أنجزت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة الوكيل المساعد للثقافة والتراث الوطني في وزارة الإعلام البحرينية سبعة مؤلفات في مجال التاريخ والتاريخ السياسي، وتطالب بضرورة الحوار والانفتاح مع الآخر بشرط انتقاء أدوات تطوير الذات، وعلى مدار خمسة عشر عاما قدمت جهودا كبيرة ظهرت نتائجها واضحة على الساحة الثقافية في البحرين، كما أشرفت على العديد من المشاريع الثقافية مثل مركز الشيخ ابراهيم بن محمد آل خليفة، الذي أصبح منارة للثقافة والعلم في البحرين، كما ساهمت في بناء العديد من الصروح الثقافية.
''الاتحاد'' التقتها وحاورتها حول أمور عديدة تخص الشأن الثقافي، حيث قالت عن المنجز الثقافي: لابد أن نعي أن الشعوب تعيش بثقافتها وهويتها وتراثها، منبهة إلى أن الإنجازات الثقافية تبقى في الذاكرة، وقد تؤدي قصيدة إلى تغيير مسار حياة أمة بأسرها، قائلة إن البحرين لديها حضارة تمتد إلى 5 آلاف سنة وأن العقود الماضية شهدت هماً مشتركاً بين دول الخليج رغم صعوبة وسائل المواصلات.
أدب المرأة والرجل
ورفضت التمييز بين الرجل والمرأة، أوما يسمى بثقافة خاصة للمرأة أو أدب الرجل، لافتة إلى أن الإبداع لا يتحدد بزمن أو جنس وأنه حالة إنسانية، مضيفة أن المرأة بالبحرين حققت طفرة كبيرة في الإبداع، وخاصة الفنون التشكيلية، كاشفة عن أن عدد المبدعات بالبحرين يساوي عدد الرجال المبدعين، كما أن التعليم النظامي بالبحرين بدأ بالفتيات قبل البنين، وأن الحديث عن الإبداع والمبدعين هو حديث عن كائنات ومخلوقات بشرية تتمتع بعطاء إبداعي وفكري خاص.
ونوهت إلى أن دور المرأة في الخليج متواجد منذ تولت المرأة مسؤولية قيادة الأمور في منزلها حال غياب الرجل في رحلة الغوص والتي تستمر عدة أشهر، قائلة إن مشاركة المرأة كبيرة إلا أن الصورة تغيب أحياناً عن أذهان الكثيرين.
المشهد الثقافي
وعن المشهد الثقافي في البحرين قالت: إن الحديث عن الحركة الثقافية يتطلب ضرورة العودة للخلفية التاريخية، لأن ما يحدث الآن يمثل حالة استمرار وامتداد طبيعي للوضع الثقافي، والذي يعود لفترة الثلاثينات، حينما شهدت البحرين حركة مسرحية وأندية ثقافية.
وأن البحرين في التاريخ الثقافي قدمت مساهمات في شتى مجالات المعرفة والفن والثقافة، وقد بدأ التعليم في البحرين منذ عام ،1899 ولفتت أن البحرين تشهد حركة واضحة للاستفادة من ثروتها التاريخية، ببناء المتاحف وإنارة الأبنية القديمة وإعادة ترميم المعالم الأثرية، بالإضافة إلى إقامة مهرجانات كبيرة ومنها مهرجان ربيع البحرين الثقافي، وهو أول مهرجان يهدف إلى ترويج البحرين كبلد يستقبل سياحة ثقافية علي مدار شهر كامل من كل عام.
الاستثمار في الثقافة
وكشفت عن مشروع البحرين في ''الاستثمار في الثقافة'' من خلال توظيف رؤوس الأموال الخاصة، لدعم المشاريع الثقافية، ومنها تجديد المباني وإنشاء المتاحف، مشيرة الى أن الأجندة الاستثمارية الثقافية تتضمن 19 مشروعاً لتأسيس البنية التحتية للثقافة بالاستعانة بأفضل المتخصصين في مجالاتهم، وأن أبرز تلك المشاريع أيضا تجديد المتحف الوطني وبناء المسرح الوطني وإنشاء متحف للفن الحديث.
الثقافة
وعن ضرورة فصل الثقافي عن الإعلامي طالبت بضرورة فصل الثقافة والتراث عن الإعلام وأن تكون الثقافة جهة أو هيئة أو وزارة مستقلة، مشددة على أن الإعلام ''آني'' يتابع الحركة والحدث، بينما الثقافة تؤسس وتبني العقول.
ولفتت إلى أن المنظمات العالمية لا تنظر إلى حجم الدولة بقدر ما تنظر إلى حجم مشاركتها الفعلية في الثقافة والتراث.
''ربيع البحرين''
وعن مهرجان ربيع البحرين أوضحت أن مهرجان ربيع البحرين يقام في فضاء ثقافي مفتوح، بمشاركة أقطاب ورموز من أصحاب الفكر والإبداع من مملكة البحرين ومن دول عربية ليمثل مهرجاناً ثقافياً يقدم العديد من الافكار والمفاهيم الثقافية للإبداع الانسانى من حيث الابتكار والتنوع.
وينظم مهرجان ربيع البحرين ادارة الثقافة والتراث الوطني بوزارة الاعلام البحرينية بالتعاون مع كل من مجلس التنمية الاقتصادية ومركز الشيخ ابراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث.
ويشتمل على برنامج ثقافي متنوع يتضمن الكثير من الأنشطة الثقافية والفكرية والإبداعات الشعرية بمشاركة نخبة من المثقفين والمفكرين من مملكة البحرين ودول عربية وأجنبية، إذ تمت دعوة مفكرين وتشكيليين وشعراء من العديد من الدول لإحياء فعاليات ثقافية تشمل ندوات وحوارات فكرية وأمسيات شعرية وفعاليات أخرى.
لا معاناة
تقول الشيخة مي بنت محمد آل خليفة إن البحرين لا تعاني من إشكالية التفرقة والتمييز بين الرجل والمرأة، مؤكدة أن المرأة البحرينية نالت حقوقها في التعليم منذ عقود طويلة ووقفت على المسرح في الأربعينات، وأن ما تحظى به من مناصب ومراكز هو التطور الطبيعي لدورها الدائم، مشيرة إلى أن البحرين تشهد حالة زخم في الفنون التشكيلية، مشيدة بدور المراكز الأهلية والصالات الفنية، التي يتولى قيادتها في الغالب سيدات ذات علاقة وطيدة بالإبداع والحركة التشكيلية.
الاتحاد
الثلاثاء 06 نوفمبر 2007