غمسَت أصابعها في الصحراء وكَتَبت بماء السراب قصيدة نافورة غافلتني كملكة لا تريد أن ترى الرعية نزواتها قطفت نجوم المساء وملأت القصيدة زبيبا وتينا وماء زمزم ولكن كيف يفور السكر في الكلمات عندما تمرين بالورقة مخالعة خَلعَت أسنان اللبن وتمضمضت بالحبر خالعت طاعات طاعنه في العمر شبت عن الطوق فأشعلت حريقا صغيرا بالكاد يتسع لها وحدها صباحية مَزَجَت جرحها بانتصاراته ونَصَبَت تحت السماء ناموسية من هزيمة الجسدين موازين قوى كانت مدججةً كفزاعة وكنت عزلاء كريشة انفلتت من جناح طائر مرعوب يمحوه الهواء سؤال لَعِبَت مع الأطفال الأستغماية طّيرت طيارات ورق سكَبَت السراب على الرمل وشكّلت عرائس مطر وأشرعة تبحر عقَفَت قامتها على هيئة علامة استفهام .. وضاعت في زحام لا يرحم العلامات الفارقة مجاسدة من شرفة شقتهم الضيقة كنعش تدلي جسدها الفاره كعرش وتغسل شعرها في النهر البعيد سن يأس نصب مصيدته عند استدارة رمانه كتفها ولكن غلبته أحكام السن والتزامات السياسة صارت الفريسة كلما نعس أو انتابته نوبة السعال تذله باستسلامها كشوكة سوداء وحشية انكسرت في حلقه ثقب بابنا مقفل بألف ألف قفل وعِرقُ قرنفل يطرق القلب ويدخل عنوة بماذا رشى الحراس؟ هل جئت هل جئت هنا وانهار جدار هل استجرحت الجرح جالست هواجسي هاجستني بالهجرة أم المجرات استدارت؟ أفرك عيني أفرك.. أفرك هل مررت بالسعفة أبلست السكون ساكنت الجسد وخرقت السفينة هل موجت اليابسة رجرجت البحر شرست النوار حبرك على القميص بصماتك على القصائد شهقتك على الشباك تفاصيل للالتباس أتعوذ من الوسوسة يقطر شعري يقطر.. يقطر هل انحنيت على روحي وفضت حنانا أم مددت عنقي إلى قامتك وفضت حنينا حتى رحينا الحرب حصدنا الرحيق وعسبنا النخل هل جئت هل كنت هنا أفتش شوارع المدينة شارعا.. شارعا أسائل المواسم موسما .. موسما استرق أسرار الصبايا سرا .. سرا اشد أوتاري أستجوب الفقر رجلا .. رجلا أصل أوتاري أرشي رجال الحواجز حاجزا .. حاجزا أيأس يأسي أسأل عمال المطار القادمين والمسافرين الإنس والجن علهم يخبروني إنك جئت هنا أو إنك مستحيل لم يمر جئت لم تجيء جئت لم تجيء جئت .. جئت لم تجـ….يء .. جئت يدق قلبي يدق طهمت رملي عكرت طيني توجتني هزمتني شفرت كتبي شككتني بنفسي شغلتني أخيلتك المغايرة المغبره على مألوفي وسكينتي أدخلتني في قلق الوقت ولغزت المكان هل جئت هل كنت حقا هنا أم أن النوم سلطان هل جئت هل حقا جئت أم النوارس نفضت أجنحتها على أوراقي وطارت
|