عبَّاس بيضون
وأخيراً،
ليس القمر وحده
الذي يفكر تحت الأشجار.
مع ذلك فنحن حين ندخل
نجدها ساهرة في انتظارنا
الكراسي المصبَّرة.
أنام كمكتبٍ في طرف
العالم،
كساعةٍ ما زالت في البارحة.
كانت نظرته تصادف وجهي
مراراً،
ونحن نحدّق من جهتين في الظّلام.
ما الذي يهب
هل هو البخور الذي يفوح
هل هو الهذيان الذي لا يحتاج إلى فم
ولا مقيات.
فنجان القهوة لم يصل بعد
والصباح كفوطة الخادم
على مقبض النَّافذة.
الوردة بلهاء على غصنها الطويل
والظلُّ ذاته
نائم على الطاولة وتحت الستائر يلمس الأشياء.
هل أنتظر أن نجد الخاتم في التفاحة
أم أنتظر أن تميل إلى الخامسة
كي يميل الرأس إلى الوسادة.
حين وصل البرابرة
صادفوا عصفوراً واحداً ومأدبة باردة
قلبوا المائدة وساقوا العصفور.
أشق الباب،
الفتحة لا تكفي لخروج
أول الضيوف.
يتكاثرون ويتشابهون مع التفاحة
التي للآن لم تخرج مني،
دقة قلبي تؤخرهم قليلاً.
كان الكلام كله يصفنا بلغة لا نفهمها ،
ثمَّ لا شيء كان أكثر خطراً
من التفاحة المقطوعة على المنشفة .
لم يعد يسمع ذلك المديح من الأعلى
وكان يظن أن النوافذ التي تطل
تأتي من غرفة مجاورة
يتقدمون وهم يمدون أيديهم
في الفراغ ،
كانوا بالتأكيد يبحثون عن أيديهم .
لكن الساحة تغص
وحين لا أجد مكاناً لقصيدتي
أرتجل عذراً وأمضي .
لم يكن ينظر إلى البحر والشارع
بل يتجول كقلعة منبوذة
فوق البيوت المطأطئة
هناك أيضاً
كورنيش طويل
لحشرة مسرعة