متاهات الخلاص
أسمع وقعَ خلالهنَّ القدسية
لابدَّ إذن ..
أن أركضَ نحو خدعةٍ أخرى
نحو امرأةٍ أو صحراء
فمنذ القضمةِ الأولى
لاشيءَ تغير أو تحرك
الأساطيرُ تبدلُ جلدها
والأبطال يدخلون متاهاتِ الخلاصِ
وبعودون خائبين :
جلجامش إلى دلمون
أنكيدو إلى حليب امرأة
بوذا إلى شجر الروح
نيشته إلى مشفى المجانين
لوركا إلى أقمار غرناطة
بودلير إلى الأفيون
رامبو يرفضُ كل تلكَ الحلول
ويذهب للجحيم !
آه أيتها الآلهات
نظفيني من دبق الفيزياء
من جاذبية التراب
من نظرات الجنودِ
من ختمِ العبيدِ
من عبثية القصائد
من مخالبِ الموجِ
كوني كل الأساطير وأكثر
أدخليني المتاهةَ..
ولأعدْ خائباً .. كما أشتهي !
****
هاربان نحو الشمس
يهربُ من لعنة اسمهِ
لم يترك غير
رمادِ قلبهِ
ومضى نحو صقيعِ الشمسِ
يمسكُ خصر قصيدتهِ ..
ويحملُ عنها الحقيبه
لم ينتظر قطاراً قادماً
أيتها الرياحُ
خذي قدميهِ النازفتينِ
لمرجٍ أخضرَ
أخضرَ كالأسئلة
لايخشى الليلَ
لكنهُ يخشى الظلام
وخزنهُ صغيرٌ
صغيرٌ جداً
كقبور الأطفال .
***
هذا هو الشاعر
في عالمٍ رمادي
يقبعُ هذا الكائنُ الزيتي
يمسحُ قلبَ الأساطيرِ
تفورُ براكينها
يداعبُ خصرَ الأشجارِ
تدبُ النشوةُ الخضراءُ في عروقها
يغير أثاث هذا العالم
ينقل الشمسَ إلى نهد امرأة
يقول للقمر : كن غرناطياً
صديق النار
وبفرحٍ شيطاني
يكدس الكتب العتيقه
والتماثيل العتيقه
يصبُ جرحهُ عليها
يرمي بقصيدةٍ مشتعله
ليرقصَ على الحريقِ رقصتهُ الوثنية
لأنه يعرف سر النار المقدسه
حين يطعنهُ أعداؤه
يتجنبون النظر إلى عينيهِ
كي لايحترقوا
لايحبُ الآلهات , لكنَّ الآلهات تحبه
يغرينه بحليب الرقص وعسل الخلود
وحينَ يرفض قرابينهنَّ .. يغتصبن لسانه
صديق الماء
قديسٌ متمرد
يشفق على الجنود اليحملون صليبه
يساعدهم .. ويدعو لهم بالترقي
وحين يسبلٌ عينيهِ
الشوكُ انغرس في جبينه
المسامير دقت في كفيه
الرمح قد شرب من كبدهِ
يتأمل السماء : لقد أنجز العمل.. فترفق بي
إقرأ أيضاً:-