قريَةُ الألعاب
هل كنتُ هنا ذات يومٍ؟
أضواءُ قرية الألعابِ تبعثُ في الهواء الطّلق شيئاً
غريباً.
إنها مملكة اللّون الفاتنة..
تبتاعُ تذكرة دخولٍ
لكي تطأ السّمَاء.. لكي (تنزف البحر).
تركضُ
تنهالُ
تنتثرُ..
لستَ طويلاً بما يكفي لتُزاحم المناكب
لكنك قصيرٌ - بما يكفي - لتُعرقل الحُرّاس..
يومَ كانت قروشُ الذّهَبِ في جيوبك
أثقل منك
تُلقمها آلاةٍ ودودةٍ، تفهمُك
أكثر من كتب السماء...
و تذكُرُ أنك كنتَ قِرشاً
في بركة الكور الملوّنة
تفترسُ أقدام الفتيات الجميلة، في مُحيطً
الضّحكُ فيه موجٌ متعاكس..
و حدث أن زارتك أشباحٌ تعرّفتَ عليها في بيت الرُّعب
شربوا الحليبَ في غرفتك صباحاً..
و حدث أن تحدّيت لعبة الأخطبوب الضخم
هربتَ
لأن إناراته الصغيرة كانت أكثر من عشره
يوم كانت أصابعك العشر
أكثر ما تخيّلته في جسور الرياضيات..
وقتها
ما كان يُشغلُ أقدامك
سوى تقليد مشية القمر لمايكل جاكسن..
أقدامك التي أنضجها الإسفلتُ، و السِّكَكُ الباهرة
لم تعُد تنسى موضع أحذيتها
عند انتهائها
من اللّعب.
ظَهرُ السّاعة
أُديرُ للعالم ظهري
لا لانتصارٍ سخيفٍ كمشهد الانفجار في نهايات أفلام هوليوود،
ولا لأني أنتمي لعائلة الأحلام العريقة..
أُديرُ للعالم ظهري
لأنّهُ شفّافٌ
مثل ظهر ساعة اليد الشفّافة..
حَدَثَ هذا عندما حطّ قمرٌ صناعيٌّ على كتفي
فغطّستُ رأسي في ماء اللّيل كثيراً
و رأيتُ ما رأيتُ، لم أختبئ..
أكرهُ العناكبَ و أزواجَ الحَمام، لم أختبئ..
جلستُ عارياً أمام "سكايب"
أنتظرُ العالمَ كُلّهُ
ولا أحد في القائمة.
الجذع اليابس
الجذعُ اليابسُ
يجلسُ أمام الكومبيوتر
و بزهو من أَلِفَ الغابات و افترع مجاهلها و وحوش أدغالها
رمى مظلّة المطر، مادّاً عروق أغصانه، فاتلاً عضلات الأرض.
الجذعُ اليابسُ أمام الكومبيوتر
ما انتبه إلا و صرخة صديقه يُطلُّ من النافذة: أوتُحلّقُ الشجرة !!.
دَرَج
ما جاءَ في الفيلم
أنّها نزلت بالمصعد الكهربائي
و أنّه أمسَكَ الدَّرَجَ ركضاً ..
ما لم يجئ في الفيلم
أن الدَّرَجَ - للآن - لم ينتهِ..
الحياة
الثلاثاء ٢٩ مايو ٢٠١٢
أقرأ أيضاً: