بحرٌ.. بجوارِ المنزلِ أجلسُ فوق شواطئهِ ليلا أكتبُ شعرًا وأغنِّي بلدًا وأناجي قمرا يومَ الجمعةِ.. قلتُ لأولادي: هيَّا نذهبُ عند البحرِ أشاحوا بالأيدي دخلوا طَقْسَ الإنترنتِ وألعابِ الفيديو طلبوا مني أن يزدادَ المصروفُ اليومي في منتصفِ الليلِ.. أعودُ وحيدا.. لا يفتحُ لي أولادي تركوا أنوارَ البيتِ مُضَاءةْ والتلفازَ يحدثهم عن رقصاتِ الفجر الولهى أولادي: لا يأتمرون بأمري قلتُ لهم: إن فواتيرَ النورِ تشكِّلُ عبئًا ماليًّا لا يأتمرون بأمري يا بحري.. هُمْ.. لا يأتمرون بأمري
بجوارِ المنزلِ شجرةْ.. قطعوا منها فرعا ذهبوا عند البحر رموه إلى الأمواجِ وعادوا بالزَّبدِ الضاحكِ أولادي.. آهٍ من أولادي حبَّةُ عيني.. فَلْذَةُ كبدي.. نهرٌ في قلبي.. أمشي.. لا يمشون معي.. أقرأُ في التاريخِ.. فلا يقفون على شيءٍ
كيف تصيرُ بلادي.. أولادي.مُها بعدَ عقودٍ... أولادي ..؟ أولادي.. تركوا البيتَ وذهبوا للبحرْ ومكثتُ أنا .. مَعَ شَاشَاتِ الإنترنت أبحثُ عن معلوماتٍ بَحَرِيَّة كان النورسُ يبكي فوق الرملِ الأبيض كبَّرتُ النورسَ أضعافا.. نقرَ الشاشةَ بالمنقارِ الفضيّ فانسكبَ الضوءُ عليّ صرتُ شعاعًا من ليزر نظرَ النورسُ في عينيّ رفرفَ.. ثم أشارَ إلى شطآن البحر الشاطئَ.شاطئَ. يالشاطئَ.شاطئَ .. في يدهم نورسةٌ ميتةٌ.. يتسلَّون بها أصدرتُ أوامرَ إشعاعية: - أن يأتي الأولادُ إلى البيتِ على الفور
- أن يعتذروا للنورسِ عمَّا يحدث
- ويؤدوا نُسُكَ الموتِ على النورسةِ المقتولة
*** لم يعد الأولادُ إلى البيت لم أتخلصْ من سريانِ الليزرِ في جسدي والنورسُ.. طارَ إلى الغاباتِ الحجريَّة. |