محمد العبدالله
يناسبك من المعاطف
الأزرق،
ويناسبني التلويح البعيد..
يناسبك أن تكوني شجرة
ويناسبني
أن أجلس.
إذا قلتُ ميلي معي
خبزنا واحد آخر اللّيلْ
آخر اللّيل حين يودعنا آخر الأصدقاء.
أصابعك وقت مهدور في المصافحة
والتلويح والخواتم والكتابة...
أصابعك في فمي إصبعاً إصبعاً.
أريد أن أقتل أحداً وأشرب من دمه،
فلا شك أن القتل شهي ولذيذ،
وإلا كيف كان يرقص القتلة فوق الجثث
ويشربون الأنخاب.
ورمت فخذاً في البحر المتوسط
تركت فخذاً آخر في الصحراء
يأخذه الجزر ويرجعه المد ،
تحركه سفن الميناء .
يناسب قدميك الفضيتين أن
تسيري على الصخر الشاسع
ويناسبني أن أستمع .
انكشفي لكي نخاصمك
أحببنا خصرك كثيراً،
ولكنه لم يكن مرفأنا الأخير.
لندع هذه المدينة تشبه القلب
ولنرَ أي حبّ هذا الذي يجعلنا كلَّ يوم
نتوزع مصاريف المائدة.
شعرك؟ يا مضيعة الوقتْ!
تركضين في القمح على القمح بين سنابل القمح
وتفتحين الممرات.
أنزل عن مشنقة رفضت عنقي
وأجيئ بطيئاً كغروب صيفي
واقول: خذوني.
وانفضَّ القرويون تباعاً عن باب أبيها
دخلوا غرفتها فرأوا أحلاماً ومجلات
ورأوا نافذة مفتوحة.
وكانت الحديقة أيضاً تدخل تحت قدميكِ ولا تبالي
وكنت أدوس العشب ولا يبالي ،
وكنتُ أبالي كثيراً ،
وكان هذا فوق الاحتمال .
لحظة ينخفض العالم عن سطح العالم قليلا
وتسيل الغربة بين الأشياء وبيني
أتقوس عند غروب الشمس كعنق البجعة .