نحن أطفال العالم، نريد أن نقول كلمة لأميركا.
نحزن، نتردد، نخرج في مظاهرات لوقف الحرب:
كفى.. كفى.
ما هي الأحلام التي تجيئنا في الليالي:
ماذا لو جُرح والدي؟ ماذا لو فُجر بيتنا؟
عزيزتي أنجيلا، أرجوك قولي الآن:
يا أطفال العالم، ماذا بإمكاني أن أقول لنا؟
أشعر بالعار أنني أجيء من مكان
أخذوا والدي مني إلى مقدمة الجبهة
وأرغموه على المحاربة..
وضد من؟ من يجيب عن سؤالي؟
هل تذكر يا أبي
أنك لم تدخل غرفتي أبداً
دون أن تطرق الباب أولاً.
آه يا أطفال العالم، إنني أخجل حين أرى.
مثل ذئب في شوارع بغداد،
يبحث والدي مع أقزام العم سام
ليكسروا أبواب البيوت بأحذيتهم الحادة.
يا أطفال، أخبروا العالم:
هل لدى طفل بلا أسنان مسدس؟
يا أطفال، أشعر بالعار.
حين أرى والدي يخرب البيوت
ويقتل الأمهات والأطفال.
يا أطفال.. يا أطفال.
كيف أقول من أين جئت؟
إنني أشعر بالعار.. إنني محبطة.
نحن أطفال العالم، لدينا كلمة لأميركا..
لكل أرض كنز، ذهب وحديد وفولاذ،
تبغ وسجائر ونفط وقمح،
عنب وتمر وزيتون وبِحار مطلقة..
في عالم الأطفال، لكل شيء قيمة..
أعلامهم لها لون وشكل ونجمة وقمر..
وشمس برتقالية مبتسمة.. شاهدوا الرسوم المتحركة.
شاهدوا الحيوانات في الأدغال..
الفأر والقط لطيفان، يحبان أطفالهما..
عار عليكم، الحصول على قطعة خبز ليس بأمر صعب،
لا يحتاج إلى مسدس وقتال..
لكل بيت باب ونافذة.. أب وأم وأطفال،
يحتاجون للسلام والراحة.
الأطفال يحتاجون إلى الدراسة ليسعدوا،
ويحتاجون لمشاهدة كرة القدم وللزهور الجميلة والسباحة..
يريدون أن يكبروا ويكرهوا الكوابيس،
يريدون أن يفكروا ويحلقوا كالعصافير..
أن يضعوا غصناً أخضر في فمهم،
ويحلّقوا عالياً لزراعة الزيتون على القمر.
لنكن محبين لبعضنا بعضا،
مهما كان عدد أرغفة الخبز والأطفال،
يقدر بعضنا بعضا ونغني بروح سليمة:
لا نحتاج للخبز.. ليس للكثير منه،
لا نحتاج لأسلحة أو رجال مجروحين بالقتال،
العنف بلا معنى..
إذا كنا أصدقاء، إذا كنا جيرة جيدة،
بإمكاننا أن نتبادل الأشياء دون حرب.
لماذا أسعار الصواريخ غالية؟!
شاعرة إيرانية من مواليد 1963، من أشهر شاعرات إيران المعاصرات. قصيدة «شعراء السلام» المترجمة هنا عن الإنجليزية، نشرت في كتاب أصدرته منظمة اليونسكو لقصائد تدعو إلى السلام ترجمت إلى لغات عدة.
أوان
27 يونيو 2009