آب المعتم الكئيب مطر غزير، وحياة غزيرة مثل هذه السماء المتورمة لهذا الشهر آب الكئيب. اختي الشمس، تجلس بسكينة في غرقتها الصفراء ولا تريد الخروج.
كل شيء ذاهب للجحيم، الجبال ترسل بخارها
كغلاية، الانهار تتجاوز ضفافها، ولم يبق
الاها لا تريد ان تشرق لتوقف المطر.
انها في غرفتها، تلاطف الاشياء القديمة،
قصائدي، تقلب البومها. حتى لو قصف البرق
مثل تحطم اطباق في السماء،
لا تريد ان تخرج.
الا تعرفين انني احبك لكنني عاجز
عن ايقاف المطر؟ لكنني اتعلم ببطء
كيف احب الايام الكئيبة، والتلال المتبخرة،
والهواء المشبع بثرثرة البعوض،
وان ارشف دواء المرارة،
لذا حين تبزغين، يا اختي،
فاصلة خرز المطر،
بجبينك جبين الازهار، وبعينيك عيني الصفح والمغفرة،
لن يعود كل شيء كما كان، بل سيكون حقيقيا
(اترين لا يريدون ان يتركوني احب
كما اشاء) لأنه، يا اختي، عندها
علي ان اتعلم كيف احب الايام المعتمة الكئيبة كالايام المشرقة،
المطر الاسود، والتلال البيضاء، حين حدث
ان احببت سعادتي وبهجتي وانت فقط لاغير.
مرجان
المحميات المرجانية تردد صداها لليد
التي تجوفها. غيابها
العاجل ثقيل. مصقولة
مثل صدرك في راحة يدي.
برد البحر، حلمته تصر مثل رمل
مسامها، كمسامك، تتألق بالعرق المالح.
جثث في الغياب، تهجر ثقلها،
وجسدك الناعم، ليس كأي جسد
يخلق غيابه الدقيق مثل هذا الحجر الموضوع على طاولة مثل صندوق مواد تبييض
الهدايا. يجعل يدي تتجرأ
تدعي ما لم تعرفه ايدي المحبين ابدا
طبيعة الجسد ليست كأي شيء آخر.
منتصف الصيف، توباغو
شواطيء رحبة مرجومة بالشمس.
قمح ابيض.
نهر اخضر.
جسر.
نخيل اصفر محروق
من منزل نومي الصيفي
ناعس خلال شهر آب
هي الايام التي حملتها
وهي الايام التي اضعتها
الايام التي شبت، مثل بنات،
عن طوق ذراعي.
القدس العربي
2011-08-07