كارل إدوارد ساجان، فلكي أميركي (9 نوفمبر 1934 إلى 20 ديسمبر 1996)، ولد في مقاطعة بروكلين في ولاية نيويورك من أصول سوفييتية، وهو من أبرز المساهمين في تبسيط علوم الفلك والفيزياء الفلكية وغيرها من العلوم الطبيعية، وله دور رائد في تعزيز البحث عن المخلوقات الذكية خارج الكرة الأرضية.
تعلم الفيزياء في جامعة شيكاغو، عام 1960 حاز لقب دكتور في علم الفلك والفيزياء الفلكية، وساهم ساجان في كل رحلة فضائية استكشافية للمنظومة الشمسية، بدءاً من رحلة أبوللو، ومروراً ببايونير، وجاليليو، وماجلان وفايكنج وفوياجير وباث فايندر.. وحقق اكتشافات مهمة، مثل تنبؤه الدقيق بدرجة حرارة سطح كوكب الزهرة، ومعرفته سر الضباب المحمر لقمر كوكب زحل «تيتان»، وكذلك تنبؤه بأن «يوربا»، أحد أكبر أقمار المشتري به محيطات مياه تحت سطحه، ما يجعله صالحاً للحياة.
نحن نعيش في مجتمعٍ يعتمد تماماً في حياته على العلم والتقنية، إلا أنَّه تمكن بطريقةٍ مدهشة من إخراج الأمر، بحيث أنَّ أحداً من أفراده لا يفهم شيئاً عن العلم أو التقنية، هذه وصفة واضحةٌ لكارثة.
***
نحن تُراث 15 مليار عام من التطور الكوني، نحن نملك الاختيار، يمكننا أن نزيد من قيمة الحياة ونتعرف على الكون الذي صنعنا، أو يمكننا أن نُبدد ميراث الـ15 مليار عام في تدمير ذاتي لا معنى له.
***
عندما ندرك مكانتنا وسط ضخامة السنين الضوئية ومرور العصور، عندما ندرك تعقيد وجمال ودقة الحياة، فإن ذلك الإحساس المتزايد الذي يجمع بين العَجَب والتواضع هو روحاني بالتأكيد، وكذلك كل عواطفنا في حضرة الفن، أو الموسيقى أو الأدب العظيم، أو الشجاعة النموذجية المتفانية كما في أفعال المهاتما غاندي، أو مارتن لوثر كينج الأصغر.
***
الفكرة القائلة إن العلم والروحانية يتنافيان مع بعضهما تسيء لكليهما.
***
بوضوح لا توجد طريقة للتراجع، نحن عالقون مع العلم شئنا أم أبينا، والأفضل لنا أن نستغله بأحسن ما يمكن، وعندما نتوصل في النهاية لتفاهم معه، ونتعرف تماماً على جماله وقوته، سنجد أننا قمنا بصفقة قوية في مصلحتنا من الناحية الروحية والعملية كذلك.
الخرافة والعلم الزائف لا يزالان يعوقان الطريق، فيقومان بإلهائنا وإمدادنا بالإجابات السهلة، ويراوغان التدقيق المشكك، يثيران الرهبة ويقللان من شأن التجربة، ليجعلانا ممارسين روتينيين ومريحين وضحايا للسذاجة كذلك.
***
إن عدم شرح العلم يبدو لي شيئاً غير منطقياً لأنك عندما تقع في الحب تنتابك رغبة في إخبار العالم كله.
***
العلم بمثابة شمعة في الظلام.
***
إذا أردنا لكوكبنا أن يكون مهماً..
هنالك أمر نستطيع فعله في هذا الصدد: أن نجعل عالمنا ذا أهمية في الكون بشجاعة أسئلتنا وعمق أجوبتنا.
***
نحن البشر، نتوق إلى أن نكون متصلين بأجدادنا وأصولنا، لذلك نقوم بعمل طقوس معينة ربما تكون خرافة، يمكن أن تجعلنا نعتقد بهذا الاتصال..
***
العلم، هو طريق آخر يمكن أن يعبر عن هذا التوق، أو الحنين، إنه يوصلنا بأجدادنا وأصولنا، وأيضا له طقوسه وأوامره ـ إن العلم ليس شيئًا كاملا، في بعض الأحيان، يتم استخدام العلم بشكل سيئ تماما، إنه أداة فقط، ولكنها الأداة الأفضل التي نملكها.
***
كل طفل يولد عالما بالفطرة وسرعان ما نقوم نحن بطمس وطرد هذا العالم من داخله..
***
من ينجحون بالتسلل عبر المنظومة محافظين على فضولهم وحماسهم للعلم هم القلائل.
***
الكتاب يا له من شيء مدهش!..
الكتاب جسم مسطح مصنوع من الشجر يتضمن أجزاء قابلة للثني مرسوم عليها العديد من الخربشات الغريبة، ولكن نظرة واحدة إلى هذا الشيء تجعلك تغوص في عقل شخص آخر قد يكون متوفياً منذ آلاف السنين..
***
قد تكون الكتابة هي أعظم اختراعات الإنسان، فهي تجمع الناس الذين لم يعرفوا بعضهم يوماً، وسكنوا عصوراً وأماكن مختلفة.
***
نحن نتاج أربعة ونصف مليار سنة من التطور التصادفي البيولوجي البطيء..
ولا يوجد سبب يدفعنا لنعتقد بأن عملية التطور قد توقفت..
***
يعد كوكب الأرض مسرحاً صغيراً جداً في ساحة كونية شاسعة..
تأمّل كلّ أنهار الدم التي أراقها الجنرالات والأباطرة، حتى يصبحوا أسياداً ولفترة وجيزة على بقعة صغيرة على هذه الأرض.
***
نحن الذين لم نتمكن بعد من تنظيم كوكبنا، تمزقنا الثقافات والكراهيّات، وننهب بيئتنا ويقتل بعضنا بعضا، وعلاوة على ذلك، فإننا كنوع كنا نعتقد حتى وقت قريب بأن الكون قد صنع لأجلنا ولفائدتنا وحدنا.
***
منذ ظهور الإنسان على مسرح الحياة، بقي في 99% من تاريخه صياداً وهائماً على وجهه، بحثاً عن طعام ومتجولاً بين السهوب.
ولم يكن هناك حرس حدود أو مسؤولو جمارك: فالحدود كانت في كل مكان، وكنا مقيّدين فقط باليابسة والمحيط والسماء، وأحياناً ببعض الجيران سيّئي الطباع.
***
الخيال سيحملنا دوماً إلى عوالم غير موجودة.
ولكن بدونه لن نذهب إلى أي مكان.
***
من أتعس دروس التاريخ: إذا كنا مخدوعين لوقت طويل، فإننا نميل إلى رفض كل دليل على أننا خدعنا.
***
إذا سلمت نفسك للساحر، فإنك، على الأرجح، لن تستطيع التخلص منه أبداً.
***
تأتي لفظة روح (spirit) من الكلمة اللاتينية «أن تتنفس». ما نتنفسه هو الهواء، وهو مادة بالتأكيد رغم خفته، وبخلاف العُرف المناقض لذلك، فلا يوجد تضمين حتمي في كلمة «روحاني» أننا نتحدث عن شيء يخالف المادة (بما في ذلك المادة التي يتكون منها المخ)، أوعن أي شيء آخر خارج مملكة العلم.
فالعلم ليس فقط متسقاً مع الروحانية، بل هو مصدر عميق للروحانية.
الاتحاد- 11-12-2014