القاهرة ـ القدس العربي:
قليلة تلك الروايات العربية التي تتعامل مع فن الرواية باعتباره بناء تشريعيا يتقصي درجة مقبولة من التراتبية والنظام، عبر قراءة رأسية للتاريخ الذي تخلقه أو تعيد خلقه، بعيدا عن مفهوم التراكم الذي يحتفي بالوعي السردي المجاني، دون النظر لمفهوم الوظيفة سلبا أو ايجابيا.
ويعد الروائي بهاء طاهر من أولئك الروائيين الذين ينحدرون من سلالة التأسيس الروائي الأول، وإن انتسب لجيل الستينيات، إلا أن أعماله القصصية والروائية التي استقدمت الكثير من ملامح تيار الوعي في الكتابة العربية، استطاعت أن تحفر لوجوده مكانة متميزة، تنامت وتبلورت عبر العديد من الأعمال الروائية والقصصية.
وفي روايته الأخيرة واحة الغروب الصادرة حديثا عن مؤسسة دار الهلال، يؤكد طاهر أن قدرته علي تطوير الوعي بالعمل الروائي، قوة مدركة ومتجددة لا تحدها آفاق، بغض النظر عن الجيل الذي ينتمي إليه، وتتبدي التقنيات المتعددة التي استخدمها الكاتب في روايته قوة مضافة لذلك الوعي المتجدد، سواء كان ذلك علي مستوي التركيب الدلالي والزمني، أو علي مستوي السرد وتداخل الشخوص وعلاقتها بالتاريخ، وإذا نظرنا إلي المكان الروائي - بداية - سنجد أنه مكان متعدد جغرافيا وإنسانيا ويقع بين القاهرة ما قبل ثورة عرابي والإسكندرية حيث حركة مقاومة الاحتلال الانكليزي وواحة سيوة التي كانت تمثل جيبا من جيوب الخروج علي سلطة الدولة، وهي تمثل المكان الأخير للصراع بين الدولة بمفهومها الحديث وبين الوعي العشائري والقبلي الذي يمثله أهل الواحة، بما يرسخ من جهل وفقر ومرض، وعادات وتقاليد يتعامل معها أصحابها كمقدسات لا يمكن المساس بها، وتبدو الانتقالات شبه المنطقية داخل المكان الروائي غير خاضعة لسلطة الراوي المتعدد، لذلك فإن عنصر الزمن ظل مالكا لنفس القدرة علي التعدد والحركة للأمام والخلف.
أما علي مستوي أبطال الرواية فيبدون الأكثر تنوعا وتناقضا في الوقت نفسه، فرغم حراكهم الذي يبدو باتجاه هدف واحد، إلا أن كلا منهم يبدو ماضيا وفي ذهنه يتشكل عالم من الأحلام النقيضة، فمحمود يمضي كضابط شرطة تتنازعه مشاعر متناقضة بأن نقله إلي الواحة إنما كان عقابا له علي موقفه الوطني من الاحتلال الانكليزي، لذلك كان يتوقع الموت في كل لحظة بحكم تركيبته العدمية حيث يقع في الخطيئة بنفس القوة التي يندفع بها الي التمسك والدفاع المستميت عن منظومة القيم الإنسانية الرفيعة، أما كاثرين زوجته، بولندية الاصل، فقد ورثت كراهية الانكليز عن أهلها والأب والأخت القديسة فيونا ، وربما كان هذا هو المشترك الأبرز في علاقتها بمحمود القوي المحتد بعمليته، والذي لا يهتم كثيرا بتلك الشؤون التي لا يفهمها والتي تدور في ذهن كاثرين وتلح عليها، عبر تلك الفكرة المجنونة التي هيأت لها أنها يمكنها أن تقدم من خلالها أعظم كشف أثري حديث، حيث كانت تعتقد - عبر قراءتها الواسعة في التاريخ، والتراث المصري تحديدا - أنها ستعثر علي قبر الإسكندر الأكبر في أحد معابد سيوة، وكم جلبت تلك الفكرة من كوارث علي محمود وكاثرين، لكن انبهار كاثرين بزوجها وبجو الواحة وعبق التاريخ، كل ذلك جعلها تتصرف بدرحة من الحرية التي رآها أهل الواحة تجاوزا صارخا لعاداتهم وتقاليدهم، وإذ كانوا يتعاملون من جهة مع المأمور وزوجته باعتبارهما رمزي السلطة، ومن ثم هم رموز القهر والقمع والسطو وبالتالي فهم أعداء تاريخيون، ومن ناحية أخري كانوا يعتبرون خروج كاثرين لمشاهدة الآثار وتعريض حرمة بيوتهم للاختراق من أجانب، جريمة كبري تستحق القتل أو المنع والخطر في أقل تقدير.
كانت كاترين التي تمثل مساحة حضارية مختلفة يبدو فيها الآخر منتصرا ومؤازرا بالقوة، العلم والمعرفة، والسلاح، وعلي المستوي الآخر كانت قد أنهت زيجة فاشلة مع عشيق شقيقتها فيونا الذي مات مصدورا والذي عاشت معه حياة شديدة البؤس والاضطهاد بسبب غيرته، وأحقاده وبخله، فتركت ايرلندا وجاءت إلي مصر بحثا عن فكرها عن الاسكندر، لذلك فقد كان محمود بالنسبة لها رمزا لقوة من نوع آخر، تبدو فيه حرارة الشرق وروحانيته وتطوحاته، فهو رجل قوي حاضر الذهن، شهواني بقوة، ومتدين في بعض الأحيان، فمرة هو رجل وطني يؤازر ثورة عرابي ويبادل ذلك الضابط وصفي ، الذي أرسلوه إليه في الواحة ليعمل جاسوسا عليه، يبادله الاحتقار بسبب موقفه الرافض لثورة عرابي لسبب ربما يرجع لأصوله الشركسية التي تعادي الوطنيين - الفلاحين، الموصومين بأنهم الأدني درجة في السلم الاجتماعي.
وفي نهاية الرواية تنضم فيونا المريضة إلي كاثرين ومحمود بعد أن نصحها الأطباء في ايرلندا باللجوء إلي الجو الجاف للتعافي من مرض مزمن في صدرها، فشلت معه الأدوية التقليدية، بالإضافة الي ذلك تبدو - علي مبعدة - تلك الشخصيات المؤثرة بين اجواد الواحة لا سيما الشيخ يحيي الذي تعلم في جامع الزيتونة والذي يعتقد أنه حامل أسرار المستقبل والمتنبئ بغيبه، حيث لم تتغير طريقة وعيه بالتاريخ وبالصراع القبلي والعشائري، حيث تنقسم الواحة إلي قوتين كبيرتين: الأجواد الشرقيين، والأجواد الغربيين، وهو صراع تلعب فيه ضغوط العشائر والسلطة دورا كبيرا، بحيث يتبدي اللعب السياسي كجزء من الوعي العام بأجواء التآمر السائدة، ولم يغير العلم شيئا في حياة الشيخ يحيي الذي عاد إلي الواحة وبلغ الثمانين من عمره ولا زال يحلم باليوم الذي يقتص فيه من جرائم الغربيين تجاه قبيلته لا سيما والده الذي سبقه إلي الموت بطريقة مهينة، بينما كان الشيخ لا يزال طفلا، وقد أصابته ضربة شجت رأسه وقضت علي عينه اليسري، ويلجأ الروائي بهاء طاهر إلي تعميق مأساة الشيخ يحيي عبر نموذج فريد ونادر للمرأة في واحة شديدة الانغلاق. فبنت أخته الشابة الجميلة الذكية نافذة البصر والبصيرة مليكة تبدو مطلقة شابة شديدة التمرد علي تقاليد الأسرة، التي تعتبر أن المطلقة غولة إذا ما وقعت عينها علي شيء دمرته وقضت عليه، لذلك فهي ممنوعة - بالمطلق - من الخروج من بيتها طالما ظلت كذلك.
في الوقت نفسه اعتادت مليكة علي التخفي - منذ صغرها - في أردية الرجال، والخروج إلي الواحة للاستمتاع بحريتها المسلوبة، وقد كانت نهايتها بسبب حماقة من هذا النوع، عندما ارتدت ملابس الرجال وذهبت إلي منزل المأمور محمود وكانت زوجته كاثرين موجودة في المنزل بمفردها، وعندما حاولت مليكة الاقتراب منها وتقبيلها اعتقدت أنها تريد ممارسة الشذوذ معها، فاعتدت عليها ودخل عندها محمود وبعض الجنود وطردوا الصبية وشاع الأمر في الواحة فما كان من أهلها إلا أن قتلوها، وهو الأمر الذي كان البداية الحقيقية للشقاق الذي حدث بين المأمور وبين عشيرة كبيرة من أهم عشائر الواحة، فتداعت الي ذهنه صور كبار الضباط الذي انتهت حياتهم علي أيدي أهل الواحة، ووقر في ضميره أن هذا هو مصيره المحتوم بسبب تلك الكوارث التي تحدق به من هنا وهناك، وسببها المباشر، كما يقول: كاثرين، وكما ترصد الرواية فإن هذه الحادثة هي التي غيرت بل قضت نهائيا علي تلك العلاقة الحميمة بينه وبين زوجته، فعاشا معا - فيما بعد - علاقة دون الصداقة، علي مستوي آخر يبدو التركيب التاريخي في بعده الأنثربولوجي، طاقة أخري تضيف للسرد عمقاً فريدا.
عبر لغة مصفاة وقشيبة تميز بها بهاء طاهر في مجمل أعماله، حيث تتقصي اللغة مستوي متوازنا من الشاعرية التي لا توقف حركة السارد ولا حركة الزمن الروائي، في الوقت نفسه لا تتدني للمستوي الوظيفي الذي غالبا ما تصيبه الركاكة.
في الوقت نفسه لا تخلو مساحات التأريخ لعالم واحة سيوة الفريد علي مستوي الوصف والأبنية والطبيعة والأجواء العامة من أن تكون دليلا يكرس لدي القارئ معرفة حدسية تتواءم مع تلك الغرائبية التي تكشف عنها العادات والتقاليد وطبيعة الصراع الروائي، وهي حالة تختلف عن الواقع التسجيلي الذي يلجأ لنوع من صرامة الرصد ودقته، ومن هنا تبدو رواية واحة الغروب رواية المكان الغرائبي بامتياز، وهي في الإجمال كتابة نادرة في الرواية المصرية، حيث نالت القاهرة القسط الأكبر من المنجز الروائي تليها الإسكندرية والدلتا ثم الصعيد، وهي جميعها حواضر لا تحتاج الي الكثير من الاجتهاد في البحث عن اختلافاتها، لأنها مدن تقع موقع المعرفة العامة والشائعة، ومن هنا تبدو فرادة واحة الغروب ، في تحقيقها علماً يقينيا بملمح واحد من الأماكن الطاردة والمطرودة من ثقافتنا، هذا الي جانب الانجاز الجمالي الذي لم يتراجع لحساب المساحة المعرفية في النص الروائي، ويبدو أن التداخل الواسع بين الأحداث وعدم مركزيتها، وتشظي الزمن الروائي وعدم ثباته ودخول عنصر التاريخ كصانع أساسي في الماضي للحظة حاضرة، كل ذلك منح الروائي بهاء طاهر قدرة فريدة علي التنوع عبر مساحة واسعة من الحرية منحها لنفسه عبر تعدد الآليات والتقنيات، ومن هنا يبدو ذلك التنوع مسوغا لوجود العديد من الأبطال فهي ليست رواية البطل الواحد وإن ظل مأمور الواحة هو المركز الذي تدور وتتشكل حوله الأحداث، غير أن صدمة النهاية، بقيام البطل بتفجير نفسه داخل المعبد تبدو علي درجة عالية من الابتسار للثراء والتنوع الذي قدمته الرواية، غير أنها - في كل الأحوال - نهاية تتوافق مع الاضطراب الذي تؤكده شخصية البطل منذ بداية الرواية، حيث التساؤلات الماضية إلي العدم تبدو مسيطرة علي وعيه، فهو علي سبيل المثال يسأل نفسه بعد إحالته للتحقيق بسبب شكوك الإدارة في مساعدته للثوار قائلا: سألت نفسي طول الوقت عن الخيانة، سألت نفسي كثيرا لماذا خان الباشوات والكبار الذين يملكون كل شيء؟ ولماذا يدفع الصغار دائما الثمن، يموتون في الحرب ويسجنون في الهزيمة بينما يظل الكبار أحرارا وكبارا؟ ، وفي موقع آخر يصف محمود أحوال الواحة منذ دخولها: منذ اللحظة الأولي لدخولي الواحة أذهلني الفقر، لا سيما فقر الزجالة، وأذهلتني جسامة الضرائب التي تطالبني الحكومة بجمعها منهم، كتبت إلي النظارة رأيي: إن المبالغة في الضرائب هي السبب في تمردهم واغتيالهم للحكام الذين تعينهم القاهرة، واقترحت تخفيض الضرائب إلي النصف .
وفي موقع آخر يتحدث عن أهل الواحة بعد العديد من المواجهات الأمنية قائلا: كلما فكرت فيما فعلناه بهم منذ جئنا حاكمين وجدت أن تصرفهم طبيعي جدا، لم نأتهم إخوانا بل غزاة، لم نعاملهم كأهل البلد بل كمستعمرين عليهم أن يدفعوا أموالهم غصبا للفاتحين، فلماذا إذن أغضب مما يفعله الإنكليز بنا أو تغضب كاثرين مما يفعلونه بايرلندا؟ ذلك قانون الأقوي .
لكنه بعد ذلك يلوم نفسه أشد اللوم باعتباره رجل أنصاف الحلول، فهو كما يصف نفسه نصف طيب ونصف شرير ، وربما كانت تداعيات الأحداث وعبؤها وضغوطها الرهيبة وقبح وعنت سلوك الإدارة ضده وحقارة الموقف الذي بدا عليه الضابط وصفي الذي أرسلوه مساعدا وجاسوسا عليه في الواحة، ربما كل ذلك أعاده إلي نزعة الثورة الأولي فتفجر بداخله الموقف الوطني الجياش حيال موقف وصفي الموالي للانكليز، الذي يعتبر أن أحمد عرابي خائن حاول قتل مولاه الخديوي وحرض الثوار علي ذلك، ويتساءل محمود هنا عن الأصل الشركسي لوصفي وهل من الممكن أن يكون السبب في هذا الموقف ويقول:
قابلت أثناء الثورة قلة من شراكسة طيبين يحبون مصر كوطن لهم لكن معظم الشراكسة يعتبرون أنفسهم السادة وتآمروا أكثر من مرة لقتل عرابي الفلاح وفرحوا لهزيمته مثلما تفرح أنت (مخاطبا وصفي)، إذن فيم تهمك آثار أجداد هؤلاء الفلاحين الذين تريد أن تسترد مجدهم؟
ربما تقصد بالذات الفراعنة! ربما تراهم الأسياد الذين حكموا عبيدا من المصريين، ظللتم أنتم سادة في حضن السادة الأتراك وعندما ثار عليكم العبيد استعنتم عليهم بسادة آخرين من الانكليز فهزمتموهم وبقيتم بعدها سادة أيضا، وأنا، ماذا اعتبرت الثوار؟ قلت في التحقيق انهم بغاة، فما الفرق بيني وبينك؟ لكم أكرهني!! .
وهذا البعد أيضا يتحول الي جزء من الصراع الأساسي في الرواية، إذ لا يبدو محمود وحده الجريح من صراع السادة والعبيد، بل يبدو أيضا أن كاثرين وأختها فيونا، اللتين انبهرتا بشخصية وصفي الصارم الذي يملك معرفة واسعة بالآثار والتاريخ، تبدوان وقد دلفتا الي أول خلاف لهما معه عند مناقشة مشروعية الاحتلال، وكان المهرب - في أحاديث من هذا النوع - هو تغيير الموضوع.
وسنجد ذلك الحديث كذلك بين الأختين عندما تقول كاثرين لفيونا: أعرف هذا وغيره يا فيونا، لكني كنت قبل مجيئك قلت أنه فعل أشياء عظيمة تتحدث عن الإسكندر المقدوني وحاول بعد أن غزا آسيا أن يوحد الشرق والغرب.
فترد عليها فيونا قائلة: بالطبع! يوحدهما عبيدا في امبراطوريته! هل سمعت عن أي امبراطورية لا تعلن أهدافا نبيلة؟ ألا تقول انكلترا الآن إن رسالة امبراطوريتها هي نشر الحضارة والتمدن في العالم؟ تعالي انظري إلي هذه الحضارة المعجونة بالدم! .
وتبدو صراعات الحدث الروائي دائرة علي محورين في واحة الغروب، أولها ما تبدأ به الرواية، وإن لم يتواتر كثيرا في حوارات البطل ولكنه ظل خلفية أساسية للأحداث، وهو الاحتلال الانكليزي لمصر، وثانيها ذلك الصراع بين الدولة بمفهومها الحديث ـ القاهر والقامع ـ في السيطرة علي الجيوب الخارجة عليه، ونموذجها الواحة التي تقع فيها الأحداث.
ويبدو الوعي العميق للروائي بهاء طاهر بالمعضلتين عبر اختراقاته للحدثين اللذين لم يتم حسمهما عبر أحداث روائية استغرقت ما يقارب الثلاثمئة سنة، فالاحتلال الانكليزي استمر علي حاله ومات محمود مأمور الواحة منتحرا داخل معبد الإسكندر المزعوم، ورغم أن الراوي يذكر أن سلالم القسم تم تجديدها بأحجار المعبد إلا أن ذلك لم يعق سيطرة الدولة - بأي معني - علي أهل الواحة، وبدت الشقة واسعة بين الخصوصية التي تقترب إلي الفلكلور، وبين اليد الباطشة للدولة، ويبدو موت البطل في نهاية الرواية المعادل الموضوعي لموت دولة محتلة، ليس في مكانتها - علي أي نحو - أن تدعي قدرة علي تحديث نفسها، وإن ذكر المؤلف في إشاراته الختامية خارج الرواية الي أن الواحة الآن تغيرت تماما، وأصبحت تعج بالمدارس والمستشفيات وأصبحت سيوة إقليما مصريا يتحدث العربية، أي أنها اندمجت في عملية التحديث بعد أن أصبحت الدولة نفسها قادرة علي تقديم النموذج والمثال بأنها كيان يعمل لصالح الشعوب لا يعمل لصالح الأسياد علي نفقة العبيد.
بقي تعليق عابر أو سؤال أوجهه للناقد فتحي أبو رفيعة حول المقال الذي كتبه ونشرت القدس العربي عن ذلك البيان الذي أوصي بهاء طاهر بإصداره ضد الحداثة في أحد مؤتمرات أدباء الأقاليم؟ أين هو وما هو نصه؟ فقد أدهشتني تلك المعلومة التي لم أعثر لها بالفعل علي أثر، فقد اتصلت ساعتها بالكاتب بهاء طاهر، فنفي أن يكون قد شارك أو أوصي بإصدار مثل ذلك البيان، ومصدر الدهشة هو ما يشيعه مشروع بهاء طاهر الإبداعي والفكري من استنارة، وما رسخه سلوكه من قيمة رفيعة في حياتنا الثقافية، وحسبما أشار ابو رفيعة نفسه - في مقاله - عن الرواية، فإن قدرة بهاء طاهر علي التجديد والتحديث في مشروعه الروائي تبدو في ذروتها في رواية واحة الغروب .
القدس العربي
20/06/2007