مهى سلطان
أنتظر الهواء ليهدأ وتكفَّ
الأشجار عن الصراخ،
كي أطرق على ظلّي وأسأله عن الطريق
يداي حرتان طيبتان معقودتان
على عنق كنفقٍ طويل،
يبدو أنهما تعرفان أشياء عني
لم أعلمهما إياها من قبل.
على البلاط،
ضوء مرَّ بسرعة دون أن تلحظه
الزوايا الأربع.
من حين لآخر،
أتلمس بيدي الحائط كما لو أني
أريد أن أقنع نفسي بأنه
لا زال في مكانه.
بضعة خطوات ذهابا
وأخرى مثلها إياباً،
هي آخر ما تصل إليه قدماك.
لا بدَّ من باب يكون مفتاحه في جيبك
عند نهاية شارع ضيق
في أسفل درب،
تفتحه دون أن يسمعك أحد.
أحياناً،
أتوقف وألتفتُ
لأتأكد بأن الموت لم يغدرني من الخلف.
هكذا هو اللّيل حين يمتلئ بالألغام
وأنا ابحث لكِ
عن جهةٍ آمنة للنوم.
لا يستغربان ما يحدث في الفوضى أو ما يصمت
في الصمت،
فقط كلّما التفت نظراتهما يرتبكان
كأنّ أحدهما قرأ أفكار الآخر.
والرّجلُ ذو القبعة فقد عقله
قد اضاعها،
وقيل بأنه ثَمِلَ وتكوّم
على قارعة الطريق.
رأيت الزنابق
تغزو دروباً ضيقة لا يستطيع
عاشقان أن يمرا بها معاً .
الغابة حالكة وعميقة،
لكنْ لي وعودٌ يجب أن أفيها
وأميال أقطعها قبل أن أنام.