للكفر للإيمان
للبحر الشبيه بدهشة الرحمن قبل الخلق
للمدن الخضيبة بالقراءة والسهرْ
ليدين طالعتين من لبنٍ ومن خمرٍ
لأوطانٍ مشـتْ في نومها تهذي
بأسماء الضحايا
وهي تحشو في الحقائب لحمهم
وتوزع الدم اللطيف
على مطارات السفرْ
للريح تعوي في إناء الطين
للكلب الحزين
وللبنات الغارسات أصابعا
في الدهن والحناء
للبكر التي حضنت دفاترها ونامتْ
في زواريب القمرْ
طفلٌ يموت اليوم
ملء جيوبه ورقٌ وحلوى
كان يحلم قبل أن تستيقظ الكلمات
من قاموسها
ويعيد تشجير الصورْ.@
مشى قاتلٌ وقتيلٌ
قبيل المساء على ضفةٍ ناعمهْ
يلهوان بسب القوانين
يرميان حصى اللامبالاة في البحر
يبتسمان معاً
وخلفهما تنحبُ العاصمهْ
كان بينهما غزلٌ خجـِلٌ
وعتابٌ على دورة الشمس
إذ يدرسان أجندة ماضيهما
قاتلٌ وقتيلٌ يهيمان
في ملحقات الكتاب العريض
كان بدر الحقول الذكي
يناديهما لسلام الضواري
يذكرهما بدم ٍ سيئ الحظ
غصتْ به ليلة ٌ ظالمهْ
سألت الجزيرة عما يقول قتيلٌ لقاتلهِ
حين يقتسمان الزجاجة
هل سيسأله كيف؟ متى؟ ولماذا قــُتـلتُ؟
وأين ستقتلني المرة القادمهْ؟
قتيلٌ مشى نحو قاتلهِ
قاتلٌ نحو مقتولهِ
كاحتضان الوحوش
إذا زلزل الأرض زلزالها
فر بينهما طائرٌ حائل اللون
في فضةٍ نائمهْ
لنـُغن ِمعا قاتلاً أو قتيلاً
لحَننا ً واحدا ً وكلامين مختلفين
عن بلدٍ في الظهيرة يغفو
على سدرة المنتهى
ويضم عذاباتهِ الحالمهْ
لنسحبْ من الرف بعض مراجعنا
ونـُضـِفْ لمتون الدراما
هوامش مشبعة ًبالكوميديا
لنمش ِ ونعطِ لـ (أنكي) حق التصرف
فيما جرى من مياه الجزيرة تحت الجسور
وفوق الجسور
وحق مقايضة الدم بالتمر
بين قبائلنا الآثمهْ
بلادٌ بطور النقاهة نعبدها
وهي قائمة ٌ تطرد الليل عن خوخها
تتعرى إلى نفسها قطعة ً قطعة ً في مرايا العصور
تتمطى بطول الخليج النحيل
ونحن على قبتيها غلامان يقـتـتـلان على فض أختامها
نعبُ ربيع بهاراتها ونردد
يا .. يعيش الطريق يعيش الطريق
وتسقط غاياتنا
لا نريد الوصول إلى غايةٍ
غير أن يستمر الطريق
إلى غايةٍ لا نريد الوصول إليها
يعيش الرصيف المرصع بالموزاييك
الجديد القديم التقي الشقي
يعيشُ
وتسقط ُ تسقط ُ تسقط ُ غاياتنا .
سنتوب عن نعب الغراب
نتوب عن هجو المدينة ْ
سنتوب عن غرفٍ مؤثثةٍ
بأكداس المعارك والقصائد
والبيانات الثمينة ْ
بصماتنا وتعهدات الخاسرين
لكم
وأحشاء الحقائب
قايضوها بالنهايات الرصينة ْ
سنتوب عن دوغمائنا الأولى
ونرضى باليسير من الكلام
ونقنع من فراديس حلمناها بطوق الياسمينة ْ
سنعود للفـُرُش ِ الكريمة بالفواحش
للنساء الشاحبات
لبضع أطفالٍ أناملهم تخرب في لحانا
في نهارات السكينة ْ
سنقول تبنا وانتهينا
والمنافي لا تحب بكاءنا
تبنا
أعيدونا إلى وطن ٍ نسيناه
على درج السفينة ْ
وطن ٌسينكرنا إذا عدنا
وينفينا فنعشقهُ
وينفينا فنعشقهُ
وينفينا
ولكن المنافي لا تحب بكاءنا.
ملكُ النص الذي ألقى بنا
خارج أسوار الكواكبْ
والذي حرم لغو الشعر حتى
تأمن الأوطان في أبراجها نوماً
وتبقى في يد الله المناصبْ
عاد يستنجد بالنص
ويستدعي كلام الوحش والطير
لمتن الصفحة الأولى
ويستنشق تربان الخرائبْ
ملكُ النص له حاشية ٌ من كتب الأعراب
يستبدلها حينا ببيتين من الشعر الخلاسي
ويفتينا بأنساب الحضارات
له بابٌ لنا بابٌ علينا
ويدٌ تمتد بالغُصة أو بالغُصن
في الوقت المناسبْ.@