يكفي الشاعر او الروائي ان يتحصل على "رقم ايدا" من وزارة الثقافة فى كردستان العراق لكي يدفع ديوانه او روايته آلى الطبع، ومن ثم الى المكتبات، بدون الرجوع الى ما يمكن تسممته ب"الرقيب الحسيب". وتنسحب هذه المسألة على المؤلفات السياسية او القكرية، فمنذ عام 8998، وتحديدا بعد آنتفاضة مارس (آذار) واقدام حكومة بغداد على "سحب" ادارتها الحكومية من المنطقة، وحركة النشر والطياعة والتأليف تشهد تصاعدا وتطورا ناشطا يمكن وصفه بانه لم يسبق له مثيل، ليس في كردستان فحسب، بل وفي عموم العرابق.
الملاحظ أن المرأو الكردية لم تعد فقط
تنافس الرجل في ميدان الكتابة، بل انها "تتحداه" في التعبير عن (خصوصيات) الحب، حتى ان بعض الشاعرات الكرديات، تصورن وتبحن لإدق وارق احساسيس الانثى بلغة شاعرية انيقة وشفافة وانسيابية قد يعجز الرجل الشاعر عن اكتشافها ورسمها على الورق.
تقول الشاعرة شيرين كمال:
"انا قصيرة القامة، واشعاري اقصر،
وقصيرة اكثر؟ تلك اللحظات
التي نكون فيها معا! "
وتلتقط الشاعرة لقطة من احدى لوحات لأ اوغست رينوار" لتؤلفها بلقطة اخرى، لكن من التراث الفولكلوري هذه المرة، من خلال شخصية العاشقة "خج" وقصتها التراجيدية مع "سيامند "
(سأل: هذا الوشاح الذي ينسدل على ركبتيك،
أهو حديقة ورود،
أم لوحة من لوحات- رينوار-؟
وهذا الثوب الذي يطرز قامتك،
أهو سماء تزدهي بألوان- قوس قزح-،
أم هو وشاح- خج-؟
سؤالان ساذجان، ! وصف رومانسي
لرجل جبلي معقد،
أو عاشق مديني هامش الرؤيا!)
أما الشاعرة الكردية "دلسوز حمه" فتقول فى قصيدتها "أخر ملوك أشور" من مجموعتها الشعرية بالاسم نفسه:
(كيف حدث.. ما حدث؟!
الرياح تجهل ذلك، المياه تجهل ذلك،
الجبال تجهل ذلك،
حتى أنت،
أنت الذي بقيت روائح اصابعك في ممر ما،
كذلك صرت ذبيحة لأول مقتف لآثار الريح،
آخر شهيدة للافصاح،
والتدفق المتلاطم لأسوأ المياه،
أنت.. يا ابن عرش وصولجان "يانيبال "،
يا اروع.. ويا أسوأ الملوك!
وتزحم الشاعرة "دلرز" قصيدتها بمتنوعات من قصص وشخصيات التاريخ ومشاهد الطبيعة ومتغيرات الحب: ،
(يد أي قدر حملتك لحظي؟
أنت الذي ملات يدي بضرع الزهور،
وجد ائلي بالسواقي،
وموضع هدأتي أشد بللا من الصرح
الذي حسبته "بلقيس " لجة،
يا طفل ن!جة"نمرود"- يا أرع، يا أسوأ،
يا اعز ملك بين كل الملوك! "
وتستدعى الشاعرة(كزال احمد) كل انتباهات انوثتها للحظة الشعرية في قصائدها عموما، وهي معروفة هنا ب (فروغ فرحزاد) كردستان العراق، اشارة الى الشاعرة الايرانية المبدعة الراحلة.
"اعطني ليلة من عمرك،
لترى بنفسك كيف احولك من "حكيم " الى "جاهل "
اعطني ليلة.. فيها شمس واعية.
وليس قمرا غبيا نائما.
لأعطيك "الحقيقة مثل قبلة،
وأحولك من "فيلسوف " الى (فلسفة"
وتتحدى "كزال" جميع حسادها و"حاسداتها " الغيورات بمقطع من قصيدة (نواظير الانوثة) في ديوانها الشعري "ميناء برمودا":
" أنا صحبة ثلاثة عشاق.. في وقت واحد:
"نرسيس"، و تاناتوس "، و ايروس،
أخبرت ريح الصبا بهذه الحقيقة
فعصفت بي مثل الزوبعة
عندما اعدتها على مسامع الجبل
تحول الى زلزال،
وثالثة اسمعتها للنهر،
فتدفق الطوفان!
اما " التاريخ " فقد لطمني بقبضته.. غاضبا.
وعندما اخبرت بها الناس،
نصبوا لي صليب المحرقة!
وفي الآخر عندما اخبرت بها نفسي،
عصف الاعجاب بريح الصبا والجبل والنهر
والتاريخ والناس،
وترنموا بالصلوات لوفرة هدايا قلبي، وجبروت عشاق .@
(الشرق الأوسط) الخميس 20 / 12 - 2001