فادي طفيلي
أقاموا بلاداً
من بيت قديم واحد
وشارعاً يخبِّئ إسفلته بالتراب.
سأعلق فوق فراشي
صوراً تذكارية للبيت والأصدقاء
وصورة شخصية لي
وأدق عنواني كاملاً فوق اللحاف
الأبيض السميك
أقعد وحيداً وهادئاً
كصبي كسول
تدغدغه الظهيرة
جاز..
كأنه نهار اثنين،
كأنه سوق خضار
أو وجهة غير محددة لسرب من العصافير
لست هنا.. ولم أكن هنا
غير أنني أترك بعض آثار تدل علي
كأعقاب سجائر أنثرها
ورائي
ينتابني إحساس بالضحك أحياناً
وأنه عليَّ أن أغيرِّ في مشيتي
وأعدِّل في عادات مضجرة
كالرجوع إلى البيت متعباً
أو النزول إلى الشارع كلَّ صباح بحذاء نظيف
ولم تكن السَّماء تمطر حينها
إلاّ أنني
كنت أسمع صوت مطر غزير
تحت النّافذة
وأشوي الكستناء
وأعرف أن القمر سيبقى
بائخاً وبائخاً جداً كالمعتاد
والكلام سيبقى كلاماً
حتى لو انفجر رأسي
كثلاّجة ضيقة