يعتبر شيركو بيكه س أشهر شاعرٍ كردي. أنتج ما يقرب عشرين ديواناً، ترجمت إلى العربية ولغات أجنبية عدة، وحصد عنها الكثير من الجوائز. هو ابن الشاعر فائق بيكه س الذي قاد انتفاضة السليمانية عام .1930 ولد في مدينة السليمانية - كردستان عام .1940 أول مجموعة شعرية صدرت له كانت عام .1968 كتب قصائد قصيرة برقية أطلق عليها اسم «بوستر»، وقصائد ملحمية وطويلة كان من بينها كتابه الذي صدرت ترجمته حديثاً عن دار المدى بدمشق بعنوان «الكرسي»، وقد اتخذ شكل الرواية الشعرية. كتب مسرحيتين شعريتين، وترجم رواية «الشيخ والبحر» لأرنست همنغواي من العربية إلى الكردية. انتقل إلى بغداد، ثم إلى السويد قبل أن يستقر في السليمانية، حيث قاتل في صفوف البيشمركة مع الإتحاد الوطني الكردستاني، حمل مآسي بلاده مناضلاً وكاتباً، وحتى وزيراً للثقافة في حكومة إقليم كردستان.
حول لغته الشعرية التي يتميز بها، وكتابه الأخير، ورؤاه الشعرية والثقافية، وإشكالية العلاقة بالثقافة العربية، هذا الحوار الذي أجريناه معه في أربيل أثناء مشاركته في مهرجان المدى الثقافي، وبعد أمسية شعرية القى فيها عددا من قصائده الجديدة.
*سمعناك تردد في إحدى قصائدك الجديدة، خلال الأمسية التي شاركت فيها، جملة «أنا لا أكتب الشعر دائماً». ماذا تقصد؟ متى تكتب الشعر؟
} ليس كل الوقت للشعر، ولا للإلهام الشعري، الحياة كبيرة وواسعة الجوانب. الشعر لا يجيء في كل وقت، تماماً كما للمطر وقته، وللمواسم أوقاتها. إذا كتبنا الشعر كل يوم نقلل من هيبته. علينا أن نكتب قليلاً ونعبّر كثيراً. التعبير بالكتابة ليس كالمسألة الشفوية، نحن في حاجة إلى التأني والصياغة. أما الكتابة الدائمة فتفقد الكثير من العمق، لهذا ليس كل الوقت لكتابة الشعر.
*البعض يتحدثون عن حياة شعرية، أي أنهم يمارسون الشعر في كل شيء لا في الكتابة وحدها، فهل تعيش الشعر خارج الكتابة؟
} ربما بمعنى آخر نقول إن الشاعر عاشق كل الوقت لعمله. والشعر من دون عشق لا يستمر. يجب أن يعيش الشاعر مع عشقه، ويندمج به، أما وقت الكتابة فهو وقت المطر، والسحابات يجب أن تتجمع قبل أن تنهمر.
طبعاً هناك اقتصاد في الكتابة، أما القراءة المستمرة فتعطي الكثير. الشاعر في اعتقادي هو عبارة عن ثلاثة مفاهيم: أولاً، الموهبة الشعرية مثل من عنده صوت جميل. ثانياً، المتابعة والثقافة، فالشاعر اليوم إنسان بعث في عصر يجب أن يكون فيه على علم بما يجري ومعرفة تاريخية بمحيطه، وهذا يكون بالمتابعة. الشعر اليوم درامي ذو أصوات متعددة، وهذا في حاجة بالطبع إلى ثقافة. وفي الوقت نفسه، على القصيدة أن تتحدث بعدة أصوات وتحمل الكثير من المعلومات. ثالثاً، التجربة، تجربة الكتابة والحياة، ما يمد الموهبة والثقافة بنوع من الاستمرارية.
بعد فترة هناك شعراء يتوقفون عن الكتابة، هذا الأمر يتعلق بالبندين الثاني والثالث، فمن دون التجربة لا نستطيع متابعة الشعر، ومن دونها لا نلتقي بالآخرين. التجربة هي تجربة الآخرين، هي ما نقرأ وما نرى، وهذا يمد الشعر بالقوة، قوة البقاء والاستمرارية والسيرورة.
*في كتابك الأخير «الكرسي» قدمت نصاً مفتوحاً، جمعت فيه الشعر والقص والنثر والمسرح، وهذا ما فعلته أيضاً في «القلادة». فأي مشروع كتابي تأخذنا إليه؟
} أنا منذ التسعينيات بدأت كتابة القصيدة الديوان، أو القصيدة الطويلة. وفي نتاجيّ الأخيرين «الكرسي» و«القلادة» قدمت تجربتين مختلفتين. في النصوص الأخيرة حاولت ألاّ يهيمن على النص عنصر واحد. الشعر لا يهيمن على كل الكتاب ولا المسرحية، لكن الكل يتشارك في كتاب واحد. هذه محاولة لوضع العناصر الأدبية المجتمعة كخرزات القلادة.
في «الكرسي» هناك أنسنة للجماد، من خلال كرسي، والكرسي يروي ويتحدث، وهو ذاكرة المدينة التي نعيش فيها. هو يتذكر ولادته الأولى في الشجرة، ثم الولادة الثانية على يد إلهه الثاني النجار، فلكل شجرة أمنيات، بعضها أن تصبح مكتبة أو منضدة أو عوداً يعزف عليه...الخ.
الكرسي هنا، بعد الولادة الثانية، يسافر إلى المدينة، فيدخل إلى المقهى مع كراسٍ أخرى. وفي فترة ما من شبابه كانت تقعد عليه العرائس، فهو يتذكر هذه اللذة، ثم في مشهد آخر، يكون الكرسي في اجتماع لمناسبة عيد نيروز، يجلس عليه شاعر، فيتذكر قصيدته وشعره. وفي موقع آخر يتحول الكرسي إلى بيت يجلس فيه عاشق فيروي الكرسي ما بداخل هذا العاشق. بعد البيت، عندما يباع الكرسي مع الأثاث يصير في دكان، كل مساء يأتي إليه شاعر ويجلس عليه، فيتذكر الكرسي ويروي. بعد ذلك نتعرف إلى مكان لكتابة العرائض، بعد ذلك يتحول الكرسي إلى كاتب عرائض، حينها يحدث تحوّل كبير بالنسبة إلى الكرسي، إذ عندما يذهب كاتب العرائض إلى البيت يقلب الكرسي خلفه. في الليل لا عمل للكرسي، وما عليه حينئذ إلا أن يستسلم للقراءة، وبعد مرور عدة شهور يصبح الكرسي متعلماً، وفي الفترة نفسها تجري حادثة تاريخية في السليمانية، في حزيران ,1963 حين شرّد وقتل العديد من الناس، يتذكر الكرسي كل ذلك. في ذلك اليوم ينتظر الناس صاحب العرائض، فلم يأت، فيقول الكرسي: لا تنتظروا صاحبكم قتل... بعدها يبيعون الكرسي في مزاد علني إلى جانب أشياء أخرى.
البحث عن كرسي
يبدو أن الكرسي هو الشاعر، هو أنت.
} نعم. الكرسي هو أنا. كاتب النص ربما هارب إلى خارج الوطن، عندما يرجع يبحث عن الكرسي فيقول له صاحب المطعم إنه «مؤنفل» (من الأنفال). يرفع كاتب النص رأسه، فيجد كرسياً يشبه كرسيه، فيتخيله بجانب عرش الله، وينتظر الحرية التي تجلس عليه.
لكن النص في «الكرسي» لا تنطبق عليه صيغة النص المفتوح بالمعنى المتعارف عليه، فهو نص متعدد يتنقل من نوع إلى آخر في طرقات مفتوحة على مصاريعها.
} النص المفتوح في اعتقادي، ذلك النص الذي يجمع العناصر الأدبية المختلفة جنباً إلى جنب، مع الحفاظ على خصوصيات تلك العناصر. الشعر هو الشعر والقصة هي القصة، وكذلك المسرحية. فتلك العناصر مجتمعة تكوّن «الكرسي». في مقطع نرى الشعر، وفي آخر الحوار المسرحي، والقصة.
أريد أن أقول شيئاً، إن هذه التجربة لم أرها في النصوص العربية. ربما توجد. المهم أن كل هذه العناصر، أخيراً، تكوّن نوعاً من الرواية.
الفضاء هو فضاء شعري، والنص مفتوح على اللغتين المجازية والواقعية اللتين تسيران جنباً إلى جنب. هناك مقاطع مجازية وأخرى تتضمن لغة عادية.
حتى في قصائدك القصيرة الخاطفة التي قرأتها، وجدنا ذلك النفَس السردي. يظهر أنك بتّ لا تتحمل الشعر البحت أو الصافي.
} الشعر البحت لا يتحمل قصيدة طويلة كالملحمة مثلاً. والقارئ ربما لا يتحمل ذلك. ماذا نفعل إذا كانت القصيدة طويلة. هذه المسألة أعتبرها مهمة في اقتراب الشعر من قلوب الآخرين.
نحن نتحدث عن القصيدة القصيرة.
هذا هو أسلوبي في كتابة الشعر. كل شاعر له أسلوبه. أنا أبتعد عن الذهنية.
يمكن أن تنبني القصيدة على صور حسية.
} السرد لا يتم بالصورة الحسية. السرد هو أن يروي الكاتب شيئاً عن نفسه أو عن الآخرين. منطقة الشعر هي منطقة الأحاسيس. يجب أن نخلق لغة جديدة ما بين اللغتين السردية والمجازية حتى تكون أكثر وضوحاً في الرؤية.
*لغة السهل الممتنع هي وسيلتك في تقريب الشعر من الجمهور العريض، أو في تقرّبك من اللغة الشعبية؟
} هي تقرّب من لغة الشعر. في الكثير من الأشعار العالمية تجد تلك البساطة الصعبة. ثم أنا في تجربتي ملتصق كثيراً بالطبيعة.
لذلك دائماً تسمي الأماكن بأسمائها، وتجول كثيراً في الطبيعة. هل إن كردستان الغنية بجماليات الطبيعة تفرض هذا النوع من الكتابة؟
} طبيعة كردستان غنية، خصوصاً في السليمانية. كان والدي معلم مدرسة ابتدائية، وهو شاعر وطني قاد انتفاضة السادس من أيلول .1930 سجن وشرّد. كنا كل سنة ننتقل من منطقة إلى أخرى، ومن قصبة (ناحية أو قضاء) إلى أخرى، ما جعل ذاكرتي البصرية غنية جداً. وأول ما لفت نظري عندما كنت طفلاً تلك الكهوف الجبلية، وأشكال الجبال التي تشبه مرة أسداً، ومرة أخرى رجلاً أو امرأة.
لكن شعرك ليس مسكوناً بالطبيعة فقط، إنما بالأماكن، حتى لكأنه أحياناً يشبه خارطة لنقاط حميمية.
} لديّ علاقة حميمية بالأمكنة والشوارع والضواحي. المكان له وجود مهم ومتحرك، وهو يعطينا نوعاً من التعددية في النظر إلى الأشياء، ودائماً من خلال الأمكنة.
*نخال القصيدة عندك، أحياناً، تولد من المكان، لا من الحس. ماذا تقول؟
} المكان والحسية في داخلي يشتركان في خلق القصيدة. لا وجود للأدب إذا لم يكن هناك خيال ومخيلة. بامتزاج التخيل والأشياء الموجودة حولنا والأمكنة نخلق الإبداع، أو اللغة الجديدة، أو التفرد الأسلوبي.
*تفكر في جعل الأشياء والأماكن ترتقي وتسمو؟
} نعم. فالكرسي لا يبقى كرسيّاً. يصبح إنساناً بفضل الخيال.
«القصائد البوسترية»
في قصائدك القصيرة نلاحظ استخدامك الكثير لما يسمى بيت القصيد في الشعر العربي. هل هذا من عدة اجتذاب الجمهور بالنسبة إليك؟
} نعم. في القصائد القصيرة نستطيع أن نعبر بأقل الكلمات عن أحاسيس كثيرة. في بداية كتاباتي أطلقت على هذا النوع اسم «القصائد البوسترية». فالقصائد هذه مهمتها جذب الجمهور في لحظة قصيرة، مثلما هي مهمة البوستر.
أول مرة استخدمت هذا المصطلح عام ,1975 ثم عام 1987 في ديوان «الفجر» الذي تضمن مثل هذه القصائد. وفي كثير منها توجد تلك الضربة الأخيرة التي ربما يتوقعها القارئ.
*تكتب شعرك باللغة الكردية وتقرأه أحيانا مترجماً إلى العربية التي تعرفها تماماً كما يبدو. أين يلتقي الشعر العربي والشعر الكردي وأين يفترقان بشكل عام؟
} لست قوياً بالعربية. الافتراق يبدأ بطبيعة اللغة. الشعراء الكرد الذين يعيشون في دول عربية كانوا متأثرين بالشعر العربي وبلغته. في الزمن الماضي كانت البحور الكردية هي البحور العربية نفسها، لكن هناك منطقة في كردستان اسمها هورامان، شعراؤها لم يكونوا يكتبون وفق العروض العربية، كانوا يكتبون حسب أوزان الأغاني الكردية الفولكلورية. وعند مجيء الحداثة، في مرحلة ما بين الحربين العالميتين، كان عبد الله غولان رائد الشعر الكردي الحديث ورأس جسر كبير في الحداثة الشعرية، اتجه وأصدقاؤه نحو الأوزان الكردية، وكذلك أجيال بعدهم مثلنا ومثل آخرين يكتبون على هذا المنوال. في الحداثة تغير الشكل طبعاً. الشعر القديم، أو الكلاسيكي عندنا هو مثل الشعر العمودي عندكم، يخضع للبحور نفسها، لكن مع مزيد من الزحافات التي تتسع أكثر مما هي عليه في الشعر العربي. وهذا ينبع من علاقتها باللغة، وهي تشبه بذلك الشعر الفارسي.
مرّ الشعر الكردي بمراحل البيت الشعري ذي الشطرين المتساويين، ثم بعد ذلك تطور مع تطور الشعر نحو التفعيلة وغيرها.
أريد أن أقول شيئاً هو أن جودة أو جمال القصيدة له علاقة بالشكل، لكن التحول المهم يكمن في الرؤيا. وهذا يحفز للقول مثلاً إن ما فعله رواد الشعر العربي ينبع من رؤيا جديدة.
*أي شكل هو الغالب في الشعر الكردي المعاصر أو الشعر السائد حالياً؟
} لا غالب ولا مغلوب. الشعر شعر سواء كان يكتب بالشكل النثري أو التفعيلي. والشعر لا يقاس بزمن. هناك شعر قبل خمسمئة سنة ولا يزال باقياً، وشعر جديد يموت بسرعة.
*هل تشعر كشاعر كردي باليتم الشعري، أم يوجد في التاريخ الشعري الكردي شعراء كبار كالمتنبي في العربية مثلاً؟
} نحن لدينا أحمدي خاني، فالي، سالم، كردي، ومحوي. أما مولوي فكان أول شاعر ملتصق بالرومنسية الكردية.
الشعراء الأكراد الذين كتبوا بالعربية، هل منهم من عاد ليكتب بالكردية في إقليم كردستان؟
} نحن نكتب بالكردية. الشعراء الآخرون الذين يكتبون بالعربية ربما درسوا وتربوا في مناطق عراقية أخرى، فهذا ليس اختيارهم. الظروف أجبرتهم على ذلك. هناك العديد من الشعراء الكرد الذين يكتبون بالعربية، كسليم بركات ومحيي الدين زنكنة وعبد المجيد لطفي في العراق، وهنالك في ما مضى أحمد شوقي الذي كان كردياً وإن لم يشر إلى أصله، بخلاف بركات المتمسك بالروح الكردية، وكذلك هو زنكنة.
*كيف تفهم علاقتك بالثقافة العربية؟
} عندما كنت طالباً في الصفوف الابتدائية والثانوية، كنت أدرس باللغة الكردية، وكان للعربية حصة واحدة فقط، لذلك أنا تعلمت العربية متأخراً. بعدما عشت في بغداد فترة معينة صارت لغتي العربية أقوى. وقد حصل عندي تحول مهم هو قراءتي الشعر والأدب العربيين، ومن خلال العربية اطلعت على الشعر العالمي، لذا فأنا أكتب بالكردية وأتابع ثقافتي بالعربية، لأن اللغة الكردية لا تزال فقيرة، ولا شك في أن أعتبر العربية لغتي الثانية بعد الكردية. ربما لدينا في كردستان جيل لا يعرف إلا القليل من العربية، وقد يعرف لغات أخرى، لكن قلت لك ما هي ظروفي أنا. ثم إن علاقتي بالشعراء العرب، في الستينيات وبداية السبعينيات، كانت متينة جداً، وقد كنت ألتقيهم في المقاهي عندما أزور العراق، وأحضر الأماسي والأنشطة التي يحيونها. كل ذلك فتح الطريق أمامي وجعلني على معرفة بالعديد من الكتاب العرب المعروفين.
علاقة الثقافة الكردية بالثقافة العربية في ذلك الزمن كانت أقوى من اللحظة الحاضرة، لكن بعد الأحداث المأسوية التي جرت في كردستان حدث نوع من التباعد، حتى صار هناك جيل بعمر 25 و26 سنة في كردستان لا يعرفون كلمة عربية واحدة. بعد مأساة الشعب الكردي والأسلحة الكيماوية التي ضربوا بها والتهجار والتدمير في الأنفال حصلت هوة كبيرة بين الثقافة الكردية والروح الكردية من جهة، والثقافة العربية والعرب عموماً من جهة أخرى. حينها شعرنا بأننا وحيدون. لم نسمع إلا أصوات عربية قليلة دافعت عنا.
*إلى أي حد تشعر بأن مثل هذه الحساسية باتت شاملة وعامة لدى المثقفين الأكراد؟
} يختلف الأمر بين مثقف وآخر. هناك مثقفون لديهم علاقات وشيجة بالعرب، وهناك من هم بالعكس.
*لكن لمَ يُخلط هنا الخلاف السياسي بالثقافي؟
} لقد مررنا في العراق بمراحل بائسة وتراجيدية، وهذا ما خلق الكثير من التساؤل، ليس بين المثقفين فقط، وإنما بين عامة الناس. من حق كل شعب أن يقرر مصيره، وليس الشعب الكردي فقط. المسألة أو الإشكالية الكبيرة تكمن في اللجوء إلى الشعب من خلال استفتاء عام. ولننتظر الإجابة من الشعب، إن كان يريد الانفصال أم لا. منذ تشكيل الدولة العراقية عام 1921 لم يُسأل الشعب الكردي عن مصيره. كان يجب أن يُسأل حينها. هذا الغدر التاريخي ربما سوف نرى آثاره.
دولة مستقلة
*تتحدث عن ردة فعل عامة. أنت ماذا تقول، ماذا تشعر؟
} أقول، كأي إنسان كردي، إني أرحب بدولة كردية مستقلة، وهذا ليس عيباً، ولا أخاف قول هذا الحق، فلأي شعب حق طبيعي أن يعيش في دولة مستقلة على أرضه. لكن أريد أن يتحقق ذلك بصورة سلمية ومن دون سفك دماء. أنا لست مع القسوة واستخدام السلاح. هناك طرق عصرية ديموقراطية، لنلتجئ إليها. أنا لا أرى أن الظروف الإقليمية والدولية مؤاتية لتحقيق هذا الحلم، سواء من جهة دول الجوار أو الولايات المتحدة الأميركية أو الاتحاد الأوروبي. هم ليسوا مع تحقيق هذا الحلم في الوقت الحاضر.
أنت تسألني عما في قلبي، وأنا أجبتك.
* عن أي حلم تتحدث الحلم بإقليم كردستان المستقل، أم بكردستان الكبرى؟
} طبعا الحلم الكبير، كردستان الكبرى. من حق شعب مجزأ أن يتحد ويقيم دولته المستقلة.
أثناء انتخاب البرلمان العراقي، وبجانب تلك الانتخابات، كانت هناك انتخابات غير رسمية، إذ وضعت بعيداً عن الصناديق صناديق أخرى لاستفتاء الناس حول قيام دولة كردية مستقلة، حول البقاء أو الانفصال، فكانت النتيجة أن 88٪ صوّتوا لدولة مستقلة.
(أربيل)
السفير
مايو 2007