بيت لحم - في وقت مرّت فيه ذكرى السنوية الثانية لرحيل الشاعر العراقي عبد الأمير جرص بهدوء، متزامنة مع رحيل مفجع لشعراء عراقيين آخرين، فقد أقام أصدقاء الشاعر عبدالأمير جرص في فلسطين أمسية استذكارية بمناسبة مرور سنتين على رحيله المبكّر في منفاه بكندا بتاريخ 14 أيار 2003. وقد أقيمت الأمسية على خشبة مسرح عناد في بيت جالا، في أجواء فنّية مزجت بين إيقاعات الإضاءة والديكور المسرحيين وبين الموسيقى والقراءات الشعرية في ارتجالية طويلة على ضوء الشموع أهديت إلى كلّها إلى روح الشاعر. وقد حضر الأمسية وشارك فيها مجموعة من الكتاب والشعراء والمسرحيين والفنانين الفلسطينيين بالإضافة إلى مشاركة عازفين من معهد ادوارد سعيد للموسيقى في عزف عدة مقطوعات، حيث قدّم العازفان محمد نجم وأحمد همّاش مقطوعات على الناي والكلارنيت والعود استوحت قصائد الشاعر الراحل التي ألقيت مع الموسيقى، بالإضافة إلى مقطوعات لأغنيات فيروزية كان الشاعر يحبّها. حيث لم يكن هناك كلمات سوى كلمات الشاعر نفسه وقصائده التي قرأها أصدقاؤه.
مدير مسرح عناد الفنان خالد المصو قال بأنه "شرف كبير لمسرح عناد أن يشارك في هذه الفعالية الخاصة بأحد أهم المبدعين العراقيين الذين رحلوا في هذه الظروف المؤلمة التي يمرّ بها العراق"، كما وشكر أصدقاء الشاعر على اختيار مسرح عناد مكاناً لهذه الاحتفالية.
من جانبه فقد قال الشاعر نجوان درويش "أن هذه الأمسية ليست بأي حال أمسية رثاء أو تأبين، إنها مجرد تحية صغيرة لشاعر وصديق، لم تتح لنا حياته القصيرة فرصة الاحتفاء به، وإننا في هذه الأمسية ضيوف على عبد الأمير جرص". كما وذكر درويش أنه يعمل الآن مع قاسم جرص شقيق الشاعر على إصدار أعماله الشعرية غير المنشورة.
هذا ويذكر أن هذه الأمسية هي الثانية في فلسطين حيث أقيمت في العام الماضي أمسية احتفت بالشاعر بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لرحيله أقامها أصدقاؤه في جامعة بيت لحم.