تتميز شخصية بيلي كولينز بميل الى الدعابة التي تصف حتى شعره، وهو يعتبر الدعابة مثابة (بوابة تفضي الى الجدي). وقد وصف الروائي الشهير جون أبدايك كتابة كولينز قائلا: (يكتب بيلي كولينز قصائد جميلة... شفافة، رقيقة الإدهاش، وأكثر جدية مما قد يتراءى للقارئ. ويبدو أنها تتناول كل العوالم الحاضرة والماضية الى جانب عوالم أخرى).
لأمير شعراء أميركا هذا، الذي بدأ بنشر عمله الأول في أربعينيات عمره، والمتزوج من مهندسة معمارية، دواوين عدة من بينها: (قصائد فيديو)، (وجه كتوم)، (أسئلة عن الملائكة)، (فن الغرق)، (التفاحة التي أدهشت باريس)، (الإقلاع)، (ملابس إميلي ديكنسون)، (نزهة)، (البرق)، و(مبحراً في أرجاء الغرفة). وقد كسرت مبيعات دواوينه الثلاثة الأخيرة كل الأرقام القياسية.
في العدد الذي وصل أخيرا الى بيروت من فصلية (باريس ريفيو) الأميركية، حوار مع كولينز، أجراه جورج بليمبتون، امتد على متن 35 صفحة. وفي ما يلي ثبت لأهم ما ورد في هذا الحوار، مع الإشارة الى أن كولينز هو ضد شعر المناسبات أو مدح الرؤساء كما فعل الشاعر برودسكي من قبل في مدح كلينتون.
* هلا حدثتنا عن كيفية ولادة القصيدة لديك؟
ثمة الكثير من الانتظار الى أن يحدث شيء ما. بعض الشعراء أمثال ديفيد ليهمان ووليم ستافورد يتبعون إيقاعا معينا مفاده كتابة قصيدة يوميا، انطلاقا من قول كاتالاس (يجب ألا يمر يوم دون كتابة بيت شعر). لكن واقع الحال أن معظم الشعراء لا يكتبون قصيدة يوميا. الأمر بالنسبة لي يحدث على فترات متباعدة. انه ينطوي على الكثير من الانتظار، أو ما يشبه السهاد. أعتقد ما يجعل القصيدة تنطلق بزخم هو البيت الأول. قد يحضرني أحيانا البيت الأول، لكن دون أن يؤدي ذلك الى أبعد. بيد انه بمقدوري أحيانا أخرى، وهذا أمر ينميه المرء، معرفة ما إذا كان بيت افتتاحي بعينه يريد إكمال الدرب أم لا. إذا حدث هذا، أشعر بحالة زخم، بمعنى أن القصيدة تجد سببا للتكملة. البيت الأول هو (الحمض النووي للقصيدة)، ومنه تصاغ بقيتها. وللأمر علاقة كبيرة بنبرة أو أسلوب التعبير، لأن هذا الأخير ينطوي على التوقيع الخاص بالقصيدة. سابقا كان عنصر الثقة بالنسبة للقارئ يتحدد في البحر والقوافي. أما الآن، ما يؤسس سلطة الشاعر هو تلك النبرة الأسلوبية. تعمل الأبيات الأولى على استيلاد المزيد من الأبيات. ومثل معظم الشعراء، لا أدري حين أكتب الى أين أتجه، فالقلم يغدو وسيلة استكشاف بدلاً من أن يكون مجرد أداة لتسجيل فكرة ما. إذا كتبت رسالة استقالة، أو وضعت (أجندا) لأيامك، فأنت تستخدم القلم لتسجيل ما فكرت به. في القصيدة يغدو القلم أشبه بنور كشاف. أنت تحاول اكتشاف شيء لا تعرف إن كان موجودا، ربما شيء له قيمة.
* ما الذي يوحي لك بالبيت الأول؟ أشيء تراه؟ أفكرة عابرة، أو بيت من عمل شاعر آخر؟
يمكن أن يتولد ذلك من تأثيرات بعيدة، لكني أظن أيضا أن البيت يتأتى من التحادث مع نفسك. الأمر أشبه بالإصغاء الى ذلك الحطام الذي يطوف عائما في رأسك طوال الوقت أجل، أشباه جمل تندفع أو تطل برأسها أحيانا أثناء حديثك مع نفسك. أضيف انني أحاول أن أبدأ القصيدة بشكل محادثة. تبدأ القصائد، بالنسبة لي، وكأنها انشغال اجتماعي. أريد إرساء نوع من الحالة الاجتماعية أو حتى الضيافة في بداية القصيدة. ومن هنا، فإن العنوان والأبيات الأولى هي بمثابة سجادة ترحيب أدعو القارئ عبرها الى الدخول. ما أفعله لاحقا مع القارئ قد يكون أكثر تعقيدا، لكن بداية القصيدة عندي هي تقنية اغوائية، وسيلة لإقامة نوع من ارتباط أساسي. بعدها آمل أن تتقدم القصيدة قليلا عليّ وعلى القارئ، بمعنى أن تتجاوزنا.
* ماذا عن المراجعة؟
أحاول الكتابة بسرعة كبيرة. لا أراجع كثيرا. أكتب القصيدة في جلسة واحدة. أدعها تشق دربها، وغالبا ما تنتهي في عشرين الى أربعين دقيقة. أعود لاحقا وأتعامل مع كلمة أو اثنتين، أو أبدل بيتا لسبب عروضي بعد أسابيع، لكني أحرص على أن تكون القصيدة جاهزة حال كتابتي لها. تتميز معظم هذه القصائد بنوع من الزخم البلاغي. إذا لم ينبلج كل شيء في الحال، فلن يبزغ أبدا بعد ذلك. والحال هذه تراني أطرح جانبا شيئا لا ينطوي على زخم.
* تقصد أنك قد ترمي أو تنبذ بيتا لا يتحول الى قصيدة؟
يقول الناس (لا ترمِ أي شيء). وهذا أمر ينصح به في مشاغل الكتابة. ويضيفون، في تلك المشاغل (احرص على الاحتفاظ بكل شيء. قد تستعمله في قصيدة أخرى). من جهتي، لا أؤمن بهذا، بل أقول (تخلص منه). ففي حال دخلت في جو كتابة قصيدة أخرى، حينها ستكون الاستفادة من ذاك البيت الموضوع جانبا مثابة عملية (إلصاق). لن يكون جزءاً من الكل العضوي، من (التشي)، العمود الفقري للقصيدة، الطريقة التي تغدو فيها القصيدة حركة واحدة مستمرة.
*ما هي الكلمة التي استعملتها؟
(تشي). أعتقد أنها تستعمل في (الفينغ تشي). إنها المعنى الصيني للطاقة التي تجري عبر الأشياء. والقصائد التي تفتقر الى ذلك تبدو موصولة ببعضها بشكل ميكانيكي. وأود أن ألفت الانتباه الى أن المراجعة يمكن أن تطحن نتاجا أوليا جيدا وتحوّله الى ما يشبه المسحوق المماثل الذرات. بالطبع التمييز بين المراجعة والكتابة ينطوي على نوع من التعسف، لأنني حين أكتب فمن نافل القول انني أراجع. وحين أراجع فأنا أكتب، أليس كذلك؟ تروقني فكرة وليم ماثيوز حين يقول أن المراجعة لا تشكّل عملية التنظيف بعد إقامة الحفلة، بل هي الحفلة بذاتها! هذه هي المتعة، وضع أفضل الكلمات في أفضل ترتيب أو إيقاع من البداية.
* نشرت بعض القصائد في مجلة (الرولينغ ستون)؟
نشرت العديد من القصائد في الصفحات الخلفية لهذه المجلة. قصائد قصيرة تتألف من أربعة الى ستة أبيات، محشورة بين مراجعات خاصة بأسطوانات الروك. كانت أشبه بقصائد مدخّن حشيش. بالطبع (الرولينغ ستون) ليست بالمجلة الأدبية، لكن لها جمهورا كبيرا من القراء، وكنت أقبض حوالي 35 دولارا مقابل القصيدة، هذا حدث في بداية سبعينات القرن العشرين. اعتدت كتابة قصائد قصيرة جدا في تلك الأيام إيمانا مني بأن كتابة الشعر أشبه بإطفاء شموع عيد الميلاد، بمعنى أن عليك إنجاز الأمر بنفخة أو نفس واحد. ولقد استلزمني الأمر مدة قبل أن أهتدي الى كيفية كتابة قصيدة أطول. تعلمت كيف أوسع القصيدة بعد أن أدخلت إليها المزيد من حياتي. كنت سابقا أبقي ذاتي على مسافة، ناظما قصائد على طلاق مع حياتي الحقيقية. لا أدري كيف أو لماذا وصلت الى النقطة التي أدخلت فيها حياتي الى شعري.
أما المجلة التي أثرت حقا بشعري فهي (شعر). كانت ترسل الى المكتب الذي يعمل فيه والدي في (وال ستريت). لست متأكدا من كان يرسل في أثرها، وأذكر أن أحدا في المكتب لم يكن يقرأها. أعتقد أن مدير الشركة كان من الذين يحبون فعل الخير، فحرر ذات يوم شيكا، ومن يومها لم تنقطع المجلة عن الورود.
عرف والدي مدى اهتمامي بالشعر، فراح يشتري لي هذه المجلة كل شهر. تلك المرة الأولى التي سمعت فيها بأصوات شعرية معاصرة. والى أن حصلت على مجلة (شعر)، لم أكن خلال دراستي الثانوية قد اطلعت سوى على (شعر مدرسي) من مثل قصائد لوغفيلو وويتيار. أما في مجلة (شعر) فقد شعرت بأن الشعراء المعاصرين يتحدثون أمامي، وبدوا لي غير مضغوطين في قول ما يريدونه، وهذا ما ربطني بجو الشعر الحديث ونبرته، مهما يكن، في الثامنة عشرة أرسلت بعض القصائد الى مجلة (شعر)، فجاءتني رسالة رد من هنري راغو يدعوني فيها الى عدم إرسال المزيد من القصائد، ولكن أوصاني بالاستمرار في الكتابة، هذا جعلني أقع في ما يشبه الظلمة، واعتقدت انه لربما يستلم كل شخص رسالة كهذه. بيد أن المرة الثانية التي أرسلت فيها شيئا الى مجلة (شعر) كانت بعد حوالي 25 سنة. ففي عام 1987 أرسلت قصائد الى جوزيف باريزي، فاختار بعضها، ومنذ ذلك الوقت وهو يستلم مني القصائد.
* وماذا كنت تفعل خلال تلك السنوات الخمس والعشرين؟
كنت أثابر على الكتابة، لكن بشكل رديء لوقوعي تحت تأثير أقلام متباينة. أحب أن أستدرك انه لا يمكن لك أن تتأثر بشكل سيئ طالما أن ذلك يحثك على الكتابة. يقول بورخيس، (كنت شابا يافعا، لذا كان عليّ بالطبع أن أخفي شخصيتي). وقد أخفيت نفسي مرة بشخصية وأسلوب لورانس فيرلينغتي، ومن ثم بأسلوب والاس ستيفنز وكذلك هارت كراين. قصدت الجامعة وحصلت على درجة الدكتوراه، وبدأت العمل كأستاذ جامعي. تدريجيا راح الشاعر ينبلج في داخلي. كنت تحت تأثير اعتقاد حداثي خاطئ مؤداه وجود علاقة وثيقة بين قيمة الشعر وصعوبته، لذا كتبت الكثير من الشعر الذي لا يُفهم.
* إذا شئت صياغة شاعر، ما المزايا التي تضفيها عليه؟
أولا، شعورا بالتنبّه. ثم الرغبة بالتحويم حول اللغة. إذا ما بحثت عن كلمة في المعجم وبقيت بعد ذلك عشرين دقيقة تحوم باحثا في المعجم، الأرجح حينها انك تمتلك الأداة الأساسية التي تحتاجها لتكون شاعرا. الأمر إذن ينحصر هنا في حب نسيج اللغة. أعتقد ثمة شيء آخر، نوع من الموقف موقف عدم التعوّد على أن تكون على قيد الحياة، بمعنى عدم النظر الى حياتك، بل استمرارك في الحياة، على انه أمر مفروغ منه.
ثمة عصب عميق من العرفان بالجميل يسري عبر الكثير من الشعر. وهذا موجود بالتأكيد في قصائد الهايكو، حيث كل قصيدة تقول نفس الشيء: (أمر مدهش أن يكون الإنسان حياً ها هنا). أذكر أبيات قصيدة هايكو:
(شجرة كرز مزهرة
أسمع في البعيد
كلباً ينبح)
هذان الأمران المندرجان في القصيدة لا جامع بينهما سوى حقيقة أن الشاعر كان هناك ليراهما ويسمعهما. وتالياً فإن قصيدة الهايكو هذه تقول (أنا الشاعر كنت هناك) لأقدر روعة ذلك، وحري بك تخيل غياب ذلك، عدم التواجد هناك، عدم الانوجاد، مضبوط؟ أعتبر الشعراء جزءاً من مجموعة أكبر من الناس الذين من غير الضروري أن يخضعوا لعملية جراحية خطيرة، ويبقوا على قيد الحياة بعدها، أو أن يقع لهم حادث سيارة ويمروا من خلال الزجاج الأمامي ليشعروا بالامتنان لبقائهم على قيد الحياة. الأمر بالنسبة للشعراء لا يحتاج إلى المرور بتجارب خطيرة للشعور بالامتنان. لذا أشعر بأن حب اللغة والشعور بالامتنان هما عنصران من الوصفة المطلوبة لصنع شاعر.
* أليس من عنصر آخر؟
وكذلك الكسل! أقصد عدم القدرة على الكتابة أكثر من نصف ساعة في اليوم، أذكر مضمون بيت لماكس بيربوهم مفاده أن أصعب شيء في كون الشخص شاعراً هو معرفة ما عليك فعله بالثلاث والعشرين ساعة ونصف المتبقية من اليوم.
* هل تبقى على اتصال مع شعراء آخرين، معاصريك مثلاً؟
لا، فقط المتوفون. كون ديواني الأول لم يصدر إلى أن بلغت أربعينات العمر، لذا لم أكن عضواً في أية شلة أو رابطة شعرية. لم يكن لديّ أصدقاء شعراء. أصدقائي كانوا مجرد خلاني العاديين، أسماء يفشل المرء في تذكرها أو التعرف إليها في لحظة. كنت قد انتسبت إلى (جامعة الصليب المقدس)، وقد حضر إليها يوماً الشاعر الكبير روبرت فروست، وبما انني كنت في عداد أسرة تحرير المجلة الأدبية تناولنا العشاء معه. لم يقل أحد من أسرة المجلة كلمة، وجلس اثنان من الجزويت بقربه وراحا يتحدثان. كل ما فعلناه أننا رحنا ننظر في حسائنا. كنا نخشى أن ننطق بشيء يشي بأننا أغبياء.
لطالما كان الشعر بالنسبة إلي عملاً فردياً. فكرة رومانية ربما، لكني آمنت صادقاً بأن الشعر شيء تأتيه في عزلتك، وفكرة مشاركة عملك مع أي شخص آخر كانت مضادة لمفهومي للشعر. لذا كنت غير مرئي ومختفياً إلى ما قبل عشر سنوات.
* من هو أول من يقرأ قصائدك بعد أن تنظمها؟ هل تقرأ قصائدك إلى زوجتك؟
أناولها إياها أو أتركها لها على طاولة المطبخ. لا أقرأها لها بصوت عال. إنها (محررة) حساسة. تجد أحياناً ضرورة للتوضيح، وبمقدورها الحكم إذا ما كانت القصيدة طويلة أكثر من اللازم. بالمقابل، انني لا أُري قصائدي لأي شاعر آخر. يقع بين يديّ أحياناً ديوان يقول صاحبه في المقدمة (أود أن أشكر الشعراء الثمانية الآتين لمراجعتهم لهذا الديوان. أمر كهذا يحوّل العمل إلى نشاط مشترك...).
* ماذا عن الذين تأثرت بهم؟
يقول أحد النقّاد أن طرح سؤال التأثيرات على الشاعر معناه معاملته مثل وليد وجد خارج مستشفى، ويحار من وجوده في العثور على والديه. أجل، أقصد لقيطاً.
ثمة تأثيرات غير شعرية، تأثيرات تصوغ مخيلتك. الصور المتحركة لورنر براذرز تركت تأثيراً كبيراً على طريقة أداء فكري. تأثير آخر تجلّى في تعلم التردد باللاتينية في القداس كصبي المذبح. كنت أراجع هذه كل مساء من خلال المقاطع الصوتية المكتوبة تحتها، مع أنني لم أكن أعرف اللاتينية. كنت يومها في الحادية عشرة أو الثانية عشرة... هذا أخذني إلى الصوت الخالص للغة...
مثل آخر هو اهتمامي بعمود لعبة البريدج الذي يكتب في الصحافة. أنا لا ألعب البريدج، ولا أملك أدنى فكرة عن كيفية لعبها، لكني لطالما قرأت عمود ألان تراسكوت عن البريدج في (التايمز). تجد في العمود لغة فريدة.
* ما أهمية الموضوع في القصيدة بالنسبة إليك؟
ثمة فكرة صغيرة قد تذهب بعيداً. واقعاً، عادة ما أنتقل بالقصيدة إلى ما وراء موضوعها الأساسي. يقول ريتشارد هيوغو (لا تقدم أبداً على كتابة قصيدة عن شيء بحاجة إلى كتابة قصيدة عنه). هذا باستثناء المرثاة، وقصيدة الحب، ولكن في ما عدا ذلك يمكن للقصيدة أن تولد من شيء صغير، حادثة بسيطة. قصيدة عن فأر، على سبيل المثال.
* لكن كونك عينت أميراً للشعراء، أليس المفروض بك الاحتفاء بأحداث كبيرة؟
لا بد أنك تخلط بيني وبين الشاعر البريطاني دريدان. أعتقد أن تلك الأيام قد ولت... مفهومي لإمارة الشعر الأميركي هو أن على حامل اللقب رفع الوعي الشعري بدل صوغ شعر مناسبات، مع أني أتذكر أن الشاعر برودسكي كتب قصيدة مستغربة ما لكلينتون. إن الاحتفاء بذكرى زفاف أو نصر في ساحة الوغى، إنما هو موروث من تقليد إمارة الشعر البريطانية.
الشعر بالنسبة لي يبدأ في السر، بعيداً ما أمكن عن أعين الجمهور... شعر المناسبات يعيدني للكلام عما أسميناه الموضوع في القصيدة. دائماً ما أبغي الهروب من الأعباء الحرفية للموضوع. الموضوع بالنسبة لي هو مجرد بوابة الانطلاق. وأفضل القصائد هي تلك التي تتدبر أمر تجاوز موضوعها، أو تجد على الأقل مكاناً آمناً لتختبئ فيه منه.