كأن يدخل جسدان في حلم واحد
في لهاث ثقيل
في ممرات ضيقة ومعتمة
وسقوط حجر.
كأن يصعدا
سلما معلقا،
أسنانه منخورة،
أكلت حوافها الظلال،
ولحية كثة برائحة جازمة
تمرق بينهما
وتلطخ الليل.
........
الخيانة
تتسلل دبقة
من تحت الباب
دونما جرس
ولا عتبة أو خطى
وقبل أن تهم بالصياح
ينصبّ شمعها
مذوبا فص الصوت.
.............
الخيانة
اصطدام صخرتين
أو صرختين
ولن يتبقى من الضفة الأخرى
إلا سحجة الارتطام
وطينة الغيبوبة،
تتقبل رئتاك مرغمتين،
تبحث بطواعية عن مواقع الألم
تتلمس الزرقة التي يشير لها الدم
رأسك مشوش
ورضوضك مشلولة
بعويل صافرة الاسعاف البعيدة،
صافرة تعرف جيداً، أنها لن تسعفك أبدا، صافرة تتوارى أمامها وتعبر في مضيق الألم .
................
الخيانة
تخدرك
في السر، تبتلع أعضاءك
تختلس ثيابك
لتلفظك في عراء موحش
ولزج.
................
الخيانة
نحلة صغيرة
تقرص قلبك
في أول مرة
وتدمن ارتكابها كل يوم.
لا مجال لمحوها
مثل عضلة متشنجة أعلى الظهر
أو حبة خال نبتت في الصدر.
...................
الخيانة
وشمك الحافي
وهو يسبق خطوتك
ويدل عليك.
...................
الحجر الذي يتبعك
يجرك ويمتص رحيقك في الشمس
سيلقي بك يوما على طرف الطريق،
مشدوها
دونما علامة ولا برهان.
..................
الخيانة
فرجة على ظلام فارغ،
وتلك الحربة المسنونة وهي تنغرز خاطفة،
قاصمة حياتك الى قطعتين لا تشابه بينهما.
تطل على أرض تغمرها المرارة،
وفي أعلى الحلق جفاف يدب في صدرك ويشقق يديك؛
يباس كل ما تلمس.
ليس عليك إلا أن تحملها صاغرا، حدبة بين كتفيك،
محنيا بوهن المريض فاقد الرجاء.
تحملها ندبة في الخاطر أو طعنة في البال
أو بالأحرى نقطة عمياء تحدق فيك كلما غفلت.
الخيانة تأكل في الظهر،
عصية على أن تحكّها أظافرُ النسيان