اليأس ذو العيون الصفراء كالذهب
سيحدث, إذا, أن أفيق في الصباح أدفع النعالجيران.حنفية والكابوس الى الريح تصادفني مرآة فأقطب جبيني وأظهر لساني, ثم أبتسم لا أعرف لمن ؟ أفتش في المطبخ فأنوي سرقة البيض من أسطح الجيران. على الدوام و قبل أن أغادر حجرتي, أوصد الباب جيدا وأسد ثقوبه بالقطن, حتى لا يعتمي الظلام في غيابي. البنات المرتبكات في المساء تتعثر أثوابهن في بعضها, أعلق فئرانا ميتة على نوافذهن, وحين أطوف في الفجر التالي ألم فزعهن في كيس و أحفظه. بسرعة أمر على بيت, ألتقط جريدة, أركض ويركض خلفي الحارس, فتقع الكلمات من الجريدة. أستريح في مقهى, يأتيني بحار من بنما شاربه قصير وقبعته كسحابة, يطلب مني أن أدلة على محطة قطار, يدفع عني ثمن القهوة, ثم أدله على الصحراء. أتسكع في ميدان فأطفئ سيجارتي في عين حصان يجر ملكا, أذهب الى حانة, أغوي أحد السكارى بأن يتعرى, فيتعرى ويطرد. في آخر الليل, ها أنا ألتقي جاري وهو يصرصر كطاحونة. انه رجل أسود يبكي ثلاث مرات في اليوم بعدد الوجبات, وينير داره بقمع كبير يوجهه نحو القمر فيسيل الضوء من الثقب كالعسل.
بين الليل والنهار
ثمة أنامل صغيرة وطرية
تفتح حقيبة اليأس بتؤدة
أو كأن مسافرا غامضا
رفع عود الثقاب
ودخل قرية مطفأة
حين وصل
لم ينتبه اليه أحد
وحين ربط جواده الذي كان يعطس من الضباب
في مرآة البلد
دافعا عربة الطوابع عن صدره
متناولا تفاحه العالم
على مهل
لم ينتبه اليه أحد أيضا
حقا
انه لوقت هادئ هذا الذي يتوافق بزوغه
مع صبيحة بلا ذاكرة
وقت هادئ كذلك
هذا الذي أرقب فيه
ولدا هلاميا يعدو الى زورق بعيد
كمن شاخ في ثانية
فيما حصانه يصهل من قعر ألف عام
في المرآة
من ديوان " لا لزوم لي " 1995