شوقي بزيع
وحين خرجتُ من الماءِ
أدركتُ أني أجفُّ كقش قديم
ويكبر ظلي
كأني أنا ظلّه.
عجوز تأخر عن موعد الموت
فاختار أن ينتهي
فوق كرسيه
خبراً في جريده.
شوقي بزيع
نائيةٌ دائماً،
ويمرُّ النبيذ على شفتيها
ليبرأ من شبهة الإحمرار.
ليس ما يفصل بين النّاس والأشجار
إلاّ شهقةٌ
يرفعها الحطّاب كالفأس
على ظلٍّ يسيلُ.
وكيما تخلِّص نرجسك المتوجس
من نفسه،
لا تصدِّق جمالك،
صدِّق ظلالك فوق الجدار.
ضاق صدري بي
فأسلمت خوف أبي للذئابِ
ولحيته للرياح
في العشق لا جهةٌ تدلُّ
ولا إشارةَ،
والوراء هو الأمامْ.
آن لي أن أحالف مجرى الرياح
المقيمة في ثقب رأسي
وأرهقها باتساعي.
لا أتجلى لأرض سوى صورتي
في نهاية هذا الممرّ
ولا أتوحد مع صخرة
لا تحالف قاعي.
لكنني لا أرى حفرة تحتفي
بسقوطي،
ولا جبلاً لائقاً بارتفاعي.