأرض
التي زعم أنها كأس عناق
مقلوبةٌ في المياه.
وبإيماءة طويلة يبدأون بتعداد التلال
التي تفصلهم عن البحر
ثمَّ يغنون هذه المسافة
ويتركون الأكاليل تذبل على الصخور.