ولد الشاعر في ريثفورد, نيوجيرسي عام 1883 . وبدأ في كتابة الشعر وهو لا يزال طالبا في المرحلة الثانوية وفي تلك الفترة كان قد قرر أن يصبح كاتبا وطبيبا في نفس الوقت. وقد حصل على درجته في الطب من جامعة بنسلفانيا حيث قابل هناك عزرا باوند وربطته به صداقة حميمة. وكان تأثير (باوند) هائلا على وليم وكان له الفضل في نشر وليم لمجموعة شعرية في لندن عام 1913. وبعد عودته إلى (ريثيرفورد) حيث داوم على القيام بمهنته الطبية طوال حياته, بدأ (وليم) بالنشر في المجلات الصغيرة وبدأ نشاطه الأدبي المتسم بالغزارة حيث كتب بجوار الشعر في ميدان الرواية والمقالة والمسرحية. ويعد بعد (باوند) واحدا من أهم شعراء الحركة التصويرية في الشعر و إن كان قد بدأ يختلف لاحقا مع الكثير من المبادئ التي أرساها (باوند) في كتاباته حول هذه الحركة وكان أكثر اختلافا مع (إليوت) حيث شعر أنه مرتبط بشدة بالثقافة والتقاليد الأوربية
وقد استمر في التجريب في كتاباته الشعرية فيما يتعلق بالأوزان والسطور هادفا من وراء تجريبه إلى اختراع شعرية أمريكية جديدة ومتميزة تستقي موضوعاتها من أحداث الحياة اليومية و حياة عامة الناس.
وقد تزايد تأثيره تدريجيا في فترة العشرينيات و الثلاثينيات وإن كان قد أحس أن الشهرة الواسعة لقصيدة (الأرض الخراب) لـ(إليوت) جعلت الأعين لا تلتفت بالاهتمام الكافي لكتاباته و مشروعة الشعري.
إلا أن شعره قد عاد ثانية للحصول على الاهتمام والذيوع في الخمسينيات والستينيات حين بدأ شعراء شباب مثل( ألان جينسبرج) و(بيتس) بالالتفات إليه لسهولة لغته الشعرية وأيضا لما تميز به وليم من احتضان للمواهب الواعدة.
وتتضمن قائمة أعمال وليم كارلوس وليم ( كورا في الجحيم) 1920 الربيع وكل شئ 1923, صور من بريجول وقصائد أخرى 1962, ملحمة بتروسون الواقعة في خمس كتب 1963. وخيالات 1972. وقد بدأت صحة وليم في التدهور في أعقاب الأزمة القلبية التي تعرض لها عام 1948 ولكنه ظل يكتب حتى وفاته في نيوجيرسي عام 1963.
وجاء تطور التعبير الشعري لدى وليم انعكاسا لرؤيته الخاصة للثقافة الأمريكية متعددة الأوجه. كما كان ناجما عن إدراكه للتأثير الكبير لوسائل الإعلام بمختلف صورها المقروءة والمسموعة والمرئية في الكيفية التي يتواصل بها الناس. كما يرى وليم أن القصيدة ما هي إلا ماكينة مصنوعة من الكلمات حسب قوله في مقدمة أحدى مجموعاته الشعرية حيث يقول:
ليس هناك ما هو عاطفي فيما يتعلق بالماكينة, والقصيدة ما هي إلا ماكينة صغيرة ( أو كبيرة ) مصنوعة من الكلمات. حين أقول لا وجود لشيئ عاطفي فيما يتعلق بالقصيدة, أعني أنه لا وجود لجزء زائد فيها.
ربما حمل النثر حمولة من حشو يساء تسميته, تماما كما هو الحال مع السفينة. أما الشعر فهو بمثابة المحرك الذي يقودها. فهو مشذب إلى أقصى حد. وكما هو الحال في كل الماكينات فإن حركة الشعر جزء لا يتجزأ منه وهي متماوجة كما أنها شيئ حسي أكثر مما هي صفة أدبية."
قصائد مختارة
تحرر
أنت أيها الرجل الكئيب مثل خنزير
إنك تدفعني دفعا إلى الطين
بعربة يدك تلك القذرة المتداعية
أخي
لو كنا أغنياء
لأبرزنا صدرينا
و سرنا برأسين مرفوعتين
إن الأحلام هي التي حطمتنا
لم يعد ثمة فخر
في الخيول أو الإمساك بالزمام
نحن نجلس مكومين هنا معا
نتفكر فيما آل إليه حالنا
لا بأس
كل الأشياء تؤول إلي نهاية مريرة
سواء اخترت الطريق الأيمن
أو الأيسر
و الأحلام
ليست بذلك السوء.
شاهد
صفصافة قديمة بفروع خاوية
رنحت ببطء محاليقها الوضيئة العالية
و غنت:
الحب صفصافة صغيرة خضراء
تلتمع على الحافة العارية للغابة
الرقم العظيم
بين الأمطار
و الأضواء
رأيت الرقم 5
ذهبيا
على سيارة الإطفاء
الحمراء
التي تمضي
متوترة
بلا اكتراث من أحد
إلى رنين أجراس
و عويل صفارات إنذار
و عجلات تدمدم
خلال المدينة السوداء
عربة اليد الحمراء
الكثير يعتمد
على
عربة يد
حمراء
تلتمع بماء المطر
بجوار الدجاجات
البيضاء
فقط لأقول ..
لقد تناولت
ثمار البرقوق
التي كانت
في الثلاجة
و التي
ربما كنت
تحتفظين بها
للإفطار
معذرة
فقد كانت
شهية
و حلوة الطعم
و باردة
شكوى
يتصلون بي فأذهب
الطريق متجمد
والوقت بعد منتصف الليل و غبار
من الثلج محبوس
في آثار العجلات اليابس
الباب ينفتح
فأبتسم و أدخل
و أزيح عني البرد
ثمة امرأة عظيمة
مستلقية على جانبها في الفراش
إنها مريضة
ربما تقئ
و ربما في غمرات الولادة
لتضع طفلها العاشر.. مرحى .. مرحى
الليل غرفة
أظلمت من أجل العاشقين
و من خلال حصيرة النافذة
أرسلت الشمس
إبرة واحدة ذهبية
أنتزع الشعرة من عينها
و أشاهد تعاستها
مقدم الشتاء
الأشجار نصف العارية
تعصف بها الرياح مجتمعة
فتنثني كلها
أوراق ترف رفيفا جافا
و ترفض السقوط
و أخرى تنجرف مثل البَرَد
تتجه في مرارة إلى أحد الجوانب
و تسقط
حيث المريميات ذات اللون القرمزي القاسي
التي لم تشابهها أوراق قط
تستوي على حافة الحديقة العارية
عاصفة ثلجية
الثلج يتساقط
سنوات من الغضب تعقبه
ساعات تتهاوى في كسل
العاصفة الثلجية
تدفع ثقلها
متوغلة في العمق لثلاثة أيام
أم ترى لستين عاما ؟ و بعدها
الشمس! ضجيج من شرائح صفراء و زرقاء
أشجار تبدو كثيفة الشعر تتصدر المشهد
في ممرات طويلة
فوق عزلة برية
الرجل يستدير و هنالك..
يمتد مسلكه المتوحد
في العالم.
****