بلال خبيز
وبالهدوء ذاته
أخجل من أصابعي وكتبي
وأقول لكم:
صباح الخير يا إخوتي.
أقعي على كرسي يشبه هذا الكرسي
ونافذتي مثل هذه النّافذة
والمارة لا يتغيرون.
عليّ أن أجد صديقاً
أحدّثه عن ضجري
وعن الوقت الذي أمضيه صامتاً.
المكواة يا باسم،
ينبغي أن تبدو جميلاً وأنيقاً
كل صباح،
After shave لهؤلاء الأغبياء.
لا بأس لو دخنّا وشربنا قهوة
ورمينا أوراقنا من النوافذ
والجرائد أيضاً
قلت لصاحبي: إنّي أحبُّ أربع نساء،
وإني ماهر في صنع السلال
ثم أهديتُه ثيابي
وغفوت
أيها الأحياء جميعاً،
لا النّافذة تفضي إلى البحر
ولا رصيف ها هنا
كي أمشي باتزان.
كنتُ فرحاً،
لأنّ لي يدين وعينين ولحيةً نابتةً
لهذا وقفت فجأة وهممت
بالغناء.
حين مللتُ،
بدأت الحرب تطولُ
وكنتُ قد أصبحت خجولاً
أكثر الجلوس في المقاهي.
هذا النهار الرتيب ليس شأنكم
سأضمه إلى أوقاتي القديمة
وأعدكم أن أتهذب كما لم يفعل
أحد من قبل.
انتظر الطعام لأحدِّق في الجدار
ولأرى وجه الجندي،
ورائحة التبغ على معصميه وأظافره.
على هذا الفراش أستطيع النوم
لكن البرد هائل ،
وعلي أن أستبقيه في جسدي
وأن أحلم بعربات الخضار .
ومن أجلكم سأشتاق وأناديكم
يا إخوتي ،
ولن أقتل سلحفاة النهر
ولا نباتات الزاوية .
سأقلع عن التدخين
لا رغبة بعمر مديد
بل لأني ضجر
ولا تكفيني سجائر العالم كله
لأنهي يوماً واحداً .
أكتب أحياناً
وأفضل أن يفعل ذلك غيري
أنا فقط ، أحفظ ما يكتبون .
لم أخن أحداً
ولا كذبت يوماً
لكن أشعر أن صدري ثقيل
لم أفرِّق بين الصباح ورائحة البنّ
كان صباحاً لرأسي،
وكنت خائفاً أن أحتاج يديَّ فلا أجدهما
كان جداراً
لأن لا نافذة فيه
ولأني هنا أستند إليه وأنام.