أعلن في 30 مارس الماضي عن بدء العمل في مشروع بيت الشعر الذي يتخذ من بيت أديب البحرين الأشهر إبراهيم العريض بمنطقة الحورة موقعا، وأطلق على البيت اسم الشاعر البحريني الكبير العريض على غرار بيت الصحافة (بيت عبدالله الزايد) وبيت الصوت (بيت محمد بن فارس). وتبلغ تكلفة المشروع حوالي 350 ألف دينارا بحرينا، ومن المتوقع أن يفتتح رسميا في يوم الشعر(31 مارس) من العام القادم 2006، وتشمل مراحل المشروع ترميم وإحياء المبنى القديم الذي تبلغ مساحته 150 مترا مربعا ليكون متحفا لحفظ مقتنيات الشاعر الراحل،
وكذلك بناء المبنى المجاور للبيت والذي تعود ملكيته إلى ابن الشاعر العريض ليضم قاعات للندوات والمحاضرات وأقسام إدارية وخدماتية. وبهذه المناسبة أقام مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث احتفالا شارك فيه عدد من المثقفين والشعراء والأدباء في البحرين كالدكتور عبدالجليل العريض و تقي البحارنة و حسن كمال و الشاعر قاسم حداد والدكتور عيسى أمين بالإضافة إلى الدكتور معجب الزهراني من المملكة العربية السعودية. وفي بداية الحفل تحدثت الشيخ مي بنت محمد آل خليفة معبرة عن اعتزازها بهذه الخطوة التي تأتي تكملة للجهود السابقة في تأسيس صروح ثقافية تجدد الحياة للتراث البحريني وتمثل بيوتا تأوي المثقفين والأدباء والمفكرين البحرينيين والعرب، ووجهت الشيخ مي الشكر للشيخة سعاد الصباح التي دعمت المشروع بشراء المبنى، وكذلك صندوق التنمية الاجتماعية والاقتصادية الذي ساهم في المشروع بشكل فعال. ومن جانبهم نوه المشاركون بالدور الكبير الذي تضطلع به الشيخ مي آل خليفة وما تساهم به لخدمة الثقافة والأدب والشعر والفكر في البحرين والوطن العربي والعالم كله، مؤكدين أن هذه الجهود الملموسة في تعزيز الصروح الثقافية باتت محط تقدير واحترام الجميع ما يستوجب من الجميع مساندتها ودعمها. وقالوا في كلمات ألقوها تباعا ان هذا المشروع الذي طالما بقي مجرد فكرة ما كان ليتحقق لولا المبادرات المخلصة والإصرار من قبل الشيخ مي حتى حولت ماكان يعتبره الشعراء والأدباء حلما إلى واقع ملموس. وأوضحوا أن المثقفين البحرينيين كانوا قد سعدوا قبلا بتأسيس مركز الشيخ إبراهيم للثقافة والبحوث، وازدادت سعادتهم عندما شهدوا بيت الصحافة الذي واصل العطاء، واليوم يواصل المركز خطواته بشكل أوسع بإنشاء بيت الشعر باسم الشاعر الكبير إبراهيم العريض الذي تزامنه خطوة أخرى هي بيت محمد بن فارس. وشدد المشاركون على الدور الذي يجب ان يقوم به الجميع من أجل دعم الجهود التي تبذلها الشيخ مي التي وفت بوعدها للمثقفين. وقالوا: إن المحرق باتت اليوم مدينة بأربعة قلوب تنبض ثقافة وفكرا وأدبا وهي: مركز الشيخ إبراهيم وبيت محمد بن فارس وبيت عبدالله الزايد وبيت إبراهيم العريض، وهي مشاريع تدعم البنية الثقافية التحتية وتمثل اتصالا ثقافيا حضاريا بدأ في السنوات الأخيرة من خلال بيوت للشعر في بعض المدن العربية، وأمل المتحدثون في ان يسهم بيت الشعر في إعادة شيئا من الثقة عند الأجيال الجديدة من الشعراء ويعوضهم ما فاتهم من فرص، لأن كل مشروع ساهمت به الشيخ مي كان مركزا للحب الثقافي قبالة العنف الذي يشهده العالم. وبدوره تحدث المهندس المعماري في دار الخليج للهندسة التي تنفذ المشروع أحمد بوجيري مبديا اعتزاز مؤسسته في المشاركة بهذا المشروع الثقافي والتراثي الذي يمثل امتدادا لذكرى أشخاص قدموا الكثير للبحرين، وحفاظا على ارث ثقافي تعتز به المملكة، وأوضح ان هذه البيوت الثقافية كبيت عبدالله الزايد وبيت محمد بن فارس وبيت إبراهيم العريض تعكس في معمارها بساطة الإنسان البحريني الذي أعطى من خلال هذه البساطة عطاء كبيرا من الثقافة والأدب والشعر، وأضاف ان المشروع سيكون أكثر من كونه بيتا ثقافيا، حيث سيضم متحفا خاصا لحفظ مقتنيات الشاعر الراحل، بالإضافة إلى صالات للمنتديات والمحاضرات والفعاليات، وكل ذلك مع الحفاظ على العمارة التقليدية بكل مفرداتها. يذكر ان بيت الشاعر إبراهيم العريض يعود إلى العشرينيات من القرن الماضي وكان يمثل واجهة بحرية آنذاك قبل أن يحيط به الزحف العمراني.