إسماعيل فقيه
لا تغادرني الغربةُ
تبقى جالسة بقربي لا تكف عن الكلام
وأحياناً تضمني بقوة إلى صدرها،
تقطع أنفاسي.
كانت تمشي على الرصيف
مثل ليلٍ يتدفق
كأنّ جمالها على الرصيف.
نار أنيقة
تتابع نشاطها بخفة وحب
قبل وصول يديكِ.
أجهضه الملل،
نهض ومشى صوب المقعد الآخر
ثمّ جلس متابعاً ملله.
أقل ما يمكن فعله
بعد عتمة صغيرة أحدثتها غيمة عابرة
أن تفتح عينيك
وتتقدم خطوتين.
حشود هائلة على طول الشارع
الممتد تحت شرفتك،
تراقب بأعصاب مشدودةٍ
حركة الهواء
وهي تجفف ثيابك المبللة.
أما زهور حديقتي
فلم تبثَّ عطرها،
ظلّت منحنية كعلامة استفهام
أعتقد أنها تسأل عن أنف امرأتي.
هكذا أنتَ،
تقاطع يستقطب كلِّ اضطراب
ترسله الطبيعة
دون سابق إنذار.
أما في الأوقات الأخرى
فعاداتي غير مستعملة،
في محفظة كبيرة
معلقة في الفضاء.
شفتاي تحلاّن سترة صدرك
بمهارة،
كما لو أنها أصابعي.
بينما كنت أمارس تعاليم العاطفة
شاهدت أصابعي تحترق
وأيامي متراصة خارج العماء.
أقبلك وأجلس معك قليلاً
تقولين : أحبك ،
وأخرج مطمئناً على بقية نهاري .
النوم
نعمة الوحيد
في الليالي الطويلة .
في المطبخ ،
مكان آخر
للإقامة والرحيل .