فادي العبد الله
أبارك الغبار وغرقني
ولا أغار،
لكنني آسف لأني
مرَّة كلَّ عام افسد عليهما العناق.
لم تقل شيئاً،
فقط طوت عينيها ككتاب قديمٍ
ومضت.
للحظات المنسية
مثل دروس القواعد وآداب الطعام
هذا الجسد وهذه الرّقة.
هي امرأتى
أتوكأ عليها وأحش بها على عمري
ولي فيها مآرب أخرى.
إلاّ أنني أرغب في أن تقبلني فتاةٌ ما
الآن،
قبل أن تنقص أضراسي.
عينان أجمل مما ينبغي
لامرأةٍ،
لن تقرأني.
للشفاه مقاسات أيضاً
مثل الأحذية،
لذلك نحتفظ ببعض القبلات على رف قديم.
عن الكهل الذي في الصباح يصنع القهوة
ينسلخ ليغطيني كعظامي
شرشف أبيض.
يضع نظارتيه ببطء،
يعلِّق غمزة أخيرة في صنارته
ثمَّ يمضي بهدوء.
أرى امتلاء القنينة إلى نصفها،
رغم ذلك،
أشبه باراً بلا مدفأة.
ترتفع غيوم الذكريات
من رؤوس أصحابها المترمدة
مثل سيجارة منسية
في منفضة .
كأن آخر رجل يمر في هذا الشارع
قد مر وما حيا ،
كأن السيارات تذبل كالنساء .
لم أكن أريد سوى أن ألمسك
فقط كي أتأكد…
فقط،
كي أتأكد…
صديقتي التي تشبه أمسيات أيلول
صديقتي التي تشبه الغيم أيضاً
رأيتها مع حبيب جديد
صدري أجوف بالوراثة
فاملئيه بنهديك،
أعني: أحبيني.
فمها الكبير يشبه الضحك
كأن لا رفاق حولها
لتتكئ على أكتافهم .