ولنا زمن يبرر احتمال القصيدة للفكر الشقي، كل كتابة مارقة على خطاب الآباء هي كتابة هدامة غير منشغلة على تأسيس نموذج بعينه كتابة مفتوحة على المجانسة,
* كل فئة أو مجموعة مهما كبر شأنها مصيرها الشعور بضيق الهوية
* لم أكتب نصاً اريروتيكياً يشعر فيه غيري, دونت كيف يفكر جسدي
* اغلب الهجرات التركمانية جاءت عبر عنتاب وفيما بعد هاجرت إلى تخوم دول عربية
* صباح الخراط زوين تناولت تجربتي بشيء من "الميزاجونية" يمكنني الانحياز للشاعر عباس بيضون ودراسة لمصطفى الحسناوي
في مجمل نتاجات الشاعر أحمد محمد سليمان والتي تتبدى منذ كتابه الأول "غنائية الموتى فوق هامش الممالك" حتى كتابه الأخير "أتشكل" ومابينهما "خدر السهو" و"الحفيد السري" و"زهور النار" يشق درباً خاصةً، راسماً من خلال هذا الدرب ملامح له هو، محاولاً التخلص من أوشاب سواه، لكن هذا الترّسم الخاص ينبني على إيغاله اللامحدود في الكتابة المنفلتة من كل عقال، وغير المتقيدة بجماليات النص الشعري أياً تكن هذه الجماليات، وأياً يكن هذا التقييد.
إن حالات التجريب القصوى التي يترسمها أحمد سليمان لا تنتج في المحصلة النهائية سوى الكيف الشعري، سوى حالات جمالية منبتة عن شرشها الأس.
أحمد محمد سليمان في كتبه الخمس فيما يكتبه يذهب إلى أقصى حدود التجريب ، لكنه مازال ضمن مرحلة التشكل والاختبار كم يزعم وعدم استقرار ، مرحلة حاول أن يعبر عنها لا من خلال النصوص التي كتبها فحسب إنما من خلال مشروعه الثقافي الذي أطلقه من بيروت المتمثل في تأسيسـه لدار نشر تـسمى "الآن ومجلة أدبية غير دورية اسمها "كراس". هنا مقاربة على الضد من كتابة أحمد سليمان.
س: في تقديمك لديوانك الشعري الأول " غنائية الموتى فوق هامش الممالك " قلت" … حاولت بقدر المستطاع تحميل هذا النص قضايا هاجسية من أصغر الصغائر إلى أكبرها.. " هل لديك مفهوم للنص يختلف عن مفهوم القصيدة، الشعر؟ وهل يتحمل النص قضايا هاجسية، هل يتحمل بالأصل قضايا أية قضايا؟
- مفهوم النص، على مسافة بعيدة وقريبة عن مفهوم القصيدة، بمعنى ما النص يحاول علاقة اللاعلاقة، بالتالي نجده حاضن لعدد من الأجناس الكتابية، بوسعك صياغة النص على عدة مستويات، لكن ما يجعله موازياً للقصيدة والشعر، حين ينبني النص على قافية محددة، في الحالة لم يعد يحتوي النص على فكرة المجانسة الأدبية وبالتالي يبدو قصيدة أو نثراً موزوناً ربما، أمّا أن تسأل عن احتمال النص لقضايا هاجسية، مبدئياً نقول.. لا يمكنك كتابة قصيدة بالأفكار، كما يرى مالارميه، طبعاً هذا الأمر قبل عقود خلت، لكن مشكلات الإنسان ذاهبة في زمنها ولنا مليون زمن ومعنى يبرران احتمال القصيدة للفكر خصوصاً الفكر الشقي، لنقل بأننا ندعو إلى اختراق حرمة الوعي وتحريفه عن أنظمة الثبات.
*لكنك تقول أنك "كاتب يتمرن على هموم غير مشروعة " ص 2 من "غنائية الموتى.." ـما مقاربة هذا التمرين الكتابي مع التجريب ؟
-أقول عن أفعال غير مشروعة حقيقة هي كذلك بمعنى ما كاتب يخرج بمواجهة نمط أو محددات تفرضها شروط السائد بأقانيمه المختلفة، أمّا عن التمرين الكتابي وعلاقته بالتجريب، بدون تردد أضيف كل كتابة مارقة على خطاب الآباء هي كتابة هدامة، كتابة غير مكترثة، قلقة، غير منشغلة على تأسيس نموذج بعينه، لا بل أنها تدمر نموذجها بانتظام، هي كذلك كتابة مفتوحة على المجانسة واختصار سوء الفهم الذي يحاط بها.
تالياً سوف تلاحظ التجريب وأنساقه على خطى واحدة مع ما ندعوه بالتمرين.
مع العلم أن التجريب حتى يومنا هذا لم يُؤَسس بشكل واضح، لكن يمكنك تبينّه عند قراءة كل نص مارق وخارج على النظم والقوانين النصيّة، فهو الآخر تمرين غير منشغل بالتأسيس بقدر ما ينزع إلى التفكيك لحرمة الوعي المستقر لأن الاستقرار يجعل الهامش أساسياً، باختصار ما يهمني بذلك الهامش، الهامش حسب رؤيتي هو المتن لأنه المحرض على تدمير الحيف الذي يطال الأصوات الجريئة في الإبداع الثقافي والفكري والسياسي.
*تصر كثيراً على الأرومة التركمانية لكتاباتك وهذا واضح في ثنايا أيٍّ من كتبك الخمس حتى الآن، تقول مثلاً في "الحفيد السري". "خارج الأستانة أكون واقع بمعضلة المكان والوقت السائب دون جدوى" ص 25 .
- صحيح، وبلا تردد أقول، لم اكتب نصاً باللغة التركمانية، (وهي لغة العائلة) لكن لا يمكنك القفز على التربية النفسية والذهنية، كأن نقول للأرمني أو الكردي أ والشركسي لماذا تتحدث عن مأساتك؟ أو لنعكس السؤال ونجعل المواطن العربي في منطقة معينة من العالم الغربي يعيش عراكاً حياتياً ويُطلب منه ألا يعبر عن حجم مأساته وألا يتحدث بلغته مثلاً، الأمر بالنسبة لي على هذا النحو, ذلك أن في هذه المنطقة من العالم، خصوصاً الذين يعيشون في مناطق الجنوب ( الجنوب بما أنه يرمز إلى الفقر والشمال إلى الرفاه )، نقول أن جزءاً من شعوب المنطقة يجري التعتيم على مشكلاتها الأقوامية، لا بل نلاحظ سكوت فاضح وطمس لثقافتها ووعيها وطموحاتها في الحياة، فهل تطلب من كاتب يعيش هذا الحجم من الإقصاء ألاّ يقع بمعضلة المكان وهو أصلاً معتمٌّ عليه وعلى وعيه؟
في هذا الصدد تجيز الإشارة إلى التاريخ المكتوب وفق شكل غير إنساني بالتالي فهو فاضح ومليء بالعصبية وغير دقيق لأنه كتابة السلطة السياسية ولم تكن كتابة وعي معرفي من قبل باحثين في هذا الشأن على أية حال لست منغرق بتفكيك التاريخ وليست هذه مهمتي، أن ذلك من شأن البحاثة والمختصين بالإثنيات ولست على غرارهم.
* تناولت الإيروسية في قصيدتك التاج المنهزم من ديوان "الحفيد السري" وتبدو هذه المقاربة الإيروسية سليلة ترجمات للشعر الأوربي، منبتة عن أسها المشرقي الحافل كما في ألف ليلة وليلة وغيرها بالإيروسية الفنية. هل تعتبر التمسك بأهداب الحداثة يدخلنا إلى عتبة العصر الراهن؟ أم استلهام ونهل النصوص المحرمة في تراثنا العربي منطلقاً لوعي أكثر أصالة وحداثة ولغة، من أي وافد أو مترجم وسيط؟
- لا أدري لماذا هذا الربط المباشر بين نصوص الإيروتيك المكتوبة في الشرق، وبين ترجمات الشعر الأوربي، فهل ثمة فصل بين تفكير الجسد في الشرق أو في الغرب.
ما تدعوه أنت بالسلالة الأوربية أنا أرفضه، ولست مع أن تصنف الحواس البشرية إلى قبائل أو إثنيات، فالجسد جسد، أيّاً كان مكانه، في ألف ليلة وليلة، أو عند مارغريت دوراس وشخوص روايتها "العشيق".
لم أكتب نصاً ايروتيكياً يشعر فيه غيري، كل ما في الأمر أنني دونت كيف يفكر جسدي لا أجساد الآخرين. هذا ما نشر في "الحفيد السري" وليد تجربة عشتها في مرسين التركية.
* كانت إحدى ممارسات السريالية الكتابة عن التنويم والتخدير، تقول أنت في ديوانك"أتشكل" أسبرين/ كان يطلب وأبي يحاول أن يقنعه بمفعولها / أسبرين .. فهي غالية الثمن بعد أن يقنعه بمفعولها ص18 وعندما نزلت مصح غول باش في مرسين التركية تناولت مهدئاً اسمه TRANEXEN ووصفته بأنه يبطح الجمل بما فيه ص 7 ثم تعرّج على تناول قطعة من حشيش الكيف .. إلخ.. هل تعتبر هذه الكتابة كما "الأواني المستطرقة" للسريالية في كتاب شهير لأندريه بروتون معادلاً ما بين الواقع والحلم تماماً كما الأواني المستطرقة؟
- أعود إلى فكرتي الأولى، لست بصدد تقديم نموذج شرقي أو غربي، ولست مع كتابة موازية للأسلاف، أنا أكتب فحسب، يمكنك تسمية ذلك كما تشاء، لا تبحث بالمصادر الغربية عن تجربتي الحياتية، فأنا كما تعلم كتبت "الحفيد السري" في مكان تنوء فيه المسافة بين الوعي والشعور بالإحساس موتاً. ماذا تنتظر من كائن فقد وعيه لأيام عدة سوى كتابة ما قرأته من نصوص تمازج بين حالة العياء، واستعادة الإحساس بالزمن والذاكرة تاليا استعادة الوعي والحياة برمتها، ليس هروباً من محرضات أدبية تأسس عليها وعيي مثل الدادائية والسريالية وكتّاب الحداثة والتنوير في الغرب الأوربي.
* يبدو أن قضية المكان لديك هي قضية كبرى باعتبارها قضية انتماء وهوية ما مفهوم الغريب لديك لها خاصة أنه مفهوم ملحاح من أول إطلالتك الكتابية؟
- بخصوص الهوية أجيب مباشرة وبلا نزوع مسبّق، حيث كل فئة أو مجموعة مهما كبر شأنها في الكون، مصيرها الشعور بضيق الهوية، وهنا لست أروج نزعة إثنية لأن موضوعي وقلقي بالأساس وجودي، فلسفي، شعري، كتابي.
نعم أشعر في مكان ما من العالم، ربما سويسرا بلد الديمقراطيات، أشعر فيها بضيق الهوية، لسبب بسيط لأنها ليست بلادي، وليست المكان الذي تشكل فيه وعيي، كما تعلم أنا من أبويْن تركمانيين، عائلتي في البيت يتحدثون بلغة أخرى، إذن ثقافتي ووعيي الشفوي تأسس على تخوم تركمانية بمعنى ما، حتى الشارع الذي يفترض أن أجد فيه أبناء جلدتي، أجدهم يتحدثون بلغات مختلفة أرمنية، شركسية، كردية , التركمانية وهي لغتي، على أية حال يمكنك القول إنني أحلم حياتي ولم أعشها، أعيش خارج نفسي فحسب.
* رغم تجوالك في أماكن كثيرة في أرجاء الكون في نصوصك، لكن المقاربات الحميمية المكانية الحقّة مثلاً تتجلى في مزار "أويس القرني"، "قصر البنات" الرقة وسورها الأثري؟ عوداً على مقولة المكان والغريب؟
- لدي هاجس، هو الأساس المبني عليه أغلب نصوصي، فكرة الغريب، ترمز إلى الجانب الخفي من حيوات متشعبة، فلا غرابة، كل كائن منّا لديه غريب يستوطنه منذ بكرة أبيه، من جهتي أجد الغريب كمن يبحث عن زمن فقده، كائن يتجول بيننا في ذات الوقت هو غائب، ليكن إذن البحث عن مفقودٍ حاضر بيننا، بعد أن قوضته قوىً مستبدة ورمته في البعيد.
أعني أيضاً هو الكائن الذي يعاني من ذهول وطيش لاذ بالفرار من مجتمع حقق عليه انتصارات زائفة.
أيضاً يمكنك القول هو نديم الكوابيس والمنامات فضلاً عن أحلام لئلا تدفعه قوى التأخر للانتحار.
ماذا تود أن تعرفه أيضاً فأنت شاعر ولك "غرنوق" يعيش في حنايا نفسك، أنت مثلاً توقع بعض قصائدك بالإضافة لاسم عبد اللطيف خطاب يكون هناك اسم آخر ألا وهو " الغرنوق الدنف" إذن فهو بالنسبة لك على خلافي لان هذا الأمر له دلالات أخرى عندي لأنني أعيش في مناخ لغوي وعائلي واثني مختلف.
أما أن تبحث عن الأمكنة في نصوصي ذلك ما أجده في المسافة العدمية بين كاتب النص وحياته المفترضة في مجتمع متمدن وآخر في جحيم أكيد، كيف هو الحال إذن؟ هل أحيلك إلى أمكنة متشظية تشبه حياتي التي تعيش في البعيد؟ أم إلى حياتي التي أحلمها ولم أعشها؟
أسئلة كثيرة تحيلني إلى مشهد ملتبس، فيبدو المكان أمامي جلياً وأمامك ربما هو مكان آخر ينزع إلى التحرر من تلك القوى القاهرة.
أقول ثمة نزعة عند الغريب، نزعة للجسد، كأن هذا الكائن يفكر بصوت عالٍ فيبدو الجسد مكانه الآمن ، مكاناً حيوياً من أجل تصويب ليل المعاني، ربما الغريب في نزوعه هذا يحاول إقصاء الرُّهَاب النفسي والمعنوي.
* تذكر عنتاب كثيراً في نصوصك "دونا ما خبرت مدينة تشبه عنتاب ص 12 من كتابك "أتشكل" ذاكرة أمنا دونا في عنتاب ص13 من "أتشكل" كما أبي يوزع عبير المسك في عنتاب "ص57 من "أتشكل" وذكرتها في كل كتبك تقريباً. هل هناك علاقة ما بين الأم وعنتاب شعرياً؟
- نعم هناك علاقة قديمة، إن أغلب الهجرات التركمانية جاءت عبر عنتاب واستوطنت هناك، وفيما بعد هاجرت إلى تخوم دول عربية مختلفة، فالأم التي ورد اسمها "دون" هي أمي، أذكرها للدلالة الرمزية، وليس للعصبية اللغوية كما تعلم نحن شعب ينتمي إلى الحكاية الشفوية، وعلاقتنا بالمكان كالطائر المهاجر من سماء لأخرى، وإلا ما سرّ أن تكون لنا بلاد اسمها تركمانيا ولا نفكر بالعودة إليها، وأبناء جلدتنا يعيشون بشكل منكفئ والكثير منهم مازالوا لا يتقنون اللغة العربية، وجلّ ما يفكرون به هو عدم اعتراض الآخرين لتقاليدهم ووعيهم الشفوي، يمكنك مجالسة كبار التركمان المسنين والاستماع لأحاديثهم، بذلك تخال أنك أمام كتاب أهملهم الزمن.
* في العدد السابع من مجلة " الحركة الشعرية " يصف الشاعر زهير غانم كتابتك بأنها (مقاربات لحيوات شاغرات، ومطارحات لميتات عديدة) غير أنه لا يفضل الإنزياح الشعري واللغوي، أقول: وما الكتابة إن لم تكن إنزياحاً عن دلالاتها الوقائعية، ما موقفك من نقادك؟
- أتفق مع كل فكرة ترمي للخروج على السائد، مع بعض الاستثناءات الضئيلة في المختبر الثقافي العربي نلاحظ ثمة استقراراً غير صحي، ذلك أن الاستقرار في واقع ثقافي نذير أدلجة بينما الإبداع حر متجدد وفردي.
إذا كان لابد من الحديث عن نقاد تناولوا تجربتي يمكنني الانحياز للشاعر عباس بيضون، وما كتبه سنة 1996 في مجلة "الوسط" عن كتابي "خدر السهو"، وفي المغرب ثمة دراسة للكاتب مصطفى الحسناوي نشرها في صحيفة "القدس العربي" أيضاً عن الكتاب المذكور عدا ذلك كله لا يتعدى عن صيغ إعلامية مختلفة عادة ما تترافق مع صدور أي كتاب جديد.
فالشاعرة "صباح الخراط زوين" تناولت تجربتي في صحيفة "النهار" بشيء من "الميزاجونية"، (أي بمنطق الرجل الذي يكره النساء وهي ذات عصبية واضحة) وبعد شهر تقريباً حين رأيتها سألتها عن التجني وسره الخفي أجابت حرفياً "ليس كل ما يكتب في الصحافة يكون موقفاً ثابتاً وعلى أية حال فهو كأي مقال يمكنك الرد عليه بذات اللهجة إذا أردت " أجبتها: "لن أفعل لأنها نوايا غير نقدية" وصادف في أثناء حديثنا وجود الشاعر العماني سيف الرحبي وقهقه مَلْيّاً، وكذا أنا وفعلت مثلنا هي الأخرى، كما لو أن الأمر يحتاج لمزاج ضاحك، وهكذا أضحك، بقسوة أضحك. وأدعوك للضحك أيضاً.
* تعمل على مشروع فكري يمثل هاجساً لدى معظم المثقفين في الوطن العربي، من خلال مركز "الآن"، وسابقاً مجلة "كراس"، بين لبنان والمغرب؟ هل هذا المشروع أحد الأحلام الكبرى؟
- تقول "المشروع" وكلمة مشروع تستوقفني كثيراً ويا ليت أن تتحول هذه الكلمة إلى فعل دائم، وألاّ يتحول الأمر إلى مجرد تمنيات وأحلام، ومساحات بيضاء في فضاء الثقافة والفكر.
من جهتي ما زلت في طور الإعداد، وأن بدأت منذ سنوات، تجربتي مع مجلة "كراس" رافقتها إحباطات مختلفة بالتالي توقفها نهائياً بعد أن تواصلت مع أكثر من ثلاثمائة صوت إبداعي من جنسيات عربية مختلفة.
بدأت مشروع الآن بـ "سلسلة الألف الثالث " مخطوطات فكرية وأدبية تواجه واقعاً ثقافياً عربياً ميؤوساً منه، وهذه المخطوطات كلّها قيد الإنجاز، سبق أن أصدرت قسماً منها بدءاً من العام 2000 وبعضها بانتظار تمويلات جزئية، من قبل أفراد لهم تجارب إبداعية تهمهم استمرار الهوامش والمختبرات الثقافية.
إضافة إلى تأسيس موقع على شبكة الإنترنت أنشر فيه عدد من الموضوعات المرتبطة بقضايا القرن الحادي والعشرين في الأدب والفكر والسياسة.
إلى جانب نشر جزء من عمل موسوعي عربي أتناول من خلاله تجارب كتاب وشعراء ومساهمات تقارب المائة مثقف وما يوازي هذا العدد مساهمات وفكرية تحت عنوان "جدل الآن - إلى الألفية الثالثة في الانتقاد الفكري والسياسي وعن قضايا الديمقراطية والقمع والاستلاب وعلاقة المثقف بالسلطة ."هو مسار أول لاختراق الأسئلة واليقينيات كما أسلفت في بداية حديثي كلها مشروعات آمل أن تتحول إلى فعل اختلافي ووعي معرفي غير مُعرّف من سلطة أبوية، ربما بات السائد في الثقافة بحاجة إلى مصحّات تصوب مشروعها وتقلب الدفة إلى الآن في الوعي والاختلاف والحرية.
إيلاف- الخميس 20 مايو 2004 06:50