(؟!)
العام ليلٌ مسكوبٌ في قارورة حبر
نغمس في ظلامه ريشة الفكرة
فتستدير وجوه الضوء
السماءٌ التي أمرٌّ تحتها تتوتر
الغيمةٌ التي أمرٌّ تحتها تجف
النجمةٌ التي أمرٌّ تحتها تنطفئ
النهار الذي أعبره يتليّل
والذي أحاط بنبضه يصبح ظلاً
هكذا كلٌّ الأشياء التي أشعلها بمحبتي
لها قلبٌ من رماد
حين امسكها تشاغب في طرقات روحه
استنفرت حواسه المرتبة
ونبضه الخشبي
جفّف دمها الباكي
ألقى عليها سورة اليّم
كي تغرق في شهقة حب
خارجهم المكان
وداخل أجسادهم الطينية يدور دمٌ الوقت
باحثاً عن منديل تلويحةٍ ابيض
وابتسامة فمٍ يضمر نار الوردة
وحين يختل الخنين
يختبئون خلف الضوء
يغوصون في ماء السيف
ولا تزهرٌ خارج أجنحة الجسد الترابي
غير رائحة الموت
إلى الطيب صالح
يشتعلون
وهو مطفأ
ينطفئون
وهو كثيرٌ من الضوء
له يدان قابضتان على جمرة الروح
وأصابع مكسّرة الاتجاه
لكنها مجسّرة الحنين
الآن فقط قررت رفع الراية البيضاء
والوقف عن معاداة طواحين الهواء
سأرفع قطعة قماش...
لكنها غير كافية للتعبير عن هزيمة قلبي
سأرفع كلَّ ما كان في حياتي ابيض
سأرفع ورقة
ودمعتين
وأسنانه الجيدة التقطيع
سأرفع في الأخير كفني