يدشن الشاعر علي عبدالله خليفة هذا الشهر في العاصمة الفرنسية (باريس) الطبعة الثانية من كتاب "وشائج". يأتي ذلك في ظرف سنة من تدشين الكتاب لأول مرة وبعد نفاد جميع نسخ الطبعة الأولى. وحسبما أفيد فإن مؤسسة "ربيع الشعراء" التي دعمت إصدار الكتاب في البحرين العام الماضي 2009 ستستغل فرصة تواجد الشاعر في مدينة باريس هذا الشهر في إطار أمسية شعرية موسيقية بحرينية ينظمها معهد العالم العربي يوم 26 مايو/ أيار، لتدشين طبعة "وشائج" الثانية من خلال أمسية أخرى موازية.
وستستضيف الدار الناشرة، وهي "أتاليه جرافيك" في مقرها، تدشين الكتاب الذي أنجزت طبعته الثانية لكي يلبي خصيصاً حاجة القاريء الفرنسي، إضافة إلى قراءات شعرية بصوت الشاعر.
وكانت "المؤسسة البحرينية للطباعة والنشر" قد نفذت طبعة أولى من "وشائج"، فاخرة ومدعمة بالألوان، في 260 صفحة من القطع الكبير مربعي الشكل. وشهد مركز عيسى الثقافي في مايو/ أيار من العام الماضي طرحها لأول مرة، والتوقيع، في إطار أمسية مركبة تقاطع فيها الشعر مع العزف الموسيقي مع السينوغرافيا.
ويضم الكتاب بين دفتيه دراستين نقديتين لكل من الناقد الفرنسي دافيد دومورتييه إضافة إلى الناقدة التونسية نور الهدى باديس وما يقرب من 27 نصاً للشاعر خليفة انتخبت من طريق الناقد التونسي محمد النويري من ثماني مجموعات شعرية، شاملة الفصيحة وتلك التي صدرت بالمحكية البحرينية.
كما تتخلل صفحاته لوحات وضبت أساساً على الزجاج المصهور من طريق الفنانة الفرنسية شانتال لوجندر، وهي نتاج ورشة من اللقاءات المطولة التي جمعتها مع خليفة برفقة المترجمة المغربية ثريا إقبال في مدينة "هربي" الفرنسية على مقربة من جبال الألب.
ووضعت الناقدة باديس التي ستقوم أيضاً بتقديم الشاعر إلى الجمهور الفرنسي والترجمة من وإلى العربية والفرنسية في غضون التدشين المزمع هذا الشهر، الدراسة الرئيسة ضمن الكتاب تحت عنوان "الغوص في الذات بحثاً عن دانة الدانات". فيما وضعت المترجمة إقبال قراءة في لوحات شانتال التي نفذت أساساً من وحي نصوص لخليفة تحت عنوان "شانتال لوجندر في وشائج الشفافية". وواكبت إقبال بدايات مشروع "وشائج"، حيث صاحبت خليفة في معظم اللقاءات التي جمعته والفنانة شانتال. كما تولت ترجمت نصوصه ما بين العربية والفرنسية إلى جانب مترجمين آخرين هما بشير قربوج ونور باديس.
واختارت شانتال تجهيز لوحات الكتاب على صفائح زجاجية وضبت بطريقة الصهر، وأعيد سحبها على شفافيات خاصة لكي تتناسب مع الكتاب.
في هذا السياق، رأى الناقد الفرنسي دافيد دومورتييه في معرض مطالعته في شعر خليفة أن قصائد الأخير "شديدة الارتباط بالشعر الجاهلي فكأننا نسمع امريء القيس". غير أنه استدرك "ينبغي ألا نقف عند هذا التأثر المتجذر في أعماق الأدب العربي فحسب وإنما لا بد من الإشارة إلى أن الشاعر تناول كذلك عالمنا اليوم بمظالمه وآلامه" بحسب ما جاء في دراسته ضمن الكتاب. وأضاف "إن شعر خليفة يصر على جمع ما هو مبعثر فينا، التاريخ، حياة الناس، الحب والظلم".
وساهم الخطاط المغربي مصطفى أمناين والبحريني محمد مندي في إعداد خطوط فنية حروفية لعناوين القصائد. ودعمت مؤسسة ربيع الشعراء في فرنسا مشروع الكتاب فيما ساهمت خمس شركات بحرينية من القطاع الخاص في تمويله.
وتولت إخراج النص الفرنسي ووضع الرؤية الإخراجية العامة له المصممة الفرنسية ستيفاني دوبوت من أتيليه جرافيك غرونوبل ونفذ النص العربي المصمم المصري محمود الحسيني.