إنني أتحدثُ دائماً إلى الموتى
إنه لسرٍ غريبٍ أن تشاهدَ ميتاً
وأغرب من ذلك أن تنظر إلى حي
(جاك بريفير)
(1)
اللَّيلُ
أولُّ العميانْ
(2)
نكايةً بي
وبالعميانْ
الأجهزةْ
صارت تَرَى
(3)
عن أيِّ
ضوءٍ
يدفعُ العميانُ
فاتورةَ الكهرباءْ؟
عن أيِّ ضوءْ؟
(4)
أبداً
لن تستوي
مجرةُ الأعمى
مع غلفةِ البصيرْ
(5)
كُلَّما
أكملتُ معجزةً
تجمهرَ العميانُ
تحتَ نافذتي
(6)
كُلَّما
طيرتُ اسماً
في الهواءِ
تمردَ أو طَغَى
(7)
كُلَّما
دُقتُ نبيذها
تنهدَّ الكرمُ العجوزْ
(8)
كُلَّ مساءٍ
أدسُ ثعباني
في وردةِ الأنثى
وأرسمُ
زلةَ الأطفالْ
(9)
واحدٌ فقطْ
يخترقُ البويضةَ
ويسقطُ
في خزانَةِ الأسَفْ
(10)
من غيرِ صورةٍ
أطبخُ طيني
وأُعِدّ أفئدةَ الهواءْ
(11)
ما أكثرني
أنا من بيتِ الذراتْ
ما أجملني
النسوةُ قطعنَ قميصي.
النسوةُ من دونِ أصابعْ
(12)
لي
قدمٌ
ثالثةٌ
تمشي في عشبِ الرغبةْ
وتنامُ معلقةً هُنَاكْ
من علِ
(13)
استعادةُ
جسمٍ ما
لا تعني الدخول
إلى ضَنَكِ الزواجْ
(14)
لا امرأةٌ في المرآةِ.
لا امرأةٌ في الشباكِ
أو الشارعْ.
ما أكثرَ الرجلْ؟
المرأةُ
في بيتِ الطاعةْ
(15)
ليسَ مفتاحاً
وليسَ من معارفِِ
الفرجْ
إنه الصبرُ
الذي
يملأُ التوابيتَ
ويملأُ المقابرْ
(16)
جئتُ لكي
أحلجَ قطنَ السيئاتْ
(17)
في الشرقِ
ما زالَ التابوتُ نشيطاً
ويزاحمُ الحافلاتْ
في الشرقْ.
(18)
ولدتُ بين مأتمٍ
ومَأتَم
وعشتُ بين مأتمٍ
ومأتم
فيما القردُ شبيهي / وأبي
يعزفُ أغنيةَ البهجةِ
فوقَ الأشجارْ.
(19)
الربابةْ
كانت شعرةَ حزنٍ
في ذيلِ حصانٍ
مربوطٍ
خلف المحراثْ
(20)
الجاذبيةْ
امرأةٌ عجوزٌ كلّت يدُها التي تمسكُ بالأرضِ
مخافةَ أن تسقطْ
(21)
في التماثيلِ
تنامُ حدةُ الماضي
(22)
الهراواتُ
التي تجوبُ الشوارعْ
مجرد
أشجارٍ تبكي
(23)
أفي
كلِّ يومٍ
جنازةٌ تسعى تحتَ جثماني وأهلٌ يحفرون؟
(24)
في الثلاثين
يا الله
مضت سنواتٌ
على وفاتي
مضت سنوات
على جسمي الذي فاته
حق اللجوء
إلى محو
التراب
(25)
برمشةٍ
أستعيدُ طفولتي
التي
كانت مغارةً
للرعبِ أو الغولةْ
أيُّها القصُ القرويُ
لمَ الغولةْ؟؟
(26)
وأمدُّ يدي
المسموح بها
فوقَ المساء المشتركْ
وحين يجيء صوتها
خفيضاً
خفيضاً
أدوخُ
وأخرجُ من سطوةِ اليباسِ
إلى المياه
(27)
في الغرفةِ
أسمعها تبكي
وأشمُّ روائحها من دونِ صورْ
للناس مراياهم
أما العميان
فترشدهم
عكازة الأصوات
(28)
في
القبر العشبيّ الدافىء
حركتُ أبي
كانت عَيناهُ هُناكْ
وينصت مرتاحاً
لشيوخِ الموسيقى
(29)
بمحبةٍ كبرى
سويتُ مقبرةً
ورحتُ أغرسُ
نزوةَ الجثثْ
(30)
إن كانَ ثمة معركةٌ
فهيَ حياتي التي بدأتْ
وانتهت
على جبهةِ السريرِ الدافئةْ
(31)
أنامُ
فتوقظني
شفاهُ الكهرباْء
(32)
كُلُّ ملابسها
تطيرُ الآنَ فوقَ
حبلِ القشعريرةْ
(33)
كُلَّ مَساءٍ
أمحو ألبومَ الأرضِ
ويأخذني
شطرنجُ الجنَّ
إلى كونٍ
يبكي أل التعريفِ
ويطلبها
(34)
في الطاجنِ
أسمعُ صلصلةً
تشكو
من لعبةِ تكرارِ النفخةْ
وتقولُ: كفى
(35)
لسنا هنا
وإن تذوقنا ملوحةَ النساء
وتوغلت دموعُ أسفلنا
وإن ذبنا
مع الطبيعةِ التي تخصنا
وإن تلامست أصابعُ
الأكيدِ
كل لحظةٍ
لسنا هنا
لسنا هنا
(36)
كُنَّا
في العقلِ الأولِ
أبخرةً
ثم خرجنا من بين فتوقِ الطينِ الطّيعِ
كي
نخلطَ أجزاءَ عناصرنا
ونكررُ
بهلولَ الحيواتْ
(37)
مع شهقتها
سقطت فضةُ ذاكَ القنديلِ
اللحميِّ الدافئْ
وابتسمً الرملْ
(38)
نعجةُ (دوللي(
بنتُ الكثرةْ
من دونِ حراكِ الأجسامِ
الرخوةْ
من دونِ ثقوبْ
(39)
الماءْ
خيطُ الكثرةْ
والنهرُ النائمُ
في كلِ سرير
(40)
صاعدٌ
نحوَ غيابكِ
نحو عويلي
ذهبَ النادلُ
سأطيرُ ومائدتي
هذي الدنيا
امرأةٌ بلهاءْ
لن أخصفَ فوقَ رداءتَها
وسأبكي
(41)
لن تنفذَ العينُ
بي
أنا مجرةُ الصور
وهذا الفَرَاغُ
منزلي
(42)
الزنجُ
إخوتي الذين يلهثونَ
وراء غيمِ البياضْ
عادوا إلى الحليبِ ثانيةً
(43)
المدى
مثقلٌ
بالنسوةِ اللائي
يجئنَ إلى ليلي
ويعثنَ معي في اللحمِ الراعشِ
من دونِ جحيمٍ
أو عروقٍ يابساتْ
(44)
فيَّ/ أنا
كانَ اللهُ وحيداً
يتنزه
أو يشعلُ قنديلَ المعنى.
في الليلِ سينجزُ مشروعَ الرحمةْ
في الليلِ سينجزُ مشروعَ الرحمةْ
(45)
كثيرةٌ أسماؤه الحسنى
لمرةٍ قولي: زياد
(46)
أُمي دوخها السُّكرُ
بتروا قدميها
أُمي
أُمي
أُمي
ماذا عني
كيفَ سأبحثُ عن جنةِ ما قالوا
تحتَ الأقدامْ؟
(47)
لستُ من طينٍ
ولستُ من نورٍ
ولستُ من نارْ.
أنا مني
أنا الغنيُ عن غيري
أنا من كحولٍ
أنا من حكولْ
(48)
ألم أجعلْ لكم
دفءَ الفراشِ ملاذا.
وينتقي الناسُ
كلامكَ
مثلَ قمحٍ مؤجلٍ
جاء
من حقلِ المجازْ
(49)
ندعوكَ
فيسخرُ الصمتُ منا
ويبقى المخدرُ
مثلَ إلهٍ
يحاربُ
الألم
(50)
... وأستعيرُ أبي
كل ليلةٍ
من ملفاتِ الترابْ
(51)
أسمعُ الآنَ مائي
يرقصُ بين أعضاء النعومةِ
مثلَ ثعبانٍ قديمْ
(52)
كأني
قريبٌ أجيبُ
صوتها الحاني
إذا قالَ الغوايةَ
أو دعا
(53)
كُلَّ صباحٍ
أطمئنُ على مآذني
(54)
كُلَّما
ركبتُ فيلاً
تململَ القبرُ الذي يغطُ
في وهجِ الرمالِ
وصاحَ قائلاً: أينَ الطيورْ؟؟
(55)
هذا النومُ أو الغيبةْ
ابنٌ يتركُ عائلةَ الموتِ
ويتبعنا
(56)
الأصدقاءْ
خدعوني.
لم يبق لي أحدٌ سواها
إنها الخمرةُ
التي
لا تلحق العارَ بي
1
القميص الذي تنفست به
زجاجة عطر
لا تنتهي
2
بيدي هاتين
بنيت مدينة الأسف
3
أبداً
لن تستوي
مجرة الأعمى
مع غلفة البصير
4
في معبدي
يجري تقديس
الأجسام
على نفسها تهدمت
مجرة الأسماء
5
كلما
صادف الشارع
أعمى
قال: أفٍ
وتنحى
6
المقبرة
هدوؤنا الدائم.
7
أنا وأنت
متعتان
قال السرير: واحدة
8
من أجلك
تخرج كل الجينات
إلى المرعى
9
أصابعي
رسل وأنت المدينة
10
أمر بي
وأغض الطرف
عن وجهي الصغير
مخافة
ان ينتبه كما المرآة
ويعرفني
11
أعمى
أمشي معي
وأحمل صرة الألوان.
*
سأرسمني
بلا عصا
وبلا يد تقودني.
*
دقيقة وتكتمل
مجرة العيون.
12
الفاقة
بنت أبي.
13
كلما
ركبت فيلاً
تململ القبر الذي يغط
في وهج الرمال
وصاح قائلاً: أين الطيور؟؟
14
المشجب
ذاته
والنافذة
وزخة الألوان
على رأس السرير
وهي
نائمة
كزجاجة من نبيذ
تحلم بي
وبالرغبات المتو
زياد العناني ولد زياد العناني في ناعور قرب عمان عام 1962. يعمل في القسم الثقافي في صحيفة الرأي الأردنية. وقد صدر له ديوان شعري عام 1988 بعنوان إرهاصات من ناعور وديوان خزانة الأسف. ولديه 3 مخطوطات شعرية منها: بدايات عاصفة في تدخين الأسئلة، قصائد الوميض، وكتاب بعنوان:العداء المستحكم بين أفلاطون والشعراء. خزانة الأسف. |