-1-
مُنذ أن يبدأوا الغناءْ
تَستبدُّ بهم أرضهُم وتعاليمُها.
منذ أن يفتحوا الطريق الى حبّهم,
تَقْتَفِيهِمْ كلابُ الحراسةِ من غرفٍ في السماء.
-2-
ذئبُ ليلٍ طويلٍ
يخرج الآن من مقلتيه:
المزامير في غابةِ الفجرِ مكسورة
-3-
برؤوس المجانين, أو ببلاطٍ تمد عليه
موائد أحلامهِم,
يبدأ القرن تاريخه.
-4-
نقشتْ فوق جذعٍ من الريح أسماءَ عُشاقِها,
لم أكن بينهم -
كنت ميراثَهمْ.
-5-
رجموا وردةً -
كان بين الحجارِ التي سحقَتْها
رأسُ قاضٍ قتيلٍ
لم يَشأْ أن يُجَرِّم أو أن يُحَرِّمَ
بُستانها.
-6-
لست أولَ مَنْ قال:
باب الخروجِ الى الأرض تفاحةٌ.
-7-
دائماً, تخرجُ النبواتُ
من حزنِ قيثارةٍ.
-8-
أتذكَّرُ أنَّ الطريق الى ليلِ حبّي
لم يكن نجمةً.
-9-
لستُ أول مَنْ قال: لا مُلْكَ للشعرِ. أيّامه
مِن ضياعٍ ونفيٍ. وكرسيه
جِراح.
-10-
جاءَه الضوء والظلُّ مِن فتنةٍ ومِنْ حكمةٍ:
لُجَجٌ من ضَلالٍ قديم
ومن قلقٍ والتباسٍ,
تتصارعُ في نفسه.
وشرايينه
درجٌ في جحيمٍ.
-11-
موقنٌ أنّ جِسْميَ في شبه غيبوبةٍ
ملءَ غاباته المُقْفِرَةْ
يتنوَّر أشْلاءَ حبي: تقاطيعه,
وانفجاراتِه,
وَرُؤاهُ.
يتنوّرُ أعشابَهُ المُسْكِرَهْ.
-12-
لستُ أول مَنْ قال:
بيني وبين الأُلوهةِ جُرْحٌ
لا شفاءٌ له.
-13-
أجَّلَ الضّوء ميعاده:
لم يجد في الطريق اليه
غير أشْلاء أبنائه.
-14-
لست أول مَنْ قال:
جِسْمُ الشّرائعِ لا روحَ فيهِ.
-15-
لم أَعُدْ أتذكّر كُرسيَّها
والشموعَ التي تنحني حوله.
لم أعد أتذكّر لونَ الفراشِ الذي ضمّنا.
نسيت عادتي حالها:
لم أعد أتذكَّرُ غيرَ اكتشافِ الطريقِ اليها -
الى بيتِها.
-16-
قاتلٌ -
يتعطرُ بالجسدِ الميتِ بين يديهِ.
-17-
(كلّ جُرْحٍ صَلاةٌ):
قال في نفسه,
يتذكر أوجاعَهُ.
مِنْ جيوب لياليهِ تَهْوي عليهِ
أنجمٌ مَيْتَةٌ.
(باطِلٌ كلُّ فَجْرٍ
لا يكونُ طريقاً الى نشوةٍ):
قال في نفسه
غارقاً في دُجُنَّةِ أوجاعهِ.
-18-
شِعرهُ مثلُ غيمٍ
يتبَخَّرُ من ذلك المحيطِ الذي رسَمتْهُ الفجيعهْ
في هواءِ الطبيعهْ.
-19-
لستُ أول مَنْ قال:
شكْلُ الخرابِ القديم حديثٌ.
-20-
غالباً,
عندما أتركُ البيتَ في أول العشاءْ
أنحني وأُحيّي
شمسَ تاريخِنا.
غالباً,
كلّما عُدْتُ في آخر اللّيل للبيتِ,
أسمع حول النّوافذ ما يُشْبهُ البُكاءْ.
(برلين, أواخر حزيران/ يونيو, 2002)
(25/7/2002 )
إقرأ أيضاً:-