1
رجل ما
امرأة ما
كانا يتنزهان قرب مستودع للحطب
يقتربان من بئر شبه مهجورة
يشمان معا رائحة ماء شبه فواحة
يحملان حبلا وحقائب شبه ملونة
وبخلسة يتسلقان الشمس .
2
هذا خريف آخر
و برد آخر في كل مكان
أنت بلا شك تعبت بما ليس فيه الكفاية من الركض ورائي دون أن أحس..
وأنا بلا شك قرأت بما فيه الكفاية عن أسماك شبه محنطة
موزعة هنا وهناك في دفتر الحسابات الشبه المنسيه.
أنت بلا شك تعبت من الحب الأول.. وأنت تفتشين عنه بين ركام الحجر
وأنا كذلك، بشك، أو بدونه..
تعبت من هذا الحب الأخير الهائل الذي يعشعش فيَّ..
هذا الخريف
سيلفنا الشعر ونحن عائدون من الخريف.
3
لأني أكتب عن قلبي المريض منذ ألف سنة
و أكشف للناس عن وجعي.. وتاريخي المليء بالحكايات الخرافية
و أكشف للناس عن الماء والخبز و العشب والحب الممكن
و لأني أكره الانتظار الطويل الطويل جداً
أمام الأشجار الطويلة جداً
لتمر بنت من بنات جيراننا الطيبين الطيبين جداً
فقد غنيت طويلاً وطويلاً جداً هذا اليوم
أمام الشمس الخافقة الخافقة قليلاً قليلاً جداً...
4
بهدوء
بهدوء أكثر
بهدوء أكثر فأكثر
سنعبر النهر قريباً
كونوا هادئين
الأحزان الصغيرة
لا تلد مجزرة كبيرة
و الجائع لا يموت هكذا بلحظة
بهدوء.. بهدوء يا أخوتي الشعراء
سنعبر النهر على ظهر الكلمات.