كلما جاؤونا بطوق آخر، كلما جلجل سجاننا السادي مفاتيحه سمعنا العالم يستيقظ من كوابيسه في رحم القصيدة المستعدة للنزف دائماً من أجل هذا اللقيط، وانجرفنا نحن و السجان والسجن في قارب واحد مع التيار.
هذا ما تعلمناه في أول أحلامنا و آخرها (- هذا كله حطب لنار قادمة.. في كل رغبة صادقة ما يكفي من الكبريت) ودائماً ننتظر الملاك الجاهل بالمسالك التي قد تدله يوماً حتى ولو بالصدفة إلينا، أو الحبيب الذي لا يستجيب. وجه نعرفه (ولو في الأحلام) ذلك الواحد) تلك الواحدة عند رأس ذلك الجسر في منعطف المدينة التالي، بين ذراعي المرأة التالية.
كيف أعطينا الليل معنى (لو شئنا لاستنزلنا له آية) كيف تحول سؤالنا فجأة إلى جواب : رقصتنا لا تنتهي، ساعاتنا مقدسة، في عيوننا أنباء جديدة. خطانا دلتنا إلى الباب لكن أقدامنا ظلت تسير.
عن مجلة _ (فراديس) عدد 9 - 10