1 ـ السّلطان
في جبال كشمير يعيش سلطان سلامندراغور
في النّهار يقتل ركاما من البشر و حين يحلّ المساء ينام.
لكن في كوابيسه يختبىء القتلى
و يلتهمونه
في ليلة استيقظ
مطلقا صرخة عظيمة
السيّاف و قد انتُزع من نومه
اقترب مبتسما من قدم السّرير
إذا لم يكن هناك أحياء
قال السّلطان
لن يكون هناك أموات
و السيّاف يقول نعم
على جميع الباقين إذن أن يمرّوا على القتل
و ينتهي كلّ شيء
نعم قال السيّاف
هذا كلّ ما يعرف قوله
و جميع الباقين مرّوا كما قال السّلطان
النّساء الأطفال نساؤه و أطفاله هو ونساء و أطفال الآخرين
العجل الذئب الزّنبور و الشّاة النّاعمة
العجوز الطيّب و الجمل القنوع
ممثّلات المسارح ملك الحيوانات
غارسو أشجار الموز صانعو الكلمات الجميلة
و الدّيوك و دجاجاتهم و البيض مع ديوكه
و لا أحد يبقى ليدفن أحدا
هكذا الأمر على ما يرام
قال سلطان سلامندراغور
لكن ابق هنا أيّها السيّاف
هنا قريبا منّي
و اقتلني
إذا ما عدت إلى النّوم.
2 ـ خطاب حول السّلام
عند 'نهاية خطاب هام للغاية
تعثّر رجل الدّولة الكبير
عند جملة جميلة جوفاء
سقط داخلها
مضطربا فاغرا فمه
مُظهرا أسنانه
و تسوّس براهينه السّلمية
وضع في صميم عصب الحرب
مسألة المال العويصة.
3 ـ الزمن الضائع
أمام باب المعمل
يتوقف العامل فجأة
الجوّ الجميل جرّه من سترته
و فيما هو يلتفت
و ينظر إلى الشمس
حمراء تماما مستديرة تماما
تبتسم في سمائها الرّصاصيّة
يطرف بعينه
بلا تكلّف
قولي إذن الرفيقة الشمس
ألا تجدين من البلاهة بالأحرى
أن تمنحي مثل هذا النّهار
لربّ عمل ؟
4 ـ لا يجب...
لا يجب ترك المثقفين يلعبون بأعواد الثقاب
لأنّه أيّها السّادة حينما ندعه وحيدا
العالم الذهني أيها السّادة
ليس لامعا بتاتا
و حالما يكون وحده
يعمل بتعسّف
مشيدا لنفسه نصبا ذاتيا
و مدّعيا بنبل أنّه على شرف عمّال
البناء
لنكرّرْ القول أيّها السّادة
حين ندعه وحده
العالم الذهني
يكذب
بكيفية آبدة.
Paroles، Gallimard، 1976
القدس العربي
2011-08-14