- مرت إثنتان وسبعون دقيقة وانت معي. اليس عليك الرحيل لملاقاة حبيبك؟
- بلي
- باي
- همم
- هممم
***
الافق الذي سطرته. لا يحمل سفناً ولا شموساً.
افق.
هكذا.
افق. افق. افق...
***
البوتوكس الذي ملأت به خطوط شفتيك يجعلهما أشهى. وشعرك الذي نزعته عن رأسك لا يحولك إمرأة قوية. انه الحزن الذي في عينيك، ما يجب ان تداريه. الحزن الذي اذا ما تركته يتدفق سيغرق وجهك بالفكرة. فكرتك لما تشرعينها تبدو كزورق مكسور.. الشراع ينتظر رؤية اليابسة في كوكب من مياه.
***
استثناء القاعدة. انت لم تتطوري من قرد. كنت زهرة برية في معبد الالهة المتخاصمين.
***
فمك المليء بالأسنان يشقيني في أكله.
***
حين تنزعين عنك بيت السلحفاة تصيرين أرنباً. يركض ويركض ولا يتعب، وينام ويركض ولا يصل.
حين تنزعين بيت السلحفاة لا شيء يدعو للعجلة. البطء تخلفه البيوت فينا.
فوزك بالسباقات سببه نومي.
سيري في الشوارع المكتظة. هيا سيري.
***
بعد لأي سيصل الصيف وتزرقّ السماء كل يوم، وتخرج الشمس من مخبئها قاسية وحارة، وتصفّر المدينة، ونتلقى الاتصالات نفسها من أشخاص نسألهم عن أحوالهم فيترددون في الاجابة وينتهون الى انهم بألف خير. ها هو المطر ينزّ فوق المدينة والغيوم لا تفارق سماءها الرمادية، تعالي نقف على الشرفة وننظر الى المشهد الطازج، فهو لن يتكرر قبل سنة. وحينها ستصل الشمس وتجفف السطوح وتلون بالاصفر كل ما تصل اليه. تعالي نستغل المشهد الرمادي بينما أرمي يدي على كتفيك الخفيفين مغيظاً الملاكين التائهين فوقهما.
***
أتعلمين؟ أحبك كما لم يحبك أحد. وأحبك كما لم أحب أحداً ـ واحبك كما لو لم أحب أحداً. أتعلمين؟ أحبك طوال أيام الاسبوع، حتى نهار الاحد، حين أزرع قادوميات الجبال دهساً بقدمي.
***
الانسان كائن فان. حسناً...لكن لما هذا التأخير؟
***
سرّ الموت انه فكرة لا تفقد طزاجتها.
***
في الثانية والثلاثين أراني إكتسحت مئات الاعمار، ادلف في لا نهاية امتدادها كأن لا موت سأعرفه البتة.
***
من منكم بلا خطيئة فليطلب استعادة شبابه. ما مرّ شباب بلا خطايا.
***
الضحك بعض صلصال الجسد. الحزن نفخ الروح فيه.
***
المرأة صنو الرجل حين لا تفقه من نفسها الا جسدها.
***
بديل للديانات السماوية كلها: تمجيد الشك
***
ربط النفس بروح إمرأة بعض استرقاق (...) الحرية المتبقية جلّها ضجر.
***
يقول البحر إنه الاكثر غيرة علينا فيرفع أمواجه ويجعلها بيضاء، هناك في وسطه، ولا نرد. يقول الردى انه أخذ بسام حجار لأنه يحبه ولأنه يحبنا، فنحزن، ولا نرد لاننا لا نقوى على الردى. تقول السماء انها مكتئبة فتكثف غيومها وتجعلها رمادية، ونقبع في غرفنا. يأتي القاتل فيقول بهدوء القاتل المعتاد، سآخذ هذا وسآخذ ذاك، سآخذ سمير قصير ونغضب، ونحتّد في الكلام، ونحن نعلم ان لا أحد يعيد القاتل الى عادياته ولا الى أمه لان القاتل تركته أمه دوماً. ولا أحد يعيد لنا موتانا . ها هم رحلوا وانتهى الامر.
***
بضحكتك العالية التي تبين منها لهاتك تروح وتجيء في عمق المغارة. بعينيك الناعستين اللتين حين تطلبان شيئاً يقترب الرمش الاعلى من الاسفل حتى يكادان يلتصقان. بهدوئك الذي يكاد يبدو انه من جبلتك. بروحك الشقية التي طالما تمنيت لو أستعيرها. بهذا الدفء الذي يمر امامك حيث تمرين. بقلبك المتوقف عن القرع منذ ولدت. بك أنت نفسك المدلاة الى الحياة كسيجارة بين شفتين رقيقتين. بك أسير متشاوفاً. أحس ان كل شيء بات مكتملاً. ان الجنين سيخرج الآن من بطن امه، وان الغبار الذي على جبهتي سينفض. لذا حين أراك أستعير وجهك وأترك للناس المتجمعين مهمة التفريق بيننا.
المستقبل
الاحد 14 حزيران 2009