" أنا صديق العالم " هكذا كان يحلو له أن يقول عن نفسه.
حسن باقر عبد الرب المعروف عند أصدقائه باسم " حسن بوس" رحالة عماني معاصر أدمن على الجغرافيات المتعددة و الأمكنة المختلفة والأرخبيلات الفسيحة في الغرب و الشرق فالأمر عنده سيان.
تايع دراسته في القاهرة التي أحبها كثيرا و هو يعرفها حق المعرفة ، يعرف قاهرة المعز تاريخا وذاكرة و فضاءات و أمكنة و يعرف أيضا كتابها و مثقفيها. زار دولا شتــــى و أقام فيها ، في الغرب زار أمريكا ، فرنسا ، إسبانيا ، ودول أوروبا الشرقية في فترة الحرب الباردة.
في شرق آسيا زار التايوان ، واز الهند و هو بالمناسبة يتحدث اللغة الهنديـة، وزار النيبال... و هو أيضا يعرف الخليج العربي جيدا و له صداقات لا تحصى هناك.
أما بغداد ودمشق ( في بغداد كان هناك أيام الحصار الجائر) . فهوالمغرب، زئيــات و تفاصيل هاتين المدينتين العابقتين بعبق التاريخ و عبير المحبة والسلام.
في المغرب ، لا يحلو له أن يتحدث كزائر. فهو عادة يقول " أنا من أزيلا" (أصيلة) التي أحبها بحنون و عايش أناسها كواحد منهم خصوصا في المدينة القديمة التي كان يسكن احد بيوتها الصغار و النساء و الشيوخ والعوائل يعرفون حسن لأنه كان كائنا اجتماعيا بامتياز أحب الناس و بذلوه نفس الحب.
يوم الخميس 31 غشت 2006 قبل منتصف الليل بدقائق معدودة ، فارق الحياة ، لم تمهله حرارة الموت فرصة لفتح بابه الذي كان مفتوحا لكل الأحبة ليتنفس قليلا من الهواء ، مات في بيته ، لكنه لم يمت غريبا فقد بكاه كل من عرفه و بحرارة و جيرانه أقاموا له مأتما رمزيا لتودعيه الوداع الأخير.
الكتاب المغاربة، و الفنانين, و المثقفين الذين عرفوه سيشعرون لا محالة بفداحة هذا الغياب.
- و داعا صديقي حسن
- و عزائي لكل ذرة رمل كانت تعرفك في متاهات العالم و تيه الصحراء.
- و لكل نسمة هواء تنفسها صدرك الذي اتسع لكل أصدقائك في الكون.
allouch 1964@ maktoob.com
www.allouch.jeeran.com