بدعوة من السيد عمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية قام عدد من المثقفين العرب المشاركين في تأسيس مركز الحوار الثقافي العربي الأوربي منتصف العام الماضي بمناقشة مشروع المشاركة العربية في معرض فرانكفورت للكتاب الذي سينظم مطلع شهر أكتوبر من هذا العام، وبعد ان سمعنا التحضيرات التي أجرتها وزارات الثقافة العربية اقترحت (من معرفة دقيقة بالمعرض ودوراته الثمان السابقة ) على الأستاذ عمرو موسى إلغاء هذه المشاركة ما لم تضع باعتبارها عدة أمور هامة، لأنها ستقدم صورة مزرية لحضارتنا وحاضرنا فما معنى ان تحضر وزارات الثقافة والإعلام العربية كتباً نعرفها جيداً وباللغة العربية في فعالية ثقافية دولية كبرى ولماذا هذا الجيش العرمرم من موظفي وزارات الثقافة الذين يحضرون وهم لا يجيدون لا الألمانية ولا الانجليزية وبالإمكان الاستغناء عنهم بالطلبة العرب في الجامعات الألمانية الذين لن يكلفوا الجانب العربي إلا بضعة يوروات قليلة وهم يتحدثون الألمانية ولن يحتاجوا الى فنادق درجة أولى ولا تذاكر سفر وبالإمكان استبدال الإداريين بعدد مضاف من المبدعين والمبدعات، كما ينبغي إضافة الى الدليل الورقي تصميم وإنتاج قرص سي دي تعريفي مختصر للثقافة العربية بالانجليزية والألمانية مع خلفية موسيقية منتقاة لعدد من الموسيقيين العرب الكبار لتشكل دافعاً للمتلقين للاحتفاظ بالقرص إضافة الى تعريفه بالموسيقى العربية على ان يوزع مجاناً، كما اقترحت اختيار كتاب عن الحضارة العربية الإسلامية لأحد المستشرقين الألمان المنصفين لتتم طباعة عدة آلاف منه توزع في المهرجان وتهدى نسخ أخرى الى سائر الجامعات والمعاهد والمدارس والمراكز الثقافية الألمانية إضافة الى عدة مقترحات أخرى تعلمتها من خبرتي عندما كانت سويسرا هي البلد الضيف قبل أربعة أعوام. وقد لاقت مقترحاتي ثناءً كبيراً من الأمين العام ومن سائر المثقفين العرب المشاركين وقد أمر الأستاذ عمرو موسى الدكتور المنجي بوسنينة مدير عام المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الذي كلف بالإشراف على المشاركة ان يضمني خبيراً الى اللجنة المشرفة وفعلاً قمت بكتابة مقترحاتي وأرسلتها بعد عودتي الى زيورخ الى مكتب السيد بوسنينة في تونس، وكنت اعلم ان هذه المقترحات لن تروق للجنة التي أعدت عدتها لمشاركة احتفالية كما بدى لي من متابعة ما يجري وأخباره في الصحف ومن الاحتجاجات الكبيرة التي تملأ الصحف العربية ومن كبار المثقفين العرب. وبما انني لست طامحاً ولا طامعاً في المشاركة فهي متاحة لي من الجانب الألماني سنوياً خصوصاُ وان الأمر لا يحتاج إلا ان اركب سيارتي لأكون في المعرض بعد ثلاث ساعات وجدت ان من واجبي ان أدق ناقوس الخطر من جديد وأطلب من السيد عمرو موسى تنفيذ سائر المقترحات التي سبق لي تقديمها للسيد بوسنينة إضافة الى تشكيل لجنة من المستشرقين والمترجمين الأكفاء لتكون جاهزة للتواجد في الجناح العربي، وحبذا لو قدمت لهم منذ الآن مستلزمات إعداد جريدة ثقافية يومية بالألمانية توزع أثناء المعرض وحبذا لو تم الاتفاق مع واحدة من كبريات الصحف الألمانية لتوزعها معها على ان تكون الجريدة ثقافية وغير دعائية أو سياسية و كذلك يمكن إصدار تقرير صحفي يومي لسائر وسائل الإعلام يتضمن مجمل الفعاليات بالألمانية والانجليزية إضافة الى العربية.
ترى هل سيسمح جيش الإداريين والسكرتيرات بتنفيذ هذه المقترحات بعد ان حزموا أمتعتهم واستعدوا لرحلة أخرى على حساب الثقافة العربية؟
عن إيلاف